النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 09:44 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

ثقافة

باحثة أثار: الأفروستانتك حركة خبيثة.. واوروبا هي من صنعت علم المصريات

الدكتور مونيكا حنا عميدة كلية الأثار والتراث الحضاري
الدكتور مونيكا حنا عميدة كلية الأثار والتراث الحضاري

حلت الدكتورة مونيكا حنا عميدة كلية الأثار والتراث الحضاري الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ضيفة على بودكاست الحل اية الذي تقدمه رباب المهدي، وتطرقا لموضوعات هامة تتعلق بالأثار المصرية وبعض اهم المشكلات التي تؤرق المجتمع المصري

الأهتمام بالتاريخ المصري

قالت الدكتورة مونيكا حنا: "من غير نابليون بونابارت وكتاب وصف مصر لم نكن سنعرف مصر القديمة"، اعتقد ان تلك الجملة خاطئة بشكل ما، حق يراد به باطل؛ فقد قام بنابليون بمذابح في المصريين كما وصفها الجبرتي، اي نعم انتج كتاب وصف مصر ولكنه السبب في سرقة أثار مصرية كثيرة، واكتشاف حجر رشيد كانت مجرد صدفة.

قائلة: نابليون كانت لديه افكار زعامة، فقد كان يعتقد بأنه حفيد الأسكندر الأكبر، فقد سرق اثار اثار من الفاتيكان لتمويل حملته على مصر، فقد سرق أثارنا ولكن الانجليز قطعوا عليه الطريق في معركة ابو قير الشهيرة والتي سلمت 17 قطعة اثارية للانجليز منها حجر رشيد.

حجر رشيد

د مونيكا: "يعتقد إدورد سعيد بأن الاستشراق بدأ بالحملة الفرنسية على مصر"

وأضافت: سرق نابليون مخطوطات كثيرة من الجامع الأزهر والعيد من المساجد، حتى جثة سليمان الحلبي وخنجره! فهو لا يقوم بسرقة الاثار فقط بل بسرقة الذاكرة المجتمعية للشعب المصري، فأبتدأ علم المصريات كعلم غربي للأوروبيين، مما وضح للمصريين والعرب اننا لم نكن على دراية بالتراث ولكن هذا لم يكن حقيقي، فقد وضح الجبرتي بأننا بدراستنا للماضي يمكننا فهم الحاضر.

حتى محمد علي كانت لديه مشكلات مع السلطان العثماني ابتدأ بأعطاء تصاريح للقناصل الاجانب بالحفر والتنقيب وتصدير الأثار، حتى يستطيع شراء السلاح والتحدث عنه بشكل جيد في أوروبا، فهو اول من وضع قانون للاثار ولكنه كان في مصلحة الاجانب، هؤلاء العلماء اشتروا اثار لمتحف اللوفر والمتحف البريطاني وايطاليا وغيرها، نشأ بسببها علم المصريات كعلم استعماري ينشأ على القطعة الاثرية وليست الدلالة البشرية، كما كان يحدث في العصور الفيكتورية ببريطانيا.

علاقة المصريين بأثارهم

قالت: تلك السرقة حجبت المعرفة عن المصريين، معرفة المصريين المعاصريين بمصر القديمة، قام بعمل سور معنوي، فهي محاولة لفصل المصريين عن تراثهم عن طريق عرض معرفة مغلوطه عن علاقة التراث المصري وتأثره باليوناني وغيره، فقد كانت اول مدرسة قامت لتعليم المصريين اللغة المصرية القديمة كانت يرأسها هنريك بروكش، وكان ياتي بالاجانب لتدريس تلك اللغة، وكان يرفض مدير المدرسة بالتدريب العملي للطلاب المصريين!

