النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 03:33 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

قراءة ودراسة للدكتور رفعت سيد أحمد.. لماذا تتآمر جماعة الإخوان الإرهابية على دولة الإمارات؟

د. رفعت سيد أحمد
د. رفعت سيد أحمد

منذ عدة أسابيع فوجئت الأوساط السياسية والإعلامية العالمية باكتشاف تنظيم إرهابى جديد لجماعة الإخوان فى دولة الإمارات العربية المتحدة وهى حادثة لها دلالاتها المهمة على المستويين الإماراتى والعربى، إذ فاجأ النائب العام الإماراتى حمد سيف الشامسى الرأى العام العربى بإحالة 84 متهمًا معظمهم من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى إلى محكمة أبوظبى الاتحادية الاستئنافية (محكمة أمن الدولة) لمحاكمتهم عن جريمة إنشاء تنظيم سرى بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضى الدولة، وفقًا لبيان حكومى.

وذكرت الوكالة الرسمية فى البلاد (وام) أن المتهمين "قد أخفوا هذه الجريمة وأدلتها قبل ضبطهم ومحاكمتهم فى القضايا السابقة".

وأوضحت الوكالة أنه "بناء على معلومات وتحريات كافية، أمر النائب العام بالتحقيق فى وقائع هذه الجريمة مع ندب محام للحضور مع كل متهم، وبعد قرابة الستة أشهر من البحث والتحقيق وكشف تفاصيل الجريمة والأدلة الكافية على ارتكابها، قرر النائب العام إحالة المتهمين إلى المحاكمة العلنية بمحكمة أمن الدولة وبدأت بسماع الشهود وندب المحامين.

* وتأتى هذه القضية الجديدة لتعيد فتح الملف القديم للتاريخ العدائى والتخريبى لجماعة الإخوان الإرهابية ضد دول الخليج عامة والإمارات بصفة خاصة وهو عداء وتخريب تعود أسبابه إلى الحقد الإخوانى التاريخى على دولة الإمارات لأسباب ثلاثة أولها: تتصل بثرائها الاقتصادى، وثانيها: استقرارها الأمنى والسياسى، وثالثها يعود إلى دور الإمارات الإقليمى المناهض لإرهاب تنظيمات العنف الدينى وفى مقدمتها الإخوان فى غالب الدول العربية خاصة خلال فترة الربيع العربى التى ابتليت بها بلادنا العربية وأحدثت زلازل اجتماعية وسياسية هائلة.

* وتؤكد حقائق التاريخ القريب للمنطقة العربية فى زمن ما سُمِّى زيفا بـ(الربيع العربى) وبشكل وثائقى قاطع أن نشاط وتخريب تنظيمات العنف الدينى المتأسلم لو لم تواجه بالقوة فى كل من سوريا ومصر تحديدًا مع مساندة (دولة الإمارات) لكانت النتائج أشد وبالًا! من هنا أتى– ولا يزال يأتى- العداء الإخوانى القديم والمتجدد على (دولة الإمارات المتحدة)، وأتت مؤامراتهم التى لا تتوقف على تلك الدولة المقاومة لشرهم وفتنهم القاتلة.

وسنبحث فى هذه الدراسة: مؤامرات وتاريخ جماعة الإخوان الإرهابية مع (دولة الإمارات المتحدة) والحقائق التى قد تفاجئ القارئ العربى لندرتها وأيضًا لأنها تُقدم (أدلة جديدة وموثقة) لحجم الكراهية والحقد التاريخى الذى تختزنه تلك (الجماعة الإرهابية) لدولة الإمارات.. لا لشىء.. إلا لأنها الدولة الأبرز والأوضح فى مواجهتها تاريخيًّا منذ السبعينيات وليس منذ اليوم (2024) فقط، وهى أيضا الدولة الأكثر علمًا ووعيًا بخطورة هكذا جماعة إرهابية اسمها (جماعة الإخوان).. فماذا تحتوى القصة؟

لنفتح الملف..

* أولًا: بدايات الإرهاب الإخوانى فى دولة الإمارات: يجمع المؤرخون على أن بدايات تكوين تنظيمات للإخوان المسلمين فى دولة الإمارات المتحدة تعود إلى العام 1971 وهو عام التأسيس للدولة ولوحدتها، ففى أجواء ذلك التأسيس وتحت ذرائع إسلامية فضفاضة تشكلت نواة التنظيم الإخوانى فى (دولة الامارات).

