قتلها دون رحمه أمام أطفالها.. مرافعة قوية للنيابة العامة بواقعة قتل كبابجي لزوجته بالقناطر الخيرية
استمعت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الأولى، برئاسة المستشار أيمن فؤاد فهمي، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين وليد أبو المعاطي محمد، وأحمد محمد محمود سعفان، وأمانة سر إيهاب حلمي، لمرافعة قوية من المستشار محمد عزت وكيل النائب العام، وذلك في القضية رقم 22298 لسنة 2023 جنايات مركز القناطر الخيرية، والمقيدة برقم 4187 لسنة 2023 كلى جنوب بنها.
حيث بدأ المرافعة قائلا: السيد الرئيس... الهيئة الموقرة.. لقد أودع الله بين كل زوجين المحبة و الرحمه... ليسكن كالً منهما إلى الآخر... و تستقر بهما الحياة فيسعدا... حيث شرع سبحانه و تعالى الطالق.. و إن كان أبغض الحلال عنده.. حفاظاً على بقاء المعروف و الأحسان بينهما.. فتنتهى علاقتهما إلى ما يحفظ به كرامة المرأة و الرجل معاً... هذا هو الناموس الذى وضعه الله لخلقه.
وذكر وكيل النائب العام أنه جاء اليوم إلى ساحتكم المقدسة... بمتهم سكن إلى زوجته فاستأمنته.. و طالت بينهما المودة فألفته و لكنه غدر بها... و لم يحفظ ما بينهما من فضل أو معروف و لم يسع المتهم لإصلاح علاقتهما.. بل تخلى عن مرؤته و سلك درباً شيطانيا... حتى أفضى به إلى أن قرر قتلها... و فاضت روحها. ً
فتعود وقائع دعوانا يا سيدي الرئيس و الهيئة المتوفرة منذ سبعة أعوام حينما.. تزوج المتهم المال "محمود مسعد بيومي" بزوجته المجن عليها "دينا سيد محمد عواض" ومضت علاقتهما الزوجية طبيعية حتي قرابة شهرين من إرتكاب الواقعه.. وإذ عكر صفو حياتهما و تسلل إليهما الإنفلات الأخلاقى...و أبى الشيطان الإ أن يفرق بينهما.. و كيف لا.. فظل الزوج و سلوكه يزج من المنازل إنحطاطاً.. و ظل يزرع للشيطان بزور ليجنيها... فدبت الخلافات بينهما.. و لم تعد تتحمل ما تلقاه.. و إنتهى بها المطاف لمنزل أهلها... و كعادة الإنسان لا يدرك قيمة ما رزق به حتى يفقده.
موضحا أن المتهم أدرك عقب مرور شهراً كاملا قَدر زوجته، و أخذ يلملم ما أفسده بظلمه، لصفاء سريرة المجني عليها، وتمسكها برباط أبنائها الصغار، إستجابت متناسيةً أو ناسيةً يديه كم المشقى و الأذى النفسى التى لاقته على يديه، و إستجابت متمنيةً يعود الزوج لرشده... و أن يكف عن ما كان يقترفه أن تجاهها.. إستجابت و لم تكن تعلم ما تخفيه الأيام لها... ظنت أنه نادم يحاول رأب الصدع بينهما.. و لم تستطع نفس المتهم المريضة التخلص من ضلاله.... و بمضى عدة أيام لم تتجاوز الخمسة عشر يوماً حتى عاد لضلالات قسوته... ضلالات ظنت المجنى عليها أنها تالشت.. و لكنا تفاقمت و تمادت... و فى الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة الموافق الثامن عشر من شهر أغسطس العام الماضى.... عليها حالً إحتدم الشجار بينهما... و وجد المتهم فى قتل المجنى لترويض لم يكن يعلم ما يوقدها.. أفكاره المريضه و التى تأكل نيرانها جسده.. نيراناً لم يكن يعلم ما يوقدها.. و تفكر المتهم فى هدوء و رؤية... و تريث حتى ما يقرب من الساعة الرابعة فجراً... ظناً لتكون الظروف مهيئة لإقترافه ذلك الفعل الأثم منه إستغراق أبناءه الثلاثة فى النوم، وذلك حال تواجد المجنى عليها بغرفة نومها حتى قام المتهم الماثل بالتوجه لها و التعدى عليها بالضرب المبرح.. و بنجاحها فى التخلص من سطوته لبضعة دقائق و فرارها لغرفة أبنائهما مرتعده... تكاد يجن جنونها من شدة الخوف.. الخوف الذى أرساها إلى ان قامت بقضاء حاجتها على سرير الغرفة.. ففضلت المجنى عليها التواجد بغرفة محاطه بآثار التبول و التغوط، مصدرا عن تواجدها مع ذلك الذئب البشري و لم يثنه شئ عن قتلها، و رغم ذلك لم يتراجع المتهم عما عزم عليه.. حينما قام بالدلوف للغرفة المختبأة بها المجنى عليها.. و كال لها عدة لكمات بالوجه و ما أن أمسك بالسلاح الأبيض السكين و قد سدد بظهر مقبضها ضربات عديده بمقدمة جبهتها، أسقططها أرضا... لا تجد من يغيثها زوجة يصل بها الحال أن تقضى حاجتها بداخل غرفة أطفالها فضالً عن خروجها لذلك المتهم، فما حال تلك الزوجة؟؟ و كيف مضت تلك الليله على المجنى عليها حتى لفظت آخر أنفاسها؟؟ وكيف مضت تلك الليله على طفلتهما و التى شاهدت تلك الواقعه الأليمه بكافة تفاصيلها و لم تبلغ سن السادسه من عمرها!!
