المسيرات الايرانية لماذا نجحت نجاحا باهرا في اوكرانيا وفشلت فشلا ذريعا في اسرائيل ؟
حققت المسيرات الايرانية خاصة من النوع شاهد 136 نجاحا منقطع النظير في استهداف الجيش الاوكراني ولكن كان الاخفاق مصيرها في اسرائيل ففي الوقت الذي فتحت به حرب أوكرانيا عصرا جديدا لاستخدام الطائرات دون طيار في ساحات المعارك جاءت الضربة الإيرانية على إسرائيل لتدفع نحو إعادة النظر مجددا في هذا الاستخدام بالنظر إلى فشل الهجوم الذي أطلقته طهران بإسقاط 99 بالمئة من مسيّراتها قبل أن تلحق ثمة ضرر داخل إسرائيل.
وسبق أن أفاد الجيش الإسرائيلي أن الهجمات الإيرانية شملت 170 طائرة مسيّرة و30 صاروخ كروز، لم يدخل أي منها إسرائيل، جنبا إلى جنب مع 110 صواريخ بالستية وصل عدد محدود للغاية منها، خلال الضربة التي دامت 5 ساعات، وشاركت عدّة دول في التعامل معها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي بينها إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وكذلك تعامل الأردن مع المسيّرات التي دخلت مجاله الجوي بإسقاطها على الفور.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن واشنطن ساعدت إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقتها إيران، وأثارت مخاوف عالمية باتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط.
وتعتبر من اهم اسباب و تداعيات الفشل الذي صاحب الهجوم الإيراني في تحقيق أهدافه العسكرية وهو ما أثر بالسلب علي سمعة المسيّرات الإيرانية وأسواقها خاصة في خضم تطويرها لعدد من الدرونز خلال السنوات الماضية وبيعها لدول أخرى أو منحها لوكلائها بالشرق الأوسط.
بحسب وسائل إعلام إيرانية منها وكالة أنباء "تسنيم" فإن إيران استخدمت عددا من الطائرات من دون طيار في هجوم 13 أبريل التي كانت من نوع شاهد 136 وشاهد 131 إيرانية الصنع وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها الحرس الثوري الإيراني تلك المسيّرات الانتحارية بهذا العدد الضخم في هجوم مباشر.
ووفقا لخبراء غربيين، فإن الطائرات "كاميكازي" الإيرانية رخيصة لكنها فعالة إذ تم تطويرها بمكونات جاهزة وتحلق على ارتفاع منخفض، وتناور للاصطدام بهدفها ويختلف النطاق التشغيلي للمسيّرات من طراز "شاهد 136"، لكن إيران تقول إنها قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 2500 كيلومتر، وهو ما أكدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، وقالت الصحيفة إن إيران تمتلك مخزونا ضخما من الطائرات المسيّرة، ويمكنها التحليق على ارتفاع منخفض لتجنب الرادار.
لكن إسرائيل التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن إيران، وهي مسافة قريبة بالنسبة لقدرات هذه الأنواع من "كاميكازي"، نجحت في اعتراض الـ 170 طائرة مسيّرة إيرانية بشكل كامل وعلى العكس من ذلك، استخدمت روسيا مسيّرات إيران بفعالية خلال حربها في أوكرانيا، حيث رجحت وزارة الدفاع البريطانية أن موسكو لجأت لشراء المئات منها لاستخدامها في معاركها منذ بداية شهر سبتمبر 2022.
وكثف الجيش الروسي استخدام المسيّرة الإيرانية "شاهد 136" ضد الكثير من الأهداف الحيوية الأوكرانية، على غرار محطات توليد الكهرباء والمياه والمرافق العامة، قدّر مسؤولون أوكرانيون أن الهجمات الروسية بواسطة المسيّرات الانتحارية والصواريخ في أكتوبر 2022 ألحقت الضرر بنحو 40 بالمئة من قدرة كييف على إنتاج الكهرباء.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، لم تكن أوكرانيا بيئة مناسبة لابتكار الطائرات دون طيار، ومع ذلك حولت مقتضيات الحرب البلاد إلى مختبر فائق لتطوير هذه الطائرات وتنتج إيران العديد من نماذج وطرازات الطائرات من دون طيران، تتنوع في كفاءتها وقوتها لتنفيذ عمليات الاستطلاع والهجوم، في حين تعتمد إلى حد كبير على الإنتاج المحلي لمكوناتها ومن هذه النماذج "شاهد 126"، و"شاهد 136"، و"شاهد 149"، و"شاهد 191 صائغ 2"، و"كامان 22"، و"كيان 2" أو "أراش 2"، و"مهاجر 6"، و"كرار".