كانت بداية مؤامرة التنظيم على دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية نشأتها سنة 1971م، فمنذ أن توافد فى بداية الاتحاد بعض المعلمين المصريين من المنتمين لجماعة الإخوان الارهابية والذين أخرجهم السادات من السجون التى دخلوها بسبب مؤامراتهم ضد الدولة الناصرية وكان تنظيم سيد قطب هو آخرها، أخرجهم السادات متوهمًا أنهم سيكونون عونًا له فى مواجهة الناصريين والشيوعيين آنذاك، فإذا بهم ينقلبون عليه بل يشاركون فى قتله يوم 6 أكتوبر 1981، بعض من هؤلاء الإخوان الإرهابيين ذهبوا إلى الإمارات وعملوا مدرسين ودعاة، فأثروا على بعض الطلاب الإماراتيين، وأدخلوا فيهم فكرة الإصلاح على الطريقة الإخوانية الماكرة التى ظاهرها الدين وباطنها السياسة والروح الانقلابية وشهوة الحكم، بل أدخلوا بعض هؤلاء الطلاب فى (تنظيم الإخوان)، وفى الوقت نفسه تأثرت بعض الشخصيات الإماراتية التى كانت تدرس فى مصر بتنظيم الإخوان الإرهابى، الذى ركز عليهم كثيرا لكونهم كانوا من أوائل الشخصيات الإماراتية الأكاديمية، مما يؤهلهم لتولى مناصب قيادية فى الدولة، سيما فى بداية تأسيس بنية الدولة الاتحادية، فدخلوا فى تنظيمهم، بل تزوج أحدهم ابنة إمامهم ومؤسسهم حسن البنا.

وبانتهائهم من الدراسة وتخرجهم، تولى اثنان منهم حقيبتين وزاريتين فتولى محمد عبد الرحمن البكر سنة 1977م ـ 1983م وزارة العدل والشئون الإسلامية وتولى سعيد محمد سلمان وزارة الإسكان سنة 1973م ثم تولى وزارة التربية سنة 1979م ــ 1990م، وبذلك وضع التنظيم يده على هاتين الوزارتين فى المرحلة الأولى من تأسيس الدولة الاتحادية ومن اختراق التنظيم للبيئة الإماراتية التى كانت ولا تزال رافضة له ولأفكاره الخوارجية! لكنه كان اختراقًا من أعلى ولم يكن لديه جمهور من الشباب والجمهور الإماراتى، لذلك حاول أن يسد هذا الفراغ البنيوى الاستراتيجى من خلال العمل الدعوى والسرى المتدرج والمتتالى.

ومن هنا بدأت الخطوة الأولى، وهى فكرة إنشاء جمعية، لا تحمل شعار التنظيم، بل تحمل شعار الإصلاح، وتظهر البرامج الاجتماعية والثقافية وغيرها، فأقنعوا بعض أصحاب القرار، من باب محبة الدين والمحافظة على القيم، حتى وافقوا محبة لدينهم، وحسن ظن فى هؤلاء، وافقوا على إنشاء (جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعى سنة 1974) فكانت أدة مهمة لاجتذاب الشباب ولتجنيد عناصر وشخصيات فكرية وإعلامية ذات تأثير وشأن، لكن سرعان ما كشف (الشعب الإماراتى) جوهر تلك الخديعة فرفضها ولم يقبل بها؛ فعاد الإخوان طيلة قرابة الخمسة والأربعين عاما (1980-2024) إلى النشاط السرى والذى مر بالعديد من المحطات والتى قدر فيها لسلطات الدولة العليا أن تواجهها وتقضى عليها بتعاون شعبى واسع خاصة فى سنوات ما سمى بالربيع العربى الذى انطلق فى 2011 وحاولوا تنفيذه فى كل الخليج وفى القلب منه دولة الإمارات ولكنها واجهته وانتصرت عليه كما سنسجل ونوثق لاحقًا.

