الأرشفة بالذكاء الاصطناعي.. إشادات بحفظ تاريخ نجوم مصر
"الفن مرآة الشعوب" هو شاهد على تاريخ وثقافة الأمم يعكس تجاربهم وإبداعاتهم، ولأن مصر هي رائدة الفن في الوطن العربي، كان من الضروري الاهتمام بأرشيفها الفني وتوثيق إرث نجومها وتأريخه، لذا انطلق مشروع أرشفة تاريخ الفنانين، وحرص عدد من النجوم على التعاقد مع هذا المشروع لتجديد أرشيفهم الفني والحفاظ على ذكريات مشوارهم وتعزيز الوعي بأهمية الفن ودوره في بناء الهوية الثقافية والوطنية، بما يسهم في تحفيز الاهتمام بتاريخ الفن والفنانين بشكل عام.
قالت الفنانة إلهام شاهين إنها بادرت بخطوات جادة نحو أرشفة تاريخها الفني باستخدام للذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن فريق الأرشفة المختص قام بزيارتها وفحص كل ما لديها من أرشيف فني، ووثق جميع الجوائز والكتب التي تتحدث عنها، بالإضافة إلى ملصقات أفلامها وألبوماتها السينمائية.
وأكدت في تصريحاتٍ لـ "النهار" على أهمية هذه الخطوة في الحفاظ على تاريخها الفني وإبقاء ذكريات أعمالها حية، خاصة مع تزايد عدد الأعمال التي شاركت فيها، موضحة: " مع الوقت هننسى من كثرة الأعمال والأدوار أكيد في أعمال هتسقط من الذاكرة، أنا بقالي 40 سنة بشتغل، عديت الـ١٠٠ فيلم وأكتر من ٥٠ مسلسل ومسرحيات كتير هفتكر ايه ولا ايه؟".
وأعربت إلهام عن أملها في أن يتم جمع وتوثيق تاريخ الفنانين الذين رحلوا عنا، لكي نظل نعرف ونقدر إرثهم ومساهماتهم في تاريخنا الفني، لافتة إلى أهمية الاحتفاظ بتراثنا الفني ومساهمة ذلك في تطوير الفن بشكل عام.
وأثنى الناقد كمال القاضي على مبادرات بعض النجوم في حفظ وأرشفة أعمالهم، قائلاً أنه تحقيق لنظام كان مُفتقداً قبل اكتشاف التكنولوجيا الحديثة، وهو ما ترتب عليه ضياع العديد من الأعمال وإهدار ثروات فنية وإبداعية عظيمة.
وأوضح لـ "النهار" أن عدم العناية بحفظ الأعمال الفنية القديمة تسبب في تلف جزء كبير منها والتفريط في الأجزاء الباقية لبعض الدول نظير حفظها وترميمها، واصفًا هذه التقنية بأنها إنقاذ للتاريخ الفني وحفظ للذاكرة المصرية الإبداعية، لأنه بعد مرور فترة زمنية معينه ستُصبح الأعمال الفنية الحالية تراثاً مهماً، مشددًا على ضرورة أن تحذو المؤسسات الثقافية الوطنية نفس الحذو.
وأشادت الناقدة ماجدة خير الله بأرشفة تاريخ الفنانين بالذكاء الاصطناعي، مؤكدة أنها خطوة جيدة وهامة لتوثيق الثقافة والفن للأجيال القادمة لأن التاريخ والأعمال قد تُنسى، مما يؤدي إلى ضياع إرث فني عظيم.
وأكدت لـ "النهار" أهمية تنفيذ هذه الفكرة على جميع الفنانين، سواء كانوا حاليين أو رحلوا عن عالمنا لضمان بقاء إرثهم وتاريخهم الفني والثقافي على مر العصور، مشيرة إلى أن هناك بعض الشخصيات الفنية أصبحت مجهولة الآن، على الرغم من أنها كانت ذات أثر كبير في العصور السابقة، وهو ما يظهر أهمية حفظ وتوثيق الأعمال الفنية والثقافية.