شهيد بينقذ شهيد.. أسرة شهداء الشهامة فى جمصة كانوا رايحين يجيبوا عيدية ولادهم
شهدت قرية شقلقيل التابعة لمركز أبنوب حالة من الحزن الشديد عن ابنيها شهداء الشهامة، الذين لم يترددو لحظة واحدة فى إنقاذ آخرين من الغرق فلحقو بهم، وشيعهم المئات من المواطنين.
قالت والدة محمود على زهران، 33 عام، متزوج ولديه 3 أطفال،" كنت اجلس فى منزلى وجاءنى أحد أبناء العائلة يصرخ مصيبة كبيرة مصيبة كبيرة فقولت له ايه حصل قال محمود وشعبان غرقوا فى البحر" تجمع الأهل والأصدقاء واحضرو السيارات منطلقين إلى موقع الحادث، ومنذ ذلك الوقت لم نتذوق شىء وكأننا جميعا قد فارقنا الحياة معهم، وعند إحضار الجثامين للدفن رفض الجميع أن أشاهد ابنى لاخرة مرة فى الحياة .
أضافت الأم بعد وفاة زوجى كرثة حياتى لابنائى الثلاثة شابين وفتاة حتى أنهوا مراحل تعليمهم المختلفة، ثم جاءت مرحلة الزواج ويشق كل منهم طريقه بنفسه، فتزوج محمود وكون أسرته البسيطه ويعمل ليوفر لهم حياة كريمة، يسافر هنا وهناك للحصول على فرصة عمل مناسبة للكسب الحلال، واعتاد على ذلك، لكن هذه المرة كان للقدر رأى آخر.
تتابع الأم المكلومة، سافر ابنى منذ أيام بصحبة إبن عمه المتزوج من شهور قليلة، لتوفير أموال لمناسبة عيد الأضحى المبارك، وبعد انقضاء يوم شاق من العمل رأوا من شرفة مكان إقامتهم في جمصة شباب يصارعون الموت داخل البحر، لم يفكرو لحظة فى نفسهم هرول إليهم لإنقاذهم بجميع ملابسهم والهواتف المحمولة، وحاولوا ذلك لكن تيار المياه والأمواج كانت قوية جدة ولحقوا الجميع بخالقهم، ليصبحوا " شهيد بينقذ شهيد " .
اختتمت الأم حديثها قائلة يشهد الجميع على أخلاقهم الحميدة وعند تشييع الجنازة حضر أهل القرية والقرى المجاورة، ربنا يصبرنا ويقدرنى على تربية أولاده الثلاثة.