**********

ثانيًا: ولمزيد من توثيق تاريخ التآمر الإخوانى الداعشى ضد (دولة الإمارات العربية المتحدة) ثمة دراسات توثيقية غاية فى الأهمية وضعها كبار المتخصصين من أهل الخليج وسننتقى منها بعض المعلومات والإشارات لتاريخ التآمر الإخوانى ومستهدفاته وحجمه، ففى دراسة مهمة للكاتب السعودى عبدالله بن بجاد العتيبى فى جريدة الاتحاد وتحمل عنوان «الإمارات وتنظيم (الإخوان المسلمين) السرّى» نشرت فى أغسطس 2012 قال فيها إنه استمرارًا لنهج التآمر الإخوانى ضد دول الخليج عامة والإمارات خاصة فإنّ مرشد الإخوان حسن الهضيبى وبعد اجتماع مكّة عام 1973 لإعادة بناء التنظيم، شكل لجنة فى (دولة الإمارات) وعين أعضاء إماراتيين فى مجلس شورى "الإخوان" لأنّ التنظيم كان قائمًا من قبل داخل الإمارات كما أشار ووثق ذلك الإخوانى (على عشماوى) فى كتبه المنشورة ثم إنّه فى عام 1977 بدأت وفود الجماعة تتحرك للخارج لتصل ما انقطع وجاء كمال السنانيرى (وهو يتبع النظام الخاص أى التنظيم السرى للإخوان) لمنطقة الخليج فى هذه المهمة وقد نجح فى مهمته لدى إخوان الخليج والجزيرة عمومًا" وقد أورد ذلك عبدالله النفيسى فى كتابه (الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية، أوراق فى النقد الذاتى. بحث الإخوان المسلمون فى مصر: التجربة والخطأ، ص:242).

أمّا تجاه الإمارات فإنّ جماعة "الإخوان المسلمين" قد أنشأت تنظيمًا مواليًا لها داخل الدولة، وكان "الإخوان" يستخدمونه على الدوام بحسب حاجاتهم وأهدافهم، ففى مرحلةٍ معينةٍ كان هذا التنظيم يستخدم لجباية الأموال، وفى هذا يقول النفيسى فى كتابه سالف الذكر: "يلاحظ أن أقطار الخليج والجزيرة ممثلة بثقل يفوق أهميتها بكثير، فحاجة التنظيم الدولى للإخوان للمال تتم تلبيتها من خلال ذلك.. فمندوبو السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت، وعددهم سبعة، يتم دائمًا توظيفهم فى عملية جباية الأموال للتنظيم الدولى للإخوان" (ص251). وهو ما أشار له على عشماوى كذلك حين قال إنّ تلك "الأموال تقدر بالمليارات .. كما أنّ "الإخوان" لم يألوا جهدًا فى أنواع الخداع والمكر وتوظيف أتباع تنظيمهم والمتأثرين به داخل الإمارات لخدمة أهدافهم، ومن ذلك ما ذكره الإخوانى (عبّاس السيسى) حين تحدث عن واحدةٍ من آلياتهم فى تمرير المشاريع التى يستفيدون منها بقوله: "جاء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وفدٌ من دولة الصومال، يحمل مشروع إقامة معاهد إسلامية باسم الشهيد حسن البنا، ولما توجّه الوفد لمقابلة سعادة وكيل وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف ليعرض عليه المشروع، وحاول هذا الوكيل ألا يذكر اسم حسن البنّا حتى يتيسر تمويل المشروع". وأضاف عن جمع الأموال كذلك قوله: "توجه وفد من شباب المركز الإسلامى فى مدينة ميونيخ بألمانيا الغربية، وهو أبرز مركز إسلامى فى أوروبا، إلى دولة الإمارات العربية بغرض جمع تبرعات مالية لتنمية النشاط الاجتماعى والثقافى والرياضى، فضلا عن تدعيم المدرسة الإسلامية التابعة للمركز ومعاونة الطلاب الغرباء الذين يفدون إلى الجامعات من العالم الإسلامى والعربى. وفى مثل هذه الأحوال تقوم وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بتوصية أئمة المساجد بالتعاون مع الوفود" (عباس السيسى، حكايات عن الإخوان، ص: 2/44 وثمة عشرات الدراسات والوثائق الأخرى طيلة الخمسين عامًا الماضية (1974-2024) نهب الإخوان لدول الخليج ماليًّا ومحاولة توظيف أموال دول الخليج وبخاصة دولة الإمارات فى نشر مشروعهم الإرهابى فى المنظقة ولولا يقظة الدولة فى (الإمارات) وتعاونها التاريخى مع الدولة فى مصر ومساندتها المشهودة لثورة 30 يونيو 2013 لحدثت مخاطر عدة ولنجت تنظيمات إرهابية داعشية فى تهديد الأمن القومى للإمارات وباقى المنظومة الخليجية ومنها ما سنذكره الآن.

