النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 10:31 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
شراكة إستراتيجية بين متجر HUAWEI AppGallery واتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية في الإمارات إصابة 33 في حادث انقلاب أتوبيس سياحي قادما من دهب بطريق السويس- القاهرة خاص| بعد ترشحها لجائزة ”ساويرس” و”غسان كنفاني”.. حوار مع صاحب ”أبشاق الغزال” رئيس الغردقة في جولة تفقدية لبعض المشروعات المقترح افتتاحها في احتفالات العيد القومي فاركو يفوز على سموحة بهدفين في الدوري إنطلاق فعاليات أسبوع العمارة بمهندسي الإسكندرية: ”يوم العمارة” تحت مظلة الإبداع استكمال أعمال تطوير شارع المدارس بالغردقة نقابة الأطباء عن قانون المسؤولية الطبية: أداة للحساب تضاف للقنوات الموجودة (خاص) كارثة حال تطبيقه.. برلمانية سابقة: قانون المسؤولية الطبية يثير تخوف الأطباء (خاص) النني يصعد بالجزيرة إلى نصف نهائي كأس الرابطة الإماراتية بالفوز على العين محافظ القليوبية يفتتح معرض الكتاب الأول بقصر ثقافه القناطر الخيريه الانتهاء من أعمال أحلال وتجديد مرشحات محطة فايد الكبري

مقالات

حامد محمود يكتب: إعلام جامعة القاهرة.. والتضامن مع غزة

حامد محمود
حامد محمود

الإعلام هو الناقل للحقيقة والمعبر عن نبض الأمم والشعوب ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن ينفصل عن الواقع السياسى للمجتمع او عن توجهاته وآراء مواطنيه.

وللإعلام المصرى مدرسة كبيرة بأفكاره وتوجهاته ورواده وأبنائه الذين علموا وأثروا فى صناعة توجهاته بالكثير من البلدان العربية والافريقية وتتلمذ على أيديهم الكثير من أبناء تلك البلاد، وتعد كلية الاعلام بجامعة القاهرة إحدى قلاع الاعلام ومدرسة تخرّج الكثير ممن يخطون فى مسيرة الإعلام بفنونه وأشكاله المختلفة وحينما تخطو هذه القلعة خطى واسعة للأمان او ترسى قاعدة يتبعها الكثير من المدارس الاعلامية فى مصر وخارجها.

وقبل ايام عقدت كلية الاعلام بجامعة القاهرة مؤتمرها العلمى السنوى متناولًا الاقتصاد الاخضر والبيئة وهو ملف هام جدا لما له من ابعاد كبيرة على حياة الانسان ولكن يمكن تناوله فى اى من الاعوام القادمة لان ملف حرب الابادة فى غزة ودور الاعلام يبدو أكثر تأثيرا وفرض نفسه على الجميع وهو امر يثير العديد من التساؤلات وعلامات التعجب حول انفصال الكلية عن محيطها المحلى والعربى والاقليمى.. فالعدوان الاسرائيلى على غزة مر عليه ثمانية أشهر وحصد ارواح اكثر من 34 الف شهيد فلسطينى نصفهم من الاطفال ونحو 80 الف مصاب و142 شهيدا من الصحفيين.

وهى الحرب التى تشغل تغطيتها مساحات من وكالات الانباء والصحف والمجلات العالمية من رويترز والفرنسية وأكسيوس والفورين بوليسى والنيوزويك والوول ستريت جورنال والواشنطن بوست والنيويورك تايمز والإندبندنت والإيكونوميست والأهرام والأخبار والخليج والسياسة الكويتية وعكاظ وغيرها من مئات وآلاف الصحف والمجلات الأجنبية والعربية بعشرات اللغات والتى تتناول زوايا مختلفة لهذه الحرب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وانسانيا بل بيئيا وصحيا هذه الحرب الهمجية التى وصفتها المحافل الدولية المختلفة بحرب الابادة للشعب الفلسطينى.