مشيرا وكيل النائب العام أنها هى ساعات طوال تحملتها المجنى عليها.. مرتجفه.. مرتعده و قد تمكن الشيطان من نفس المتهم الماثل... فروضها و طوعها لطاعته.. وقد إنتهى به الأمر لقتل زوجته و عقب الإنتهاء من ذلك قام بمهاتفة شقيقة المجنى عليها و إبلاغها بضرورة القدوم بسبب إعياءها و ما أن وصلت إلا أن لاقت شقيقتها ملقاة أرضا ساكنه، و ظل ماكثاً جالساً خارج الغرفة.. وقد أبى الزوج إصطحابهم بسيارته للمستشفى حتى قامت شقيقة المجنى عليها بالصراخ بالشارع القاطن به الزوج حتى خشى إفتضاح أمره و إستجاب.. و شاء السميع البصير.. أن يمهله و لا يهمله.. شاء أن يمكث هكذا... حتى نأتى به اليوم محاطاً بالأدلة والبراهين َسقناه إلى ساحة عدلكم لينال جزاء ما اقترفه.
وأشار قائلا السيد الرئيس و الهيئة الموقره نعرض الآن أدلتنا على إرتكاب المتهم الماثل لجريمة قتل المجني ليها عمداً مع سبق الإصرار على ذلك.. فإما عن الركن المادى.. فهو ثابت بما تواترت عليه أقوال الشهود و نجتزأ منها أقوال الشاهدة "فرحة محمود مسعد بيومى" و التى تم سؤالها إستدلالا بتحقيقات النيابة العامة كونها شاهدة رؤية و قد أقرت بإرتكاب المتهم الماثل للواقعه.. كما شهدت المدعوة "نورهان سيد عواد" شقيقة المجنى عليها... بأن المتهم كان مداوماً على تهديد المجنى عليها و التوعد بقتلها و التخلص منها حال حدوث أى خال ف بينهما و قد أتهمت المتهم الماثل بإرتكاب واقعة قتل شقيقتها.
وأضاف أنه قد تأيد بتقرير الأدلة الجنائية و ما ثبت به من تطاب للمجني عليها و البصمة الوراثية الآثار الدماء العالقه بالنصل المعدنى للسكين المضبوط.. و أما عن نتيجة فعل المتهم فقد أكد تقرير الطب الشرعى.. أن إصابات المجنى عليها ما بين قطعية و ردية سبب وفاتها... و جاءت تحريات الشرطة معززةٌ لما آلت إليه التحقيقات و أما عن الركن المعنوى فهو ثابت بما تواترت عليه أقوال الشهود من الأول للرابع و لنجتزأ أقوال الشاهده "نورهان سيد محمد عواد" و ما ثبت بأقوال من إعتياد المتهم تهديد المجنى عليها فى كل خالف يطرأ بينهما و توعدها بالقتل و التخلص منها.. أما عن الظرف المشدد و هو سبق الأصرار على قتل المجنى عليها فقد ثبت بأقوال كريمة المجنى عليها بتحقيقات النيابة العامة من قيام المتهم بموالاه التعدى على المجنى عليها حتى عقب التخلص من سطوته و التوجه لها للقيام بالتعدى عليها مرة أخرى بغرفة أطفالهما.
وأختتم وكيل النائب العام قائلا السيد الرئيس و الهيئة الموقرة... إن النيابة العامة قد جاءت إلى ساحة عدلكم المقدسة مطالبة بالقصاص للمجنى عليها... من شقاء القته على يد زوجها المتهم و ظلمت طويلة عاشت مرتعدة لا تأمن جانبه.. فلتصدروا حكَمكم العادل حكٌم عليها حقها... حكٌم يخرًج يرد للمجني عليها حقها.. حكم يخرج المجتمع بأسره من الظلمات إلى أنوار الحق و العدالة.. حكٌم يقضى على كل شيطان ويوسوس للأنفس... فيبرر قتل النفس التى حرم الله... "فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"... فلتصدروا حكمكم الشافى على هذا المتهم ليكون عبرةٌ لمن يعتبر وإنذاراً للكافة بالقضاء على تلك الأفعال البشعه... و القصاص من مرتكبيها و فقكم الله و أعانكم... و سدد على طريق الحق خطاكم.. و السلام عليكم و رحمة لله و بركاته.