**********

ثالثًا: من أبرز المعارك التى خاضها مسئولون إماراتيون ضد جماعة الإخوان الإرهابية منذ بدايات ما سمى بالربيع العربى هى معارك الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى والذى كشف العديد من مؤامراتهم خاصة عامى 2012 و2013 وثبت أن ما كان يقوله الرجل عن مخططاتهم ضد كل الدول العربية وفى القلب منها دولته (الإمارات) صحيح وثابت بالأدلة والوثائق.

* وكنموذج لمؤامراتهم المتتالية يحدثنا التاريخ أنه فى العام (2013) كشف تنظيم كبير للغاية، وتمثلت مؤامرته فى محاولة قلب نظام الحكم فى الإمارات وهو التنظيم الذى أصدرت المحكمة الاتحادية العليا فى الإمارات، فى 2 يوليو 2013 أحكامًا مهمة وعرف يومها بقضية "التنظيم السرى" لجماعة الإخوان المسلمين، ومنها أحكام بالسجن لمدة 10 سنوات لـ56 متهما فى التنظيم الإخوانى والحكم 15 سنة على 8 متهمين هاربين خارج الدولة.

وحكمت المحكمة على باقى المتهمين بالسجن من 3 إلى 5 سنوات، بينما حكمت ببراءة 25 آخرين، فيما حكمت بالبراءة على جميع المتهمات وهن أكثر من 20 متهمة فى "التنظيم السرى" للإخوان بالإضافة إلى مصادرة جميع ممتلكات "التنظيم السرى".

كانت هذه القضية قد استأثرت باهتمام محلى وإقليمى ودولى منذ الإعلان عن إحالة المتهمين إلى القضاء بتهمة محاولة الاستيلاء على الحكم، ومناهضة المبادئ الأساسية التى يقوم عليها، والإضرار بالسلم الاجتماعى، إذ كشفت التحقيقات الأولية واعترافات المتهمين للنيابة العامة، عن وجود مخططات تمس أمن الدولة، إضافة إلى ارتباط التنظيم وأعضائه بتنظيمات وأحزاب ومنظمات خارجية مشبوهة.

ووفقًا للتحقيقات، فقد أنشأ المتهمون وأسسوا وأداروا تنظيمًا يهدف إلى مناهضة المبادئ الأساسية التى يقوم عليها نظام الحكم فى الإمارات والاستيلاء عليه، واتخذ التنظيم مظهرًا خارجيًا وأهدافًا معلنة هى دعوة أفراد المجتمع إلى الالتزام بالدين الإسلامى وفضائله، بينما كانت أهدافهم غير المعلنة الاستيلاء على الحكم فى الدولة ومناهضة المبادئ الأساسية التى يقوم عليها، وقد خططوا لذلك خفية فى اجتماعات سرية عقدوها فى منازلهم ومزارعهم وأماكن أخرى حاولوا إخفاءها وإخفاء ما يدبرونه خلالها عن أعين السلطات المختصة.

**********

رابعًا: ويسجل التاريخ أيضا أنه فى أكتوبر 2014 أدرجت الإمارات وبشكل رسمى "جماعة الإخوان المسلمين" وجماعات محلية تابعة لها على لائحة المنظمات الإرهابية، إضافة إلى تصنيف جبهة "النصرة" والدولة الإسلامية "داعش" كتنظيمين إرهابيين.

وفى أغسطس 2015 أعلنت سلطات الإمارات إحالة 41 إلى القضاء بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابى يخطط لـ"الانقضاض على السلطة فى الدولة لإقامة دولة خلافة".

وقال حينها النائب العام للدولة سالم سعيد كبيش لوكالة الأنباء الإماراتية إن هؤلاء الأشخاص "من عدة جنسيات وبينهم إماراتيون"، مشيرًا إلى "أنهم أنشأوا وأسسوا وأداروا جماعة إرهابية داخل الدولة تعتنق الفكر التكفيرى الإرهابى المتطرف بغية القيام بأعمال إرهابية داخل أراضيها وتعريض أمنها وسلامتها وحياة الأفراد فيها للخطر”. وتابع أن المتهمين بالانتماء إلى “مجموعة شباب المنارة" قاموا "لتنفيذ أهدافهم وأعمالهم الإرهابية بإعداد الأسلحة النارية والذخائر والمواد التفجيرية اللازمة بأموال جمعوها لهذا الغرض، والتواصل مع منظمات وجماعات إرهابية خارجية وأمدوها باللازم من الأموال والأشخاص، للاستعانة بهم.

