النهار
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 10:28 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

”النهار ”تلتقي الست دنيا بائعة الأنابيب الستينية

سيدة بطعم الكرامة والعزة الكفاح عنوانها تعمل بلا كلل أو ملل تكافح السيدة دنيا بائعة الأنابيب البالغة من العمر 60 عامًا، والتي تقيم في إحدى قرى مركز نبروه بمحافظة الدقهلية، من أجل توفير مصدر رزق لها ،و لأسرتها، التقتها "النهار " وتحدثت بوجه بشوش ضاحك الثغر دنيا عبد الله عن رحلة كفاحها والتي بدأت في الحياة بكل عزيمة وإرادة منذ أن كانت في الـ15 من عمرها حيث بدأت مسيرتها بالعمل باليومية في الأراضي الزراعية لمساندة أسرتها على أعباء الحياة، و انفصلت عن زوجها بعد عام واحد من الزواج، مشيرة إلى أنها تركت زوجها وقتها وهي حامل في ابنتها الوحيدة.

وتابعت أنها اهتدت للعمل في بيع الأنابيب منذ أن انفصلت عن زوجها لتتمكن من الإنفاق على نفسها وابنتها ووالدتها دون مساعدة من أحد، موضحة أنها قررت العمل برفقة شقيقها، والذي كان يعمل هو الآخر في بيع الأنابيب إلى أن تمكنت من تعلم قيادة سيارة الأنابيب وأكملت المسيرة وحدها من بعد وفاته، مؤكدة أنها من بعده تحملت المسؤولية وأصبحت هي الداعم لأبناء شقيقها وابنه من بعد وفاته.

مشيرة إلى أنها تبدأ يومها مع بذوغ الساعات الأولي من الصباح متجهة لمستودع الأنابيب، تستلم حصتها من الأنابيب، لتبدأ رحلتها بالتجول في قريتها والقري المجاورة لتوزيع الأنابيب محتملة كل مشاق المهنة وصعوباتها متسلحة بالصبر والأمل، وأن يعينها الله علي حالها لمواصلة توفير مصاريف علاج ابن شقيقها المريض بالفشل الكلوي، "ورعاية أسرته وزوجته وأطفاله الثلاثة.

وأكدت السيدة دنيا الستينية رغم سني الا اني ادعوا الله أن يعطيني الصحة حتي اكمل علاجه واسدد ديوني
حيث إنها لجأت إلى الكسب الحلال حتى تتولى مسئولية الإنفاق على أسرتها،وتوفي زوجها ووالد ابنتها فكدحت حتي زوجتها ،ويتوفي شقيقها تاركًا لها مسئولية ابنه صاحب الأسرة المريض لترعاه هو وأسرته حتي لا يسأل أحد علاجّا أو مال سعت للعمل في مهنة توصف بأنها مهنة للرجال فقط، ولكنها لم تهتم بذلك ووضعت مسئولية أسرتها ومنزلها أمام عينها.

وقالت السيدة دنيا إنها منذ بدأت بالعمل في مجال بيع الأنابيب منذ نحو 40 عامًا تقريبًا، تعرضت لصعوبات كثيرة وتعرضت لكل أشكال التنمر والكلام المحبط كونها سيدة في قرية تقود سيارة وواجهت كلمات السائقين الرجال المحبطة وكونها ،
تحمل الأنابيب علي ظهرها وتصعد بها للزبائن وقبل ذلك كانت تعمل في مجال بيع الجاز، مشيرة إلى أنها استطاعت أن تتخطي كل ذلك وكانت من أصعب المراحل عليها هي مرحلة زواج ابنتها الوحيدة، و
استطاعت أن تتكفل بمصاريف زواج ابنتها من خلال المال الذي كسبته من بيع الأنابيب.

وأضافت أنها تبدأ عملها كل يوم في تمام الساعة السابعة ونصف صباحًا، وذلك حتى تستلم الأنابيب وبعد ذلك تتجول في الشوارع من أجل بيعها إلى الأهالي، حيث قالت: ببدأ أستلم الأنابيب وبعدين أخدها وألف على البيوت وأطلع أركبها للناس.

وأوضحت بائعة الأنابيب أنها تعلمت قيادة السيارات على يد شقيقها قبل وفاته حتى تستطيع أن تعمل من خلالها أثناء توزيعها للأنابيب على المواطنين في المنازل، مكنتش بهتم بالكلام ده.

وتابعت حديثها قائلة: شغلانة بيع الأنابيب مش سهلة لأنك بتشيلي حديد على ضهرك، وما زلت أشتغل ومش قابلة إني أقعد في البيت طالما ربنا مديني الصحة.
واضافت السيدة دنيا : عشت طول عمرى اكسب لقمتي من عرق جبيني وربما اختارني الله للمهمة الصعبة علشان اقدر اربي بنتي وازواجها وارعي ابن أخي المريض وأسرته لان لديه ثلاثة اطفال لا يقدرون علي حاولت كتير أن أتوقف عن العمل لكبر سني الا أنني احمل مسئولية كبيرة ونفسي اسدد ديني في قضية اتظلمت فيها ،وخايفة
اموت وملقيش حد يسدد ديني وابن اخي مريض ولديه أطفال وادعوا الله أن يعيبني حتي لا احتاج شئ من أحد .

ووجهت رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي ،كأب لكل المصريين قائلة: كان نفسي احج بيت الله الحرام ،لكن بعد الظلم الواقع عليا في قضية لا استطيع تسديد ديني، مطالبة بتسديد دينها والمساعدة في علاج ابن أخيها المريض.