عبد الرحمن سعيد.. قصة شاب رفض مهنة المحاسبة وأنشأ أكبر مصنع لإنتاج العوازل في مصر
شاب في مقتبل عمره رفض أن يتحول الي موظف يجلس علي مكتب لعدة ساعات كمحاسب وانطلق الي مجال الاستثمار والصناعة مخاطرا بأمواله من أجل خوض مجال جديد في الصناعة مؤمنا بموهبته والتوفيق الإلهي في أن يكون صاحب عمل خاص في الصناعة وليس التجارة.
عبد الرحمن سعيد شاب من أبناء محافظة الشرقية يبلغ من العمر 36 عاما تخرج من كلية التجارة وعمل محاسبا لفترة ولكنه رفض أن يستمر كموظف واشترك مع إخوته في أن يكون صاحب فكر وعمل بعد أن كان يعمل خلال فترة دراسته بالجامعة في أحد مصانع اللواصق.
انطلق عبد الرحمن في 2013 باستئجار وحدة صناعية صغيرة لانتاج العوازل الكهربائية للاجهزة الكهربائية والتي تعد من أهم القطع في الاجهزة الكهربائية والتي كان يتم استيرادها من الخارج وبدا العمل مع مجموعة العربي التي كانت تعتمد علي استيراد العوازل الكهربائية من الخارج ومع حدوث ازمة التعويم في 2016 بدا التحول الي المنتج المحلي بدلا من المستورد وأصبح مورد استراتيجي لشركة العربي.
وقال عبد الرحمن، أنه انتقل من الوحدة الصناعية الصغيرة لاستئجار مصنع اخر علي مساحة 3000 متر ليتوسع بعد تعاقد شركة العربي معه للانتاج المحلي ومعه اشقاءه محمد الحاصل علي نظم ومعلومات واحمد خريج شريعة وقانون للانطلاق في صناعة العوازل الكهربائية بدعم والدهم الذي كان بعيدا عن مجال الصناعة لكنه قدم لهم كافة الدعم، مؤكدا أنه بدا عمله ب 250 الف جنيه وبداية استثماره.
وأضاف، انه أصبح اكبر مورد استراتيجي واكبر مصنع محلي في مصر لانتاج العوازل الكهربائية احد أهم اجزاء الاجهزة الكهربائية وأيضا أصبح مورد استراتيجي لشركات فريش ومايديا والكترولوكس وعدة شركات أخرى للاجهزة الكهربائية وشركات اخري في مجال صناعه وتغذية السيارات.
وأكد أنه نافس قبل ذلك شركة أسبانية لانتاج شغل محلي يورد إلي المانيا وتفوق عليهم وفاز عليهم في صناعته حيث أصبح يورد شغله لالمانيا بشكل غير مباشر منذ 4 سنوات، موضحا أنه بدا ب 4 ماكينات فقط وصلوا الان الي 18 ماكينة بالعديد من خطوط الانتاج.
وأشار عبد الرحمن، إلي انه واجه أكبر ازماته في 2018 حيث خسر مبلغ مالي كبير أثناء استيراده لواصق من الخارج وحدثت إحدي المشاكل مع مستورد وكانت نقطة فارقه في تاريخه ولكنه لم يستسلم، حيث أنه أنشا مصنع أخر في بلبيس للقضاء علي استيراد اللواصق من الخارج لاستخدامها في صناعة العوازل، يديره شقيقه.
وأوضح أن صناعته وفرت الكثير علي مصانع الاجهزة الكهربائية التي كانت تعتمد بشكل كلي علي الاستيراد وخاصة مع أزمة الدولار وتدبير العملة، قائلا " الشركات ما كنتش مصدقه ان في انتاج مصري بالجودة دي وحلت لهم مشاكل كبيرة في الشحن والاستيراد وايضا التكلفة ".
واكد، أن العوازل الكهربائية التي ينتجها تدخل في صناعة تكييفات القطار الكهربائي التي اطلقته الدولة.
واوضح أن أكبر التحديات التي تواجهه هو الحصول علي قطعة ارض بمساحة كبيرة يستطيع أن ينشا عليها مصنع اسفنج عملاق ويضم معه كافة التوسعات ، مؤكدا أن الاجراءات كثيرة إلي جانب الروتين في انهاء الاوراق والتي تاخذ الكثير من الوقت وتضيع الكثير من الفرص.
ولافت الي أنه يريد التوسع ولكنه يحتاج الي دعم الدولة وتشجيع الصناعة والاستثمار، قائلا " الدولة لن تنهض الا بالصناعة ولابد للدولة ان تساعد في دعم المستثمرين وتسهيل الاجراءات والتوسعات بالحصول علي الاراضي الصناعية".