فهناك احتكار غربي للمعرفة المصرية التراثية القديمة، فقد حاول احمد كمال باشا عمل قاموس عربي مصري قديم ولكنه توفى قبل انجازه، فنحن كنا في احتكار غربي لمناصب الثقافة، فلم يتولي ادارة الأثار مصري الا عام 1952. اغلب الكتب عن المصريات القديمة بلغات اجنبية، اما العربية ضئيل واغلبها ترجمة، فغياب الانتاج المعرفي جعل هناك فصل بين المصري والانتاج المعرفي الخاص به.

أزمة تدريس التاريخ

قالت الدكتورة مونيكا: كتاب الدراسات الاجتماعية سيء جداً، فهو لا يربط الطالب بتاريخه او بالموقع الأثري، مصر دولة كبيرة فالمفترض الطالب ان يتفهم معالم المكان الذي يتعامل معه، فالكتب تعطي معلومات سطحية دون التفاعل مع التراث المحيط للطالب، فهي يأخذ معلومات معلبة واحياناً تكون مغلوطة علمياً بدون اي نشاط لمكان مجاور للمدرسة وألزامه بكتابة تقرير عنه، فالكتاب لا يعطي المعرفة الكافية.

كتاب الدراسات الإجتماعية

لا اريد الطالب ان يتعلم اللغة المصرية القديمة بكل جوانبها بل يعلم على الأقل معلومات عامة عنها لكي يكون هناك ارتباط للطالب بتراثة وحضارته. فالسور المعنوي يعتبر تلك الاماكن الأثرية خاصة بالأجانب فقط، وسوء المعاملة للمصرين تلعب دور في ذلك. دائماً هناك فكرة اننا لا نتيح الموقع السياحي للمصري، بل للأجنبي، فكيف نطلب من المصريين تقدير شيء ليس له علم به؟

السرقة الأثرية

عللت الدكتورة سرقة الأثار المصرية على عدة أسباب أهمها ان علم الأثار قام على سرقة الأثار؛ ونحن نبيع لسببين: منهم الفقر وقرب المساكن من المواقع الأثري، فهي تجارة كبيرة وجريمة لا تغتفر، فمن يبيع تاريخه لا يربح مادياً فقط بل يبع تراث نسله واحفاده. الحل هو مشاريع متناهية الصغر لأستفادة هؤلاء من اثارهم، وتعليمهم اهمية ذلك التراث، فالحل ليست معالجة امنية فقط بل مجتمعية وتنموية وثقافية.

علاقة الدولة بالأثار

قالت: المشكلة اكبر من شخص، المشكلة في تعليم اهمية ذلك التراث. مشكلة اخري في التعامل مع الأثار كعهدة، فهذه للأسف فلسفة اغلب المسئولين في مصر، الا قلة منهم يسعى في حفظ تلك الأثار. فالدولة لا تعي بالكنز الذي لديها. واما عن فكرة المتحف المفتوح فهي فكرة ضارة، فلا يمكن نقل البشر المحيطين بالأثار لمناطق اخري، فهو جزء من التراث الحي، وهي عبارة عن اعادة انشاء افكار الفكر الأستعماري وفكرة خاطئة في إدارة التراث. وأبدت أعتراضها على تسمية وزارة الاثار، فالأثار تعني انتيكة، ذلك المعنى كفيل بتوضيح الصورة للأجنبي بالأحتفاظ بتلك الانتيكة لديه، بل الأفضل ربطه بالتراث والحضارة.

ترويج الأثار بالخارج

قائلة: لدي مشكلة مع معرض توت عنخ امون، فقانون الأثار يمنع خروج اي قطع مميزة، ففي القرن التاسع عشر غرق تابوت بالبحر المتوسط، كما غرقت بعض الأثار في سفينة تايتنك! لا اعترض على خروج الأثار ولكن بشفافية مطلقة، ولذلك رجع معرض توت عنخ امون لذلك السبب. فالمعرض مخاطره كبيرة وليست هناك احصائيات واضحة عن مدى افادته لمصر من خلال السياحة وخلافه، ونحتاج ايضاً خدمات سياحية جيدة، فالمترو الجديد الذي يصل للمطار ممتاز، لذا نحتاج لخدمات جيدة وحسن تعامل مع السائح والأستثمار في قدرة العاملين في السياحة.

