أطفال «حلمهم العالمية».. حكايات ملهمة لمواهب صغيرة اقتحمت سوق العمل
الأطفال أو الشباب في عمر المراهقة تكون أحلامهم بسيطة كالتنزه أو شراء الحلوى، أو حتى تعلم مهارة جديدة في العطلة الصيفية، ولكن هذا لم يحدث مع البعض في الوقت الحالي بسبب رغبتهم في بدء الحياة العملية مبكرًا سواء بفتح مشروعات صغيرة أو اكتسب مهارة تؤهلهم للعمل بإحدى المهن المطلوبة في سوق العمل.
«وقت الفراغ» تسبب في نجاح مشروع «جنة» للمشغولات اليدوية
العطلة الصيفية التي قضتها «جنة» في عمر الـ15 كانت سببًا في التفكير في عمل مشروع خاص بها، في صناعة وتصميم الحُلي والإكسسوارات المشغولة يدويًا وذلك بسبب قضاء وقت فراغ طويل دون أن تستفيد من عطلتها، لذا قررت أن تختلف وتفعل ما تهوى.
«بدأت مشروعي وأنا عندي 15 سنة، وحاليًا المشروع بقاله سنتين».. هكذا بدأت جنة السيد، 17 عامًا، حديثها لـ«النهار»، لتسرد حكاية مشروعها الذي كان بمثابة طاقة النور التي حولت حياتها، لذا اختارت أكثر أنواع المشروعات المطلوبة والتي تريدها الفتيات وهي الإكسسوارات والحلي.
حكت «جنة» أنها قامت فورًا بشراء كافة الاحتياجات والمواد الخامة، التي تريدها كي تبدأ بالفعل في هذا المشروع، ومن ثم دشنت صفحة خاصة بالمشروع اليدوي، لافتة:«أنا أكتر حاجة بحبها الألوان والرسم، علشان كده مجال الإكسسوارات لاقيته لايق على موهبتي وخصوصًا أني ذوقي حلو في اختيار الألوان».
دشنت «جنة» صفحة متخصصة لمشروعها الصغير، وصنعت أول قلادة دون مساعدة أحد، ثم انتهت من صناعة عدد من الإكسسوارات، وقامت بنشر هذه المشغولات على الصفحة، موضحة:«أنا اللي عملت التسويق لشغلي على الصفحة، وكمان كل التصميمات من تصميمي، واللي بتلبس عندي قطعة بتكون فريدة وهي الوحيدة اللي لبستها».
كشفت «جنة» عن دور عائلتها في دعمها خلال فترة عملها بالمشروع، من خلال شراء الأم أو الأب لكافة الاحتياجات والمواد الخامة لها، بالإضافة إلى ذلك مساعدتهما لها خلال فترة ضغط الطلبات، قائلة:«أخويا كان بيوصلي الطلبات القريبة، ودلوقتي شغلي بيوصل لكل المحافظات».
«بحلم طبعًا أن شغلي يكون حاجة أساسية في مظهر كل بنت».. سردت «جنة» أنها تحلم بتوسع مشروعها الصغير، ويكون علامة مميزة ترتديها كل الفتيات، بالإضافة إلى ذلك أنها تبحث دومًا عن الاختلاف والتميز.
وفيما يخص الجمع بين الدراسة والمشروع، كشفت «جنة» أنها في فترة الامتحانات والدراسة يتم تأجيل بعض الطلبات أو التوقف لفترة قصيرة، ثم العودة مرة أخرى بعد انتهاء العام الدراسي، لافتة:«بس أوقات بطلع طلبات وشغل لما بتكون الدنيا هادية في الدراسة، ولكن بيكون الإنتاج ضعيف».
«جنا» أصغر مصورة محترفة في الحفلات:«نفسي أوصل للعالمية»
لم يكن لعمرها الصغير عائقًا أما تحقيق حلمها وشغفها في مجال التصوير وتكون «جنا» أصغر مصورة فوتوغرافيا محترفة، وكانت تلك الموهبة واضحة عليها مُنذ الصغر، عندما كانت تقوم بالتقاط الصور التذكارية لعائلتها أو رغبتها المستمرة في تصويرها في أي مكان تزوره حتى لاحظت والدتها عليها ذلك.
