النهار
الأحد 22 ديسمبر 2024 09:45 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تكريم نبيلة عبيد وأشرف زكي ونجوم الإعلام يحصدون جوائز أمال العمدة ومفيد فوزي بالصور..مروة يوسف تطرح أحدث أغانيها ” تسجيل خروج” ثلاثة جوائز للفيلمين ”أمانة البحر” والسوري ”فقدان” بمهرجان القاهرة للفيلم القصير بالم هيلز يتقدم خطوة جديدة نحو لقب دورى الجولف والجزيرة يطارده برشلونة يخسر صدارة الدوري بهزيمة قاسية أمام اتليتكو مدريد الشبراوي: نقف جميعا مع الرئيس في مواجهة خصوم الدولة المصرية عضو الأعلى للطرق الصوفية: الرئيس تحدث بكل وضوح.. وشعب مصر يقف مصطفاً للحفاظ على الدولة المسرح القومي يحتفل بمائة ليلة عرض لمسرحية ”مش روميو وجولييت” بليلة استثنائية في رأس السنة مجمع الملك فهد يستضيف ضيوف الدفعة الثانية من برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة الرئيس السيسي: خصوم مصر ليست من مصلحتهم نمو الدولة المصرية معي أو مع غيري محافظ الدقهلية في جولة تفقدية بطلخا لمتابعة مستوى النظافة انتهاء فعاليات تدريب الفرق الإشرافية بالإدارات على معايير الاعتماد ”جهار”

تقارير ومتابعات

لا يعرفون عيدا .. من الصعيد إلي الإسماعيلية عمال التراحيل يفترشون الأرصفة بحثا عن لقمة العيش

لم يتناولهم خطاب زعيم ولم تشملهم منحة، هذا هو حال أكثر من ١٢ مليون عامل تراحيل « فواعلية» في محافظات مصر، يفترشون الأرصفة والميادين والطرقات بحثا عن لقمة عيش بعرق وشرف، في مواجهة ظروف حياتية غير عادية.

وفي محافظة الاسماعيلية، بات المشهد بائسا، بعدما افترش الآلاف من عمال التراحيل من محافظات الصعيد المختلفة رصيف مزلقان شارع السكة الحديد بجوار محطه القطار الرئيسية، في انتظار إشارة اصبع من صاحب عمل لينطلق العامل نحو القيام بالمهام المطلوبة منه مقابل بعض الجنيهات حسب تقدير « الزبون»، علي حد وصفهم.

بإشارة اصبع، تبدأ رحلة العامل من مزلقان السكة الحديد الي محل عمله المتغير يوميا، في تمام الساعة السابعة وحتي غروب الشمس، حيث يفترش العمال الرصيف، موجهين أنظارهم علي السيارات المارة حتي تقف احداهم وتطلب اي منهم، ملتقطين الأنفاس الحبيسة أملا في الحصول علي يوميتم والوفاء بالتزاماتهم.

أدواتهم البسيطة من فأس وأزميل وبلطة وشاكوش وغيرها من الأدوات التى تعينهم على أداء عملهم، هي رأس مالهم ليجلسوا على الأرصفة بالساعات في انتظار الفرج.


وليد الصعيدى كما يلقبه رفاقه من عمال التراحيل شاب يبلغ من العمر 25 عاما من محافظة أسيوط، ترك بلدته وطفليه ليفترش رصيف مزلقان الإسماعيلية ليبحث عن لقمة العيش، حيث قال لـ"النهار " إنه ترك بلده وطفليه للبحث عن لقمة العيش، مضيفا "بلدنا صغيرة ومفيش شغل فجيت قاعد على الرصيف والأرزاق على الله".

«الايجار ب 400 جنيه للعامل في الاوضة»، هذا ما قاله احمد محمود، عامل من قنا، اضطرته الظروف أن يرحل من قريته الصغيرة الي محافظة الإسماعيلية بحثا عن لقمة عيش، موضحا « انا جيت من 5 شهور مع ولاد عمي بتشتغل 12 ساعة من 5 الفجر لنخرج من السكن لغاية 5 المغرب، بنشيل طوب واسمنت أو عفش، المهم نشتغل، مقابل من 100 الي 200 جنيه حسب الشغل وساعات العمل، الوضع ما بقاش زي الاول والزبون بقي يفاصل وانا بقبل باي شغل لأن العدد كتر علي المزلقان من كل المحافظات تقريبا ولازم أسايس لقمة العيش».

يضيف صلاح محمود : " احنا قاعدين ٥ في الاوضة كل واحد بيدفع ٤٠٠ جنيه في الشهر والأكل والشرب حسب الظروف، مختارين سكن جوه سوق الجمعة جنب مزلقان السكة الحديد علشان نوفر المواصلات".

20 يوم ما شوفتش عيالي، هذا هو لسان حال طه عيسي، عامل من الصعيد، جاء مغتربا طارقا باب رزق جديد بمحافظة الاسماعيلية، تاركا وراءه زوجة و3 اطفال يواجهون مصيرا مجهولا ليس بأكثر لطفا من رب الأسرة والذي حمل مطرقته وعدته وبعض من أغراضه، مستقلا القطار القشاش، دون أن يخطط لباقي الرحلة، حيث يقول : " اللي زينا علي الله يا استاذة، اللي ليه رب ما يخافش، انا لاقيت شغلانة تانية وقولت لا، اهو ده اللي نعرفه، علشان كدة نفسي اربي ولادي واعلمهم، ويطلعوا معاهم شهادة يشتغلوا بيها، احنا غلابة وبناكلها بعرق جبينا».

يتابع رفقيه الذي جلس يتناول الخبز والجبن كوجبة أساسية له قبل المغادرة مع الزبون لنقل عفشه من منزله القديم الي الجديد: " احنا مش متسولين، احنا من انظف الناس وراضين وحامدين ربنا، لكن نفسنا في نقابة تحمينا ورعاية صحية ومعاش مع تقدم العمر، الصحة مش دايمة، وطلبات العيال ما بتخلصش".
اجتمعت مطالب العشرات من عمال التراحيل حول طلب التفات الحكومة اليهم، مؤكدين أنه رغم حجم المعاناة والمصاعب التى يتعرضون لها فلم يكن لهم تأمين صحى يتم علاجهم من خلاله أو حتى مصدر رزق منتظم فهم يندرجون تحت مسمى العمالة غير المنتظمة.


وكانت وزيرة التضامن الاجتماعي قد قدرت فى مارس 2022 عددهم بما يتراوح بين 8 و11 مليون عامل، ورغم مساعى الحكومات للحد من الظاهرة إلا أنها فى تزايد مستمر، وهو ما يعوق جهود تحقيق التنمية المستدامة ويجعل هؤلاء العمال الأكثر عرضة للسقوط فى براثن الفقر مقارنة بالعاملين بعقود دائمة.