ألم يكن هذا العدوان ومآسى ملايين الفلسطينيين جديرة بأن تكون عنوانًا للمؤتمر وتناول الاعلام العالمى لهذه الحرب القذرة؟؟ وسقوط 142 شهيدا من الصحفيين؟؟ ورغم أن توجهات الإعلام الغربى حيال حرب غزة قد تنوعت واختلفت بين المؤسسات الإعلامية. ومع ذلك انقلبت التوجهات الاعلامية الغربية رأسًا على عقب واختلفت تماما فى بدء العدوان عنها الان, حيث كان يمكن تحديد بعض الاتجاهات التى تظهر فى التغطية الإعلامية لهذا الصراع أهمها وجود توجه لمصلحة إسرائيل فى وسائل الإعلام الغربية، حيث يتم تبرير ذلك بالقول إن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هجمات من قبل جماعات مسلحة فى قطاع غزة، وإنها تستخدم قوة متناسبة لحماية سكانها، وتركيز الإعلام الغربى على صواريخ حماس المستهدفة لإسرائيل، مشيرا إلى كذبة لم يصدقها سواهم بأنها تشكل تهديدا وجوديا على سكان إسرائيل، وهذا ما تم عرضه فى بعض وسائل الإعلام الغربية المضللة والمؤيدة للإبادة الجماعية على الشعب الفلسطينى.

وهنا نكرر هذا التساؤل المشروع: ألم يكن هذا العدوان ومآسى ملايين الفلسطينيين جديرة بأن تكون عنوانًا للمؤتمر وتناول الاعلام العالمى لهذه الحرب القذرة وفى القلب منها القلب منها نموذج وائل الدحدوح الذى يدرس فى الصمود والتفانى المهنى؟!.

وما تابعناه من تأكيد الإعلام الغربى الممنهج والمؤيد للصهاينة استخدام حماس للأطفال والمدنيين كدروع بشرية، أو استخدام المستشفيات والمدارس كأماكن لتخزين الأسلحة، ما يؤدى إلى حدوث ضحايا مدنيين، وهذا مبررهم لقتل الأطفال والنساء وسلبهم حق الرعاية الصحية بعد الدمار الذى لحق بهم على أيديهم، وبعد حرق جثث الأطفال من الطائرات الصهيونية المفخخة، وإلقاء الفسفور الأبيض المحرم استخدامه دوليًّا عليهم، وتقطيع أجساد الأطفال الذين لم يتبق منهم إلا أحشاؤهم ليصلى عليها آباؤهم، وهم مكتوفو الأيدى محروقو القلب، قليلو الحيلة ليس بيدهم شىء إلا الدعاء؛ لمجرد أفكار يبتكرونها من صنع سياستهم، المنضوية على إبادة الشعب الفلسطينى إبادة جماعية كاملة، ومسح المناطق الفلسطينية من الخريطة تماما، وقلع جذور الشعب الفلسطينى من أرضه، هذه هى سياستهم التى ينتهجونها، والتى تم التخطيط لها مسبقًا، بدعم من الغرب الصهيونى الأمريكى المطبع.

وبعد كل هذا التحيز الذى ظهر فى التقارير والمقالات الصحفية الغربية وجدنا نفس وسائل الاعلام تفرد صفحات ومقالات وتحقيقات حول المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين بحقهم ووجدنا اعتصامات فى عشرات بل مئات الجامعات الامريكية والاوروبية وفى العالم كله تطالب بوقف المجازر الاسرائيلية بحق الفلسطينيين فى غزة والقطاع.

فمن يرسم برامج المؤتمرات العلمية للجامعات؟ سؤال نطرحه ونتمنى ان نجد اجابة له. ومن له سلطة اتخاذ القرار فى تمريره لتخرج بهذا الشكل؟ ومراجعة من يتم تكريمهم من نماذج قد تكون مجهولة لكثيرين؟

ومتى نجد فقه مواءمة الواقع حتى يمتزج الاعلام بالمجتمع ومحيطه المصرى والعربى؟؟