«أنا لما دخلت مجال التصوير كان عندي 13 سنة، وأخدت ورش كتير علشان أطور من نفسي».. هكذا كشفت جنا الشرقاوي، من محافظة الغربية وبالتحديد طنطا، 18 عامًا، خلال حديثها لـ«النهار» أن حبها للتصوير كان مُنذ طفولتها، وكان ذلك سببًا في اهتمام عائلتها بها ودعمهم لها، حتى أنها سافرت إلى القاهرة والإسكندرية كي تلتحق بالكثير من الورش التدريبية بسبب حبها للتصوير الفوتوغرافي، على الرغم من صعوبة السفر إلا أنها لم تترك فرصة إلا وحصلت عليها كي تتحول من هاوية إلى محترفة.
شرحت «جنا» أن الداعم والذي كان يرافقها في السفر باستمرار هي والدتها، كي تلتحق بكافة الورش التدريبية المتعلقة بمجال التصوير، لافتة:«شاركت في أكتر من معرض بالصور بتاعتي، وحب التصوير جالي بسبب أني بحب أصور وأتصور».
حصلت «جنا» على أول ورشة تدريبية في التصوير ، حتى أنها تعمقت في هذا المجال الفني، وأرادت أن تمتهنه، حتى أنها جمعت الكثير من الأعمال الخاصة بها على هاتفها المحمول، لافتة:«بعد كده عملت صفحة لنفسي، وعملت أو سيشن وجاب تفاعل كبير جدًا، وبعد كده روحت اشتريت الكاميرا بتاعتي».
على الرغم من إمكانيات الكاميرا المتواضعة، إلا أنها استطاعت من خلال الخروج بأفضل مستويات الصور، لافتة:«الناس دايمًا كانت بتتفاجأ أني في عمر صغير كده وبطلع شغل حلو وبشتغل مصورة».
حكت «جنا» أن حلمها أن تشترك في الكثير من المعارض الخاصة بالتصوير، كما أنها قامت بالفعل من قبل بعمل معرض خاص بها في طنطا بصورها فقط، موضحة:«واشتركت في معرض تبع المدرسة، ومهتمة بكل ما يتعلق بالتصوير، ولكن بحاول اتخصص في تصوير الحفلات والمناسبات».
«بنصح اللي حابب مجال التصوير أنه لازم يدرب كتير على الكاميرا».. هكذا كشفت المصورة الصغيرة عن نصائحها التي تريد أن تقدمها لكل محب للكاميرا ولا يستطيع تحديد البداية، كما أنه ترغب في التصوير خارج مصر ويتحول عملها من المستوى المحلى إلى العالمي، بالإضافة إلى رغبتها في تصوير الفعاليات الكبيرة والحفلات الشهيرة.
وكشفت «جنا» أن أكبر حدث قامت بتصويره حفل كبير به فوق الـ 300 طالب، بالإضافة إلى ذلك أنها قامت بتصوير الصور الفوتوغرافية والفيديو، موضحة:«الإنجاز بالنسبة ليا أني عمري صغير وقدرت أعمل ده وبدأت أكون مشهورة».
سردت «جنا» أنها نتيجة لعملها في التصوير، استطاعت تطوير معداتها كي تصل إلى مراحل إحترافية، موضحة:«كل العيلة عندي بتدعمني، ولكن ماما مشاركني من البداية».
وشرحت «جنا» أن موسم الدراسة يكون التصوير أقل، بسبب كثرة المناسبات والفعاليات في الموسم الصيفي، ومن ثم هذا كان عاملًا مساعدًا لها في الجمع بين الدراسة والعمل معًا، لافتة:«وقت الامتحانات بوقف تصوير، وعمري ما هجاي على الدراسة علشان الشغل ولكن لغاية دلوقتي الدنيا مظبوطة».
في بداية عمل «جنا» في مجال التصوير، واجهتها بعض الصعوبات والتي كانت من أهمها تعجب البعض لصغر عمرها وعدم ثقتهم الكاملة في تأدية عملها، إلا أنه في النهاية تكون النتيجة غير متوقعة للكثيرين، قائلة:«ده موقفنيش وقدرت أثبت نفسي، والنجاح مش بالسن».