المرض شجعها والزوج كمل معها الطريق.. «شيماء» تدشن مشروع خاص بالطعام النباتي: «لما بطلت اللحمة بقيت أحسن»
تخلت «شيماء» عن مجال دراستها في الإعلام، التي طالما حلمت في أن تستكمل العمل فيه، حتى اتجه اهتمامها إلى العمل في الأطعمة النباتية بل والتخصص فيها ودراستها كي يكون لديها الخبرة التي تأهلها لمواكبة كل خطوة في مشروعها.
«اشتغلت في أكتر من حاجة من أهمها العمل بالصحافة والمبيعات، ولكن مستقرتش في أي حاجة من المجالات دي».. هكذا بدأت شيماء المقدم، 40 عامًا، صاحبة مشروع تجهيز الطعام النباتي، حديثها لـ«النهار» من خلال شرحها لمعاناتها التي عاشتها بسبب تنقلها من مكان عمل لآخر ولكنها لم تجد نفسها في أي من هذه المجالات على الرغم من حصولها على الترقيات نتيجة لمجهودها، إلا أنها في نهاية المطاف تترك العمل لتبحث عن غيره.
عشقت «شيماء» الطهي وإعداد الطعام بسبب تأثرها بتعليمات والدتها في بداية الأمر، حتى أنها حاولت الخروج عن المألوف في إعداد الطعام والتعرف إلى طرق أخرى تكون بعيدة عن المدرسة التقليدية في إعداد الأصناف، لافتة:«ماما دايمًا كانت بترفض أي طريقة جديدة ولكن كانت بتعجبها في النهاية، وكنت بحاول قدر المستطاع ابتكر طرق صحية لتقليل الزيوت في الأكل».
بدأت «شيماء» فكرة مشروعها للطعام النباتي تخطر في ذهنها خطوة بخطوة، وذلك عندما قرر زوجها الاتجاه إلى تناول الأطعمة النباتية وهذا ما دفعها للبحث المستمر، وخاصًة بسبب توقفها عن عملها في مجال التسويق الإلكتروني ككاتبة محتوى نتيجة لظروف حملها، موضحة:«دي كانت فرصة بالنسبة ليا علشان اهتم بالأكل الصحي والنباتي، وبدأت وقتها اعمل وصفات بديلة لأنواع اللحوم».
شرحت «شيماء» الفروق بين النظام النباتي والفيجن، فالأول يتم تناول جميع أنواع الخضروات فضلًا عن الألبان والبيض والامتناع عن تناول اللحوم، ولكن الفيجن يتم الامتناع نهائيًا عن تناول أنواع اللحوم ومشتقاتها وتناول فقط أنواع الخضروات، متابعة:«ويمكن استبدال الدهون بالمكسرات وده لأنها فيها نسبة دهون عالية ومفيدة للجسم».
وسردت «شيماء» أن هناك الكثير من البدائل التي يمكن الاتجاه إليها لاستخدامها أثناء الالتزام على النظام النباتي، والتي يكون من أهمها الاستعانة ببدائل الملح وخاصًة للأشخاص الذين لا يستطيعوا الاستغناء عنه في الطعام، والتي يكون من بينها السماق لأنه يحتوي على نسبة عالية من الأحماض والتي تجعل الطعام لاذعًا، موضحة:«كل حاجة مش صحية ليها بديل، ولازم نتجه للأكل الصحي لأنه له تأثير على المدى البعيد».
حاولت «شيماء» بعدما التزم زوجها على النظام النباتي، أن تخوض التجربة معه فكانت تستمر مرة وتعود مرة أخرى ولكنها في نهاية الأمر، قررت أن يكون هذا هو نظام حياتها وخصوصًا بعدما وجدت النتيجة بعد عام من الالتزام على هذا النظام، وخاصًة أنها وجدت مشكلة بعد ذلك في عملية هضم اللحوم، حتى أنها اكتشفت أيضًا أنها تعاني من ضمور الكلي اليسرى وذلك بعدما أجرت الفحوصات اللازمة، مما شجعها على الاستمرار في النظام النباتي، موضحة:«بعد ما بطلت اللحمة واستغنيت عنها في النظام الغذائي حسيت أني صحيًا بقيت أحسن وكمان القولون بقى طبيعي».
بعد مرور عام من تجربتها مع زوجها على الالتزام بالنظام النباتي، قررا الشريكان افتتاح مشروع خاص بهما في عام 2020 يعتمد على النظام النباتي والتنويع في الأصناف الغذائية، موضحة:«بقينا نراعي كمان الناس اللي عندها تحسس من أنواع معينة من الأكل، زي اللاكتوز والسمسم، وبقيت أعمل وصفات متنوعة وابيعها في السوق».
تذوق أحد المارة أثناء بيعها للأصناف الغذائية النباتية في السوق، وأعجب بالفكرة ومذاق الأطعمة حتى أنه عرض عليها وضع الأصناف الخاصة بها في محل تجاري خاص به متخصص في هذا النوع من الطعام، لافتة:«بقيت أعمل وجبات كاملة وأعرضها في المحل وكان ليها صدى واسع».
حاولت «شيماء» أن تطور من نفسها من خلال الحصول على دورات تدريبية متنوعة من عدد من الأكاديميات المتخصصة في هذا المجال، وذلك كي تدعمها في إدارة وتنظيم المشروع الخاص بها، موضحة:«مشروعي بقى يوصل الوجبات النباتية للقاهرة والجيزة».