د. أحمد مصطفى يكتب: التحديات الإقليمية.. هل تُقرّب بين مصر وإيران؟
يواجه الشرق الأوسط العديد من التحديات الإقليمية، بما فى ذلك الإبادة الجماعية المستمرة فى غزة، والصراع فى سوريا، والتهديد الإرهابى. تتمتع مصر وإيران، وهما من الدول الأكثر نفوذًا فى المنطقة، بالقدرة على المساهمة فى تحقيق الاستقرار والازدهار من خلال العمل معًا. ومن خلال معالجة هذه القضايا، يمكنهما تسهيل المفاوضات بين الأطراف المتحاربة والدفع نحو حل سياسى مقبول، كما تشكل التحديات الاقتصادية المصرية والإيرانية عقبات كبيرة.
وتشكل معدلات البطالة المرتفعة وعدم المساواة الاقتصادية عقبات يمكن معالجتها من خلال التعاون فى مجال التجارة ومبادرات الاستثمار ومشاريع البنية التحتية المشتركة. ومع ذلك، فإن التوترات التاريخية والمصالح الإقليمية المتنافسة قد تعيق بناء الثقة والشراكة.
فى عام 2024، تظل العلاقة بين مصر وإيران معقدة ومتوترة، حيث يواجه كلا البلدين العديد من التحديات فى جهودهما للتعاون والتعاضد. وفى حين أن هناك فوائد محتملة لزيادة التعاون، إلا أن هناك أيضًا عقبات وعيوبًا كبيرة يجب معالجتها. وتتمثل إحدى أكبر العقبات فى التنافس الطويل الأمد بين البلدين، والذى يعود تاريخه إلى الثورة الإيرانية عام 1979.
وقد تفاقم هذا التنافس بسبب الصراعات الإقليمية والتنافس على النفوذ فى الشرق الأوسط، مما يجعل الأمر ليس سهلًا بالنسبة لمصر وإيران لإيجاد أرضية مشتركة حول القضايا الرئيسية.
على الرغم من هذه التحديات لا تزال هناك فرص أمام مصر وإيران لتحسين تعاونهما فى عام 2024. وأحد السبل المحتملة هو الطاقة، حيث يمتلك كلا البلدين موارد كبيرة يمكن أن تكون مفيدة للطرفين، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد زيادة التبادلات الشعبية والتبادلات الثقافية فى بناء الثقة والتفاهم بين البلدين، مما يمهد الطريق لمزيد من التعاون فى المستقبل.
فى الختام، فإن التعاون بين مصر وإيران فى غزة وسوريا ومكافحة الإرهاب ومجموعة الثمانى والطاقة والسياحة والتجارة المتبادلة يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقة بينهما.
ورغم أنهما قد يختلفان حول بعض القضايا الإقليمية، إلا أنهما يتقاسمان مصالح مشتركة فى تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية الاقتصادية. إن تعاونهما لا يخدم مصالحهما الخاصة فحسب، بل يساهم أيضًا فى تحقيق الاستقرار والازدهار الأوسع فى الشرق الأوسط.