** * * * *

خامسًا: ويحدثنا التاريخ الإرهابى للإخوان والدواعش فى الإمارات أنه وفى مارس 2016، قضت دائرة أمن الدولة فى المحكمة الاتحادية العليا، فى القضية بالسجن المؤبد على تسعة متهمين حضوريًا، واثنين غيابيًا، والسجن 15 سنة على متهمين اثنين، و10 سنوات على 13 متهمًا، وثلاث سنوات على ستة متهمين، وخمس سنوات على اثنين من المتهمين، وحبس أربعة لمدة ستة أشهر لحيازة أسلحة غير نارية، فيما قضت ببراءة سبعة أشخاص وإبعاد أربعة بعد انقضاء العقوبة.

وأمرت المحكمة حينها بحل "مجموعة شباب المنارة"، وإغلاق مكاتبها، ومصادرة الأسلحة النارية والذخائر النارية والمواد المستخدمة فى صنع المتفجرات، والأجهزة اللاسلكية والذخائر والأسلحة غير النارية، والصاعق الكهربائى محل الاتهام، ومصادرة الأجهزة الإلكترونية محل الاتهام فى جرائم تقنية المعلومات المضبوطة، وإغلاق المواقع الإلكترونية الخاصة بالمتهمين إغلاقًا كليًا.

وأوضحت لائحة الاتهام التى أنكرها المتهمون "مساعدة الجماعة لثلاثة من المتهمين فى القضية على الانضمام لمنظمات إرهابية خارج الدولة هى (جبهة النصرة وداعش)"، كما أنشأوا وأداروا مواقع إلكترونية ووسائل تقنية المعلومات، بقصد الترويج لأفكار تنظيم إرهابى (مجموعة شباب المنارة)، ونشروا معلومات من شأنها الإضرار بسمعة الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعى والإخلال بالنظام العام وحازوا واستعملوا أجهزة لا سلكية من دون الحصول على ترخيص بذلك من السلطات المتخصصة.

  • وتتوالى المؤامرات الإخوانية والداعشية ضد دولة الإمارات (وآخرها مؤامرة التنظيم التى كشفت قبل أسابيع) وفى المقابل يستمر انتصار الدولة على تلك المؤامرات ويستمر نجاحها فى المواجهة وفى تجفيف منابع الفكر والحركة لتلك الجماعات الإرهابية داخل وخارج الإمارات، ولأن الإمارات تنجح ولأن مصر (دولة المنشأ لهذا التنظيم الإرهابى) تنجح ولأن سوريا تنجح رغم شراسة المؤامرة الدولية والإقليمية والداعشية عليها، وتفشل مخططات الإخوان والدواعش الجدد والقدامى، لذا يتآمرون ويستمر حقدهم على وحدة تلك الدول وعلى استقرارها، ولكنه تآمر وحقد بلا مستقبل، ولن يجد أمامه حين يفشل إلا أصحابه ليأكلهم ويقضى عليهم من داخلهم وتلك سُنة التاريخ وحكمته الخالدة!.

«النهار» تذكّر بمحاولات عصام العريان إفساد علاقات مصر والإمارات

ولا ننسى أن جماعة الإخوان الإرهابية خلال فترة حكمها لمصر، قامت بالتحريض على دولة الإمارات الشقيقة كثيرا، ولا ينسى المتابعون الهجوم الذى شنه الدكتور عصام العريان، القيادى الإخوانى البارز وزعيم الأغلبية بمجلس الشورى أيام الإخوان.

وقال العريان أمام اجتماع لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى وقتها، إن «الإماراتيين ما بيعرفوش يقرأوا صح، ومتخيلين أن هناك تاريخا معينا ستتغير فيه مصر، وللأسف الأساتذة المصريون معرفوش يعلموا الإماراتيين صح».

ومضى العريان مخاطبا السفير على العشيرى مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج والهجرة وقتها قائلا: «سيادة السفير، قول لهم إيران النووية قادمة، وأن تسونامى قادم من إيران وليس من مصر، والفرس قادمين، وتصبحوا عبيدا عند الفرس».

هذه الكلمات التى خرجت من فم العريان لم تكن كلمات عشوائية، بل كانت هجوما منظما حاولت فيه الجماعة الإرهابية تحقيق أجندتها الخاصة ضد الإمارات على حساب مصالح مصر وأمنها القومى وعلاقتها بأشقائها العرب.