النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 05:47 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

«تيريزا» تنير الطريق لأطفال حيها بـ«مساحة أكون»:«عايزينهم يتعلموا»

«تيريزا» تنير الطريق لأطفال حيها بـ«مساحة أكون»:«عايزينهم يتعلموا»
«تيريزا» تنير الطريق لأطفال حيها بـ«مساحة أكون»:«عايزينهم يتعلموا»

ولدت «تيريزا» في حي جامعي القمامة «منشية ناصر»، وكان حلمها التي لطالما أرادت تحقيقه، هو تطوير منطقتها الشعبية وتقديم الدعم لسكانها وخصوصًا لإدراكها مدى صعوبة وضعها واحتياجات سكان الحي، لذا فكانت العنصر البشري الذي أنار الطريق لأهل منطقتها، من خلال إطلاق مبادرة «مساحة أكون» لتطوير مهارات الأطفال والأمهات.
«في البداية فقدت شغلي في وقت كورونا، وكانت أكتر حاجة بحب أعملها أني أشتغل مع الأطفال».. هكذا بدأت تيريزا سعيد، 35 عامًا، خريجة آداب قسم فلسفة، ومدربة معتمدة لبرنامج أفلاطون الدولي لتنمية مهارات الأطفال، حديثها لـ«النهار» فكان السبب في انطلاق فكرة مبادرتها «مساحة أكون» هو تركها لعملها في وقت انتشار فيروس كورونا في آواخر عام 2019، وبالتالي تفرغها التام للبدء في المبادرة ثم تطورت الفكرة لتصبح مؤسسة ومكان مستقل يعمل من أجل الأطفال وهدفه إدارة الطفل لحياته بشكل أفضل داخل المجتمع، بالإضافة إلى دور الأمهات مع الأطفال وزيادة التوعية بحياتهن، والاعتماد على طرق التربية الحديثة.
كانت البداية من خلال جمع المخلفات والأوراق والملابس القديمة، وعمل إعادة تدوير لاستخدامها في الأنشطة بشكل يومي مع الأطفال، لافتة:«بنحاول نركز على عدد من المحاور في تنمية الطفل، وهم المالي والاجتماعي والنفسي والبيئي والتعليمي، وبنحاول نخلي الطفل يتعلم من خلال اللعب والرسم والحكي علشان الطفل يكتشف نفسه بشكل أكبر».
حاولت «تيريزا» أن تقوم بتطوير مبادرتها من خلال تحويلها إلى مؤسسة وكيان قائم بذاته خلال عام 2023، ولكن أيضًا تحلم أن يكون المكان في مساحة أكبر من ذلك، من أجل استقبال أكبر عدد من الأطفال، مضيفة:«اختارت اسم مساحة أكون، علشان فكرة المساحة كلنا محتاجينها علشان نكبر ونعبر عن نفسنا ونتعلم ونتطور».
حصدت الفتاة الثلاثينية عدد من الثمار والنتائج الإيجابية بعد مباردتها الإنسانية، من خلال رؤيتها تحول حياة الأطفال للأفضل وقدرتهم في التعبير عن أنفسهم، بالإضافة إلى التغيير في الكثير من العادات السلبية وتحويلها لعادات أفضل، قائلة:«نفسي أوصل لأكبر عدد ممكن من الناس الداعمة لفكرة المؤسسة سواء الدعم كان بالوقت أو المال، وده كله علشان نحاول نكبر المكان ويحتوي أطفال أكتر».
شرحت «تيريزا» أنه لا يوجد ربحًا ماديًا يكون عائدًا من المؤسسة، وذلك لأنه مكان خدمي، ولكن يوجد بعض الاشتراكات الرمزية من الأطفال من أجل الاستمرارية في تقديم الدعم والأنشطة المُقدمة، موضحة:«واجهت مشاكل كتير وكان من أهمها ازاي أغطي بعض المصروفات مثل الإيجار وشراء الأدوات».
حاولت «تيريزا» التغلب على هذه المشكلات التي واجهتها مُنذ تدشين مبادرتها الإنسانية، من خلال إعادة التدوير التي اختارتها من أجل تقليل تكلفة شراء الأدوات والخامات، بالإضافة إلى ذلك تعلم الأطفال مهارة جديدة وهي إعادة التدوير، لافتة:«والفكرة دي نجحت ولاقت قبول واستحسان الأطفال، وبقينا نغطي الإيجار من خلال الدعم اللي بتقدمه بعض الجهات والشخصيات».
استطاعت «تيريزا» مساعدة أكثر من 300 طفل و 150 أم في حيها السكني «منشية ناصر»، موضحة:« المؤسسة بقيت كيان وهتكبر بس لازم نلاقي الدعم علشان نخلي وضع الطفل أفضل».

موضوعات متعلقة