«كاتي» قصة أول مسحراتية مسيحية في شوارع دهب:«الأجواء كلها محبة»
«اصحي يانايم صحي النوم، إحنا بقينا في شهر الصوم»، هذه العبارة التي تقوم بترديدها «كاتي» بصوت رنان في شوارع مدينة دهب جنوب سيناء، طوال فترة تجولها بجلبابها الأبيض وطبلتها الصغيرة، لتحث الجميع على الاستيقاظ من النوم لتناول وجبة السحور والاستعداد للصيام، قد بدا الأمر مختلفًا بعض الشيء لكونها سيدة وتقوم بدور «المسحراتي»، وغريبًا لأنها أول امرأة مسيحية تلفت الانتباه إليها خلال شهر رمضان لالتزامها بهذه العادة المحببة لقلبها.
«إقامتي في دهب من 2002، من وقتها وأنا عايشة في دهب ومش حابة اسيبها».. هكذا عبرت كاتي ظريف، خريجة هندسة كمبيوتر، ومُدربة غطس، عن مدى تعلقها وحبها لمدينة دهب، خلال حديثها لـ«النهار» بمجرد زيارتها لها لأول مرة، فلم تستطع تركها والعودة مرة أخرى إلى العاصمة، لذا استقرت داخلها وعملت بتدريب الغطس طوال فترة الإقامة بمجرد إنهاء الدراسة الجامعية.
حكت «كاتي» أن قيامها بدور «المسحراتي» في دهب، بدأ مُنذ عامين، وهذه السنة الثالثة لها للاستمرار على هذه العادة المحببة لقلبها، وكان السبب الرئيسي في تنفيذ هذه الفكرة هو نشر البهجة والسعادة بين الجميع خلال الاحتفال بطقوس شهر رمضان، لافتة:«استلفت الجلابية البيضاء والطبلة علشان أعرف اتقمص الدور صح، وبقيت أعدي على البيوت كلها وأنادي في وقت السحور، والناس كانت مبسوطة».
تطورت فكرة المسحراتي عند «كاتي» في السنة التالية، من خلال إقامة مائدة السحور بالإضافة إلى دورها «المسحراتي»، وهذا العام أصبح هذا الطقس ضمن العادات المحببة لقلب «كاتي» وبسبب دعم أصحابها لها قررت التحضير له من قبل حلول شهر رمضان حتى تكون مستعدة طوال الشهر، مضيفة:«السنة دي كمان بوزع تمر ومياه وعصائر على الناس وقت الإفطار في الشارع، وكل يوم جمعة يتم التحضير للوجبات لعمال النظافة والمحتاجين».
مشاعر مختلطة تسيطر على «كاتي» بسبب سعادتها الغامرة في قدرتها على إدخال البهجة والسرور في قلوب الناس في مثل هذا الشهر الفضيل، مضيفة:«متعلمتش الأداء بتاع المسحراتي من حد، واعتمدت على نفسي».
ينتظر يوميًا المواطنون في مدينة دهب توقيت نداء «كاتي»، ويستقبلونها بالترحاب والتشجيع، بالإضافة إلى إعجاب الأجانب بها ويدفعهم ذلك للتصوير معها، قائلة:«مفيش حد ضايقني والأجواء كلها محبة، لكن أوقات بلاقي ناس على السوشيال ميديا بتكتب كومنتات مزعجة ولكن مبشغلش نفسي بيها لأني عارفة أني بعمل حاجة طالعة بمحبة».
«أنا متربية في بيوت المسلمين وبفطر معاهم، وكوني مسيحية مبحسش بالفرق بيني وبين المسلمين لأني متربية معاهم».. بهذه العبارات كشفت «كاتي» مدى تعلقها بشهر رمضان، ومحبتها الدائمة مع أصدقائها المسلمين، بالإضافة إلى حبها الشديد لدور المسحراتي مُنذ الصغر والذي حققته عندما سنحت لها الفرصة بذلك، فضلًا عن ذلك التزامها كل عام في رمضان بشراء الفانوس أو إهداء أصدقائها به.