في اعقاب زيارات زعماء البوسنة وروسيا البيضاء الي القاهرة مؤخرا
لماذا تتجه بوصلة القوي الناعمة المصرية الي روسيا البيضاء والبلقان ؟
- خبراء موروث العلاقات المتميزة التي تربط هذه الدول تمتد الي فترة خمسينيات القرن العشرين
شكلت العلاقات المتميزة للغاية والتي تربط مصر مع دول اوربا الشرقية وروسيا البيضاء نموذجا يحتذي في العلاقات الدولية حيث ارتبط بالعلاقة الشخصية والمباشرة التي ربطت الزعيم الراحل جمال عبد الناصر منذ فترة الخمسينيات بالزعيم اليوجسلافي تيتو والتي كانت جمهورية البوسنة والهرسك جزءا منها وكذلك الامر مع الاتحاد السوفيتي التي كانت بيلاروسيا جزءا منها .
هنا وفي اعقاب الزارة التاريخية لرئيس المجلس الرئاسي للبوسنة ورئيس وزراء بيلا روسيا حملنا السؤال للخبراء هل توجهت البوصلة المصرية لتعزيز التعاون بين مصر وهذه البلدان مجددا ؟
يقول السفير مرسي عز الدين مساعد وزير الخارجية الاسبق لشؤون شرقي اوربا ان فترة الخمسينيات من القرن الماضي شكلت العصر الذهبي للعلاقات بين مصر وهذه الدول ففي عهد الزعيم الراحل عبد الناصر كانت علاقتنا مع يوغسلافيا والرئيس جوزيف تيتو مثالية وهي بلالطبع التي كانت البوسنة والهرسك جزءا منها وكانت مصر من اوئل دول العالم التي تعترف بالبوسنة بعد انتهاء الحرب عام 1995 هناك واذكر وانا في اول زيارة لي الي بلجراد استقليت تاكسي وانا اتحدث الانجليزية والسائق لا يتحدثها وارغب في الذهاب الي سفارتنا في بلجراد وفهمني السائق وردد ناصر ناصر وكان ذلك في نهاية التسعينيات واليوم يتتوجه البوصلة المصرية للبناء علي القوة الناعمة المصرية فيها والموروث الثقافي كذلك في البوسنة حيث يشكل المسلمون فيها 49% من اجمالي السكان وهنا يبرز دور الازهر الشريف اضف الي ذلك ان البوسنة ستتمتع بعضوية الاتحاد الاوربي قريبا وهو ما يعزز موقفها في ان تكون بوابة جيدة لدخول الصادرات المصرية الي هناك اضف الي تعزيز حركة التجارة والاستثمار المشترك والاستفادة من القاعدة الصناعية المتطورة للغاية في البوسنة وبالمناسبة بعثاتنا الدبلوماسية نشطة للغاية في دول الاتحاد اليوغسلافي السابق في صربيا ومقدونيا والجبل الاسود وكرواتيا وكوسوفو والبانيا والدبلوماسية القوية لدينا تبني علي الارث التاريخي الثري مع هذه الدول .واضاف السفير عز الدين نفس الامر ينطبق مع روسيا البيضاء حيث علاقتنا كانت قوية للغاية مع الاتحاد السوفيتي السابق وظهر ذلك جليا في زيارات الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو الي القاهرة وعرض توطين الصناعات الثقيلة المتقدمة لديهم في مصر خاصة وهم يرغبون في ان تكون مصر هي بوابتهم للدخول الي السوق الافريقي والعربي وتعتبر العلاقات المتميزة بين القاهرة ومينسك نموذجا رائعا للتعاون بين بلدين صديقين ولما يحقق مصالح الشعبين كذلك .