لماذا اجري نيتنياهو تغييرات واسعة داخل قيادات الجيش الاسرائيلي ؟
- خبراء يتسألون : التغيير في قيادات الجيش في إسرائيل، هل هي نهاية معركة أم بداية حرب؟
فقد كشفت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخطط لتعيين رئيس حزب أمل جديد جدعون ساعر بديلا لوزير الدفاعي يوآف جالانت الذي قد يتجه نتنياهو لإقالته قريبا وهو مؤشر على حجم الانقسامات بين الحكومة والمؤسسة العسكرية إلى جانب الخلافات المتصاعدة مع الأحزاب الدينية على خلفية قرار تجنيد الحريديم.
فمن هم الحريديم؟
يعد اسم حريديم جمعا لكلمة "حريدي" وتعني باللغة العبرية التقي هم يهود أرثودوكس متشددون يتبعون التوراة في معتقداتهم ويتكونون من مجتمعات مختلفة، تتمحور كل منها حول "حاخام" أي مرجع ديني مهم في الشريعة اليهودية ويصل عددهم في إسرائيل الى 1.28 مليون ويمثلون 13%من إجمالي السكان وعارض الكثير منهم إقامة دولة إسرائيل ولا يشاركون عادة في الاحتفالات الوطنية وتوفر لهم إسرائيل استقلالية واسعة في التعليم وتعارض الجماعة تجنيد الشباب في الجيش بحجة ان دراستهم الدينية أكثر اهمية.
وفي هذا الشأن أفاد أمير أورين، محرر شؤون الدفاع في صحيفة "هآرتس"، خلال تصريحات صحفية أن مؤسسي دولة إسرائيل كانوا واضحين في منهجهم. إذ استلهموا نموذج ونستون تشرشل عند تأسيس وزارة الدفاع بقيامه بتولي حقيبة الوزارة بنفسه وفي سياق مماثل، سعى نتنياهو إلى تحقيق أهداف مشابهة من خلال توليه منصب وزير الدفاع بالإضافة إلى دوره كرئيس للوزراء.
يشعر جالانت بمكانة هامة لعدة أسباب. أولاً، يعود ذلك إلى 13 عاماً مضت عندما أراد نتنياهو التصويت لتعيينه في منصب رئيس هيئة الأركان العامة، ولكنه لم يتمكن من تنفيذ تعيينه بسبب الضغوط التي تعرض لها آنذاك. بالإضافة إلى ذلك، أعلن نتنياهو العام الماضي عن نيته إقالة جالانت من منصبه، لكنه واجه تحديات جعلته يتراجع مؤقتاً عن قراره.
فيما يتعلق بالحرب في غزة، لم تكن هناك اختلافات كبيرة بين نتنياهو وجالانت في البداية.
يقف غالانت مع الجيش في مواجهة السياسيين بقيادة نتنياهو بشأن صفقة تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار والاستراتيجية التصعيدية المستمرة التي يتبناها نتنياهو. يُعارض معظم الإسرائيليين هذه الاستراتيجية خوفاً على سلامة المحتجزين.
قد يؤدي الوضع الراهن إلى فكرة مفادها أن نتنياهو قد يسعى مرة أخرى لإقالة غالانت بسبب هذه التباينات الكبيرة في المواقف والسياسات المتبعة بينهم.
لم تحقق الحرب الأهداف التي حددتها دولة إسرائيل بالرغم من مرور تسعة أشهر على استمرار الصراع.
لا يرغب نتنياهو في الاعتراف بالهزيمة، ولذلك يفرض شروطًا تعجيزية لضمان عدم موافقة حماس على الصفقة والبنود الرئيسية.
تعارض القيادة العليا للجيش بقيادة الجنرال هرتسي هليفي وبدعم من وزير الدفاع يوآف جالانت توجهات نتنياهو، وهذا الموقف يشاطرهم فيه معظم الشعب الإسرائيلي كما ذكرت سابقًا.
سيواجه نتنياهو مخاطر أكبر إذا قرر إقالة جالانت.
إعادة تعيين أفيجادور ليبرمان أو تكليف جدعون ساعر بوزارة الدفاع تحظى بدعم محدود داخل الكنيست.
في حالة إقالة جالانت وصوّت عدد من أعضاء الليكود في الكنيست مع غالانت، فإن الحكومة ستنهار.
لا يمكن لنتنياهو الاعتماد بشكل كامل على دعم جدعون ساعر أو ليبرمان؛ إذ يحتاج إلى تأييد واسع من أعضاء الكنيست للحفاظ على استقرار تحالفه الحاكم. ومع ذلك، لن يكون لدى جدعون ساعر القدرة على إنقاذ نتنياهو في مثل هذه الحالة.