النهار
الثلاثاء 2 يوليو 2024 12:02 مـ 26 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

فرنسا :فتح صناديق الاقتراع وسط مخاوف من صعود اليمين بزعامة”لوبان ” (تقرير)

انطلقت صباح اليوم الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية في فرنسا بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون الذي حل البرلمان في وقت سابق من الشهر الجاري بعد تراجع الائتلاف الرئاسي في الانتخابات الأوروبية وتصدّر اليمين المتطرف للنتائج على مستوى فرنسا.

وتعد الدورة الأولى من انتخابات تشريعية تاريخية يتصدّرها اليمين المتطرف، متقدّماً بفارق كبير على تكتل ماكرون.

ويعد حزب "التجمع الوطني"، وهو ائتلاف أحزاب اليسار الفرنسي المسمى بـ"الجبهة الشعبية"، وائتلاف ماكرون الوسطي، المتنافسين الرئيسيين على مقاعد البرلمان.

و بحسب استطلاع أجراه المعهد الفرنسي للرأي العام، في الفترة من 13 إلى 14 يونيو الجاري يعتزم نحو 35% من الفرنسيين التصويت لحزب "التجمع الوطني"، و26% للـ"جبهة الشعبية"، و19% لائتلاف ماكرون.

وفي هذه الانتخابات، يتطلع حزب "التجمع الوطني"، بقيادة مارين لوبان، والمناهض للمهاجرين والمشكك في الاتحاد الأوروبي، للصعود إلى السلطة، في سابقة تعد تاريخية بفرنسا.

وفى حال فاز حزب "التجمع الوطني" بالأغلبية المطلقة، فقد تشهد الدبلوماسية الفرنسية فترةً غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس ماكرون، الذي قال إنه سيواصل رئاسته حتى نهاية فترة ولايته في عام 2027، وبارديلا من أجل الحق في التحدث باسم فرنسا.

على أنه

"مقامرة تتسم بالتهور" أو "خطوة قد تفضي إلى وصول اليمين المتطرف وتوليه مقاليد السلطة السياسية في البلاد هكذا ينظر سواء منافسون وحلفاء إلى القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يدعو فيه إلى إجراء جولتين من الانتخابات في 30 يونيو و7 يوليو .

ويريد ماكرون استعادة السيطرة على السياسة الفرنسية، بيد أن استطلاعات الرأي لا تشير إلى أن ذلك هو ما سيحدث.

وعلى ما يبدو فأن ماكرون كان يفكر منذ أشهر في الدعوة إلى إجراء انتخابات، بيد أن فرنسا مشغولة حاليا بالاستعداد لفاعليات دورة الألعاب الأولمبية في باريس خلال الفترة من 26 يوليو إلى 11 أغسطس.

والواضح جاليا فأن ماكرون أراد كسر الجمود، بعد إخفاقه في تأمين أغلبية مطلقة في الجمعية الوطنية في يونيو 2022، وأصبح إقرار القوانين بمثابة صداع حقيقي بالنسبة له، وهو ما دفعه إلى فرض إصلاحات على قانون التقاعد دون إجراء تصويت، بينما كانت قواعد الهجرة الأكثر صرامة تتطلب دعم التجمع الوطني.

وشهدت الجمهورية الفرنسية ثلاث فترات من "التعايش" عندما كان الرئيس والحكومة من معسكرين سياسيين متعارضين في عصر ما بعد الحرب. لكن لم تشهد أي منها أطرافاً متنافسة على إدارة الدولة تتبنى مثل تلك وجهات النظر المتباينة جذرياً حيال قضايا عالمية.

ومع احتمال أن يفوز حزب "التجمع الوطني" بالسلطة في فرنسا للمرة الأولى، بزعامة جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاما، وفي البرلمان بزعامة مارين لوبان التي خاضت الانتخابات الرئاسية ثلاث مرات وخسرت في كل مرة.

وأفاد بارديلا بالفعل إلى أنه سيتحدى ماكرون في القضايا العالمية. ويمكن أن تتحول فرنسا من كونها أحد أعمدة الاتحاد الأوروبي إلى شوكة في خاصرته، وتطالب بخفض مساهمتها في موازنة الاتحاد الأوروبي، وتتصادم مع بروكسل بشأن وظائف المفوضية الأوروبية، وتتراجع عن دعوات ماكرون لتعزيز وحدة الاتحاد الأوروبي والتأكيد على الدفاع.

ويواجه الناخبون الفرنسيون خيارا تاريخيا إذ يتوجهون إلى صناديق الاقتراع في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية تنطوي على رهان كبير إذ قد تفتح الطريق أمام اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة بعد أسبوع.

موضوعات متعلقة