النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 01:48 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

بشرى تطالب بوجود طبيب نفسي في ”اللوكيشن”.. ووليد هندي يعلق

الفنانة بشرى والدكتور وليد هندي
الفنانة بشرى والدكتور وليد هندي

دائمًا ما يشكو نجوم الفن تعرضهم للعديد من الضغوط النفسية أثناء تصوير أعمالهم الفنية، خاصة إذا كانت الشخصية معقدة وتتطلب مزيد من الوقت والجهد لتقمصها ما يعود عليهم بالتأثر الشديد بالشخصية، وهو ما يجعلهم في حاجة للأطباء النفسيين، هذا ما تطرقت إليه الفنانة بشرى أثناء حضورها مهرجان مالمو للسينما العربية، في جلسة نقاشية تحت عنوان "تحديات الصحة النفسية داخل مجال صناعة الأفلام"

شددت الفنانة بشرى على أهمية تواجد طبيب نفسني في أماكن تصوير الأعمال الفنية لتخفيف الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الممثلين ومساعدتهم في تقديم المشاعر الحقيقية للشخصية، موضحة أن الممثل في موقع التصوير لا يمثل فقط وإنما يقوم بأدوار ليست من مهامه، لذلك يجب أن يكون هناك طبيب نفساني بصحبته.

وقالت إن الفنان يواجه العديد من التحديات في عمله حيث يتعرض لضغوط شديدة ويجد نفسه مضطرًا للتكيف مع المواقف الصعبة دون أن يستطيع التعبير عن سخطه، مضيفة: "الفنان أحيانًا يضطر للتعاون مع أشخاص لا يريد التعامل معهم، كما يتعرض للتنمر في كثير من الأحيان، سواء من قبل العاملين معه في نفس المجال أو من الصحافة أو غيره".

وأشارت بشرى إلى أن الأعمال الفنية التي يقدمها الفنان قد تكون مصدر علاج نفسي بالنسبة له، إذ تعتبر تلك الأعمال وسيلة للتعبير عن مشاكله وتجاربه الشخصية، موضحة أن فيلم "678" جعلها تحرر الشحنة السلبية التي كانت تحملها نتيجة تعرضها للتحرش وهي في سن صغيرة.

ولفتت إلى دور محمد دياب مخرج الفيلم في دعم ومساندة الفنانين العاملين معه نفسيًا، قائلة إنه ساعدها كثيرًا في الخروج من شخصية "فايزة" التي أثرت عليها بشكل سلبي، خاصة وأن زفافها كان بعد 3 أيام، فكانت بحاجة للتخلص من تأثير الشخصية.

وأيد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، رأي الفنانة بشرى حول أهمية وجود طبيب نفسي بصحبة الفنانين في أماكن التصوير، قائلاً إن وجود الطبيب يعطي الممثل حالة من الاطمئنان أنه سيؤدي الدور باحترافية واتقان، خاصة إذا كان يجسد شخصية معقدة تحتاج إلى متلازمات نفسية مثل تقديم حالات الصرع، والتحرش، والاغتصاب، والشخصية السيكوباتية، والتوكسيك، وغيرهم من الأدوار التي تسلط الضوء على القضايا النفسية المختلفة.

ولفت في تصريحاتٍ لـ "النهار" أن الممثل يعمل تحت مجموعة من الضغوط النفسية التي تحتاج إلى قدر من الصلابة النفسية والانعزال التام عن الواقع والتنفيس الانفعالي وتجديد الدوافع واستثارة الهمم، وهو ما يعزز أهمية وجود مرشد نفسي مصاحب للفنان وداعم له.

وذكر هندي أن أهم الضغوط التي يمر بها الممثل هي التصوير لساعاتٍ طويلة ما يجعله عرضة للاصابة بمتلازمة الاجهاد وبالتالي عدم التركيز، بالإضافة إلى بعده الدائم عن الدفء الأسري وممارسة الحياة الطبيعية، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط تجعله دائم التوتر وتؤدي إلى تغيير في بعض العادات السلوكية مثل التدخين.

وأضاف أن الفنان يعاني أيضًا من اضطرابات الساعة البيولوجية مما يؤثر على حالته المزاجية، وهذا إلى جانب ممارسته مجموعة من الأدوار النفسية، ويضطر إلى تقمص الشخصية، وقد يتوحد معها البعض، فيما ينفصم آخرون عن الواقع.

وتحدث استشاري الصحة النفسية عن الضغط الدائم الذي يسيطر على الممثل خوفًا من الفشل أو انتقاد الجمهور لأدائه، ويعيش في هذه الحالة إلى يتم العرض ويرى نجاحاته، قائلاً: "مثلما نقول أن لاعب الكرة يحتاج طبيب نفسي للإعداد النفسي للمباريات فالفنان هو الأحرى أن يستعين بطبيب ملازم له أثناء ساعات العمل".

ووفقًا لما سبق؛ يرى هندي أن مصاحبة الدكتور النفسي للفنان أصبحت من متطلبات نجاح الفنان في العصر الحديث وأحد عوامل تألقه، حتى يكون لديه قدرة على الاستمرار والنجاح، موضحًا أن وجود الطبيب يجعل الممثل يشعر كأن معه المرجعية لأداء الأدوار المركبة والصعبة والتي تحتاج إلى حالة نفسية مختلفة عن التمثيل العادي.


وأكد أن ملازمته لبعض الفنانين في أعمالهم انعكست عليهم بنجاحات كبيرة وصحة نفسية جيدة، متابعًا: الطبيب النفسي يساعد على استرخاء الممثل بين المشهد والآخر ويجدد طاقته حتى يتمكن من أداء أدواره.

موضوعات متعلقة