اهرامات الجيزة

ترميم الأثار

أوضحت د مونيكا بأننا لدينا احساس بأننا لسنا قادرين، ولكننا لدينا معامل ومتخصصين هم الأفضل في العالم، ولكن المشاكل هي ما تظهر على الأكثر. مقترحة: راس نفرتيتي وحجر رشيد هو اعادة استرداد الدول الغربية السيطرة الثقافية علينا، فهي تمنع التواصل المعرفي للمصرين عن تاريخهم، فانا اريد رجوع حجر رشيد لمصر من جديد، فلو تم عمل خطة لاعادة التاهيل واسترداده سيفتح باب رزق كبير لسكان رشيد والدلتا في مصر.

"وقت ثورة 2011 خرجوا افراد من السجون بالبر الغربي وحاولوا سرقة الأثار ومخازن الأثار، ولكن اهل البلد حموه، فالناس تستفيد من تلك الأثار وهي السبب في رزقهم."

ترميم اثار

مواجهة الخطاب العنصري

قالت: الأفروستانتك هو نتيجة للنظرة الأوروبية الأستعلائية على مصر، في الحقيقة لا نعرف لون بشرة كيلوباترا، مصر القديمة لم تكن عرق ولكن كانت ثقافة، وكانت "تمصر" كل من يأتي اليها، فحتى الرومان والعرب "تمصروا" فلا يمكن اختزال الثقافة في لون.

صراع الحركات الثقافية

اعتقد ان حركة اولاد كيميت ظهرت كرد فعل على الأسلام السياسي، وللأنصاف حركات الأفرو ممولة خارجياً، كما نرى في حفلات وافلام على منصات مثل نتفليكس، وايضاً ذلك نتيجة للأستعمار الأفريقي، ف 80% تقريباً من التراث الأفريقي تم سرقته، فالأفريقي ليس لدية تراث، ويتم تصدير تلك الأفكار من خلال الدول المستعمرة، فالأفريقي عندما يكبر لا يعرف تراثه بل يبحث عن اقرب حضاره له لينسبها إليه.

فأولاد كيميت معلوماتهم صغيرة جداً وبعضها مغلوطة ومبنيه على كتب من القرن ال 19 دون فهم حقيقي، في نبرة استعلاء ومكايدة سياسية.

ونراها في بعض الدول العربية والأفريقية كرد على فكرة الأسلام السياسي والرجوع للهوية كما في الأسلام السياسي، وهذا خطر على اثار مصر القديمة لأنها ستولد احساس ان مصر القديمة اداة للأستعلاء كما في النازيين الجدد في المانيا وغيرها وسيخلق تيار مضاد لمصر القديمة، مما سيخلق خطر على الاثار والمواقع الأثارية.

فنحن لدينا اثار رومانية واسلامية وفرعونية، نحن نتاج تلك الحضارة العظيمة

حركة الأفروسانتك لديها هدف خبيث جداً، فعندما تطلب مصر استرداد تلك الأثار يحدث نزاع، فالمتاحف تدعم احياناً تلك الدعوات.

افروستانتك

الخلاف مع زاهي حواس

اولاً انا لست ضد دكتور زاهي حواس، فدكتور زاهي لم اقابله سوى ثلاث مرات، ولم اتعامل او اعمل معه، ولكن اعتقد انه يهاجمني لأني ضد سياساته، وانا أؤمن بالبحث العلمي وليس البروباجندا، فهو قام بعمل اشياء جيدة من حيث تدريب بعض الأفراد وتسفيرهم للخارج وغيره، ولكني تعلمت التفكير النقدي، فأرى ان اغلب السياسيات التي انتجها والتفاعل لديه في التراث لم تشرك المجتمع في التراث.

د زاهي حواس

موضوعات متعلقة