من المسؤول عن تدمير جسر الحلفايا في السودان هل الجيش ام الدعم السريع ؟
مع استمرار وطيس المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وفيما تتواصل الحرب التي تفجرت بالسودان منتصف أبريل 2023 اتهم الجيش الاثنين قوات الدعم السريع بتدمير جزء من جسر الحلفايا بالعاصمة الخرطوم وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة في بيان على فيسبوك أن قوات الدعم السريع أقدمت مساء الأحد على تدمير "جزء من كبري الحلفايا من الناحية الشرقية، مما تسبب في حدوث أضرار بالهياكل الخرسانية".
في حين اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بتدمير جسر الحلفايا لـ"إعاقة تقدمها نحو وادي سيدنا"
يعد جسر الحلفايا الرابط بين مدينتي الخرطوم بحري وأم درمان أحد الجسور العشرة التي يدور محور سؤال السيطرة حولها هو أحد الجسور العشرة بالعاصمة التي قسمتها الأنهار "النيل الأزرق، والنيل الأبيض، ونهر النيل" إلى 3 مدن هي الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان.
يقع بالاتجاه الشمالي للعاصمة المترامية الأطراف على نهر النيل ويعتبر أكبر جسر عرضي بالسودان إذ يبلغ طوله 910 أمتار تقريباً وعرضه نحو 27 متراً، ويتسع لستة مسارات بالأوقات العادية.
يمثل الجسر أهمية استراتيجية قصوى، إذ يمكن التوغل عبره إلى أطراف مدينة أم درمان والوصول إلى قاعدة وادي سيدنا الجوية والكلية الحربية السودانية شمال العاصمة من جهة أم درمان كما يتاخم أقدم المقرات والمعسكرات ومعاهد تدريب قتالية تابعة للجيش السوداني بينها قيادة الفرقة التاسعة المحمولة جواً التي تشمل فرق المظلات، والصاعقة، والاقتحام الجوي.
كذلك تضم منطقة كرري العسكرية معسكر جبل سركاب "أكبر معاقل الدعم السريع بمدينة أم درمان" الذي دارت على تخومه معركة طاحنة بين الجيش والدعم السريع استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة وأسفرت تلك المعركة التي احتدمت عند الساعات الأولى لبدء الاقتتال عن انتصار الجيش وبسط سيطرته على منطقة كرري العسكرية كلها.
يذكر أن السودان يشهد منذ 15 أبريل 2023 حرباً بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو أعقبتها أزمة إنسانية عميقة فيما أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفاً، حسب المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلوكذلك سجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة. ودمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.