كرمتها انتصار السيسي وأصبحت ضمن 20 سيدة مؤثرة.. حكاية مشروع «هدير» لدعم المرأة في الريف:«نفسي أسيب بصمة»
عاشت «هدير» معاناة الشباب والفتيات في قريتها الصغيرة «بلمشط» بمحافظة المنوفية، لعدم توفير فرص العمل المناسبة لهم، وظلت في حالة تفكير دائمة كي تجد الحل الذي شغل ذهنها لتخلق فرص العمل المتكافئة لهم داخل قريتهم دون الحاجة لتركها والاستقرار في العاصمة، وذلك بعد تدشين مبادرتها «فرزيانا» الخاصة بتمكين الفتيات والشباب في الريف.
«دايمًا كنت بشوف الستات والشباب في قريتي خصوصًا اللي معاهم دبلوم أو تعليم متوسط أو مش متعلمين بيعانوا علشان يلاقوا وظيفة أو بيشتغلوا في وظائف مهينة».. هذا السبب الرئيسي الذي شغل تفكير، هدير شلبي، 30 عامًا، خريجة كلية الهندسة، لتحل أزمة العمل في قريتها بمحافظة المنوفية، والذي أوضحته خلال حديثها لـ«النهار»، لذا وجدت الحل في مشروع تقوم بتأسيسه لمساعدة الفتيات والشباب وبالأخص السيدات من خلال توفير فرصة عمل لهن برواتب مجزية.
نظمت المهندسة الثلاثينية أفكارها وقررت إنشاء مشروع خاص بها تجمع فيه أكبر عدد ممكن من الشباب والفتيات لحل أزمة العمل في قريتها، وبدأت فكرة مشروع «فرزيانا» بهدف تعليم الفتيات والسيدات الصناعات الإبداعية الخاصة بالحرف اليدوية ودمجها مع التكنولوجيا مثل برامج التصميم والمونتاج والتسويق وكتابة المحتوى، ومن ثم التسويق للمنتجات على الموقع الخاص بالمشروع سواء داخل أو خارج مصر، لافتة:«مشروعنا تحول لبيئة عمل متكاملة هدفها تدريب وتأهيل الشباب وتنمية مهاراتهم، وفتحنا لهم سوق سواء جوا أو برا مصر».
8 سنوات، هذه الفترة التي حاولت فيها «هدير» أن تجعل مشروعها «فرزيانا» ضمن أهم المشروعات في السوق المصري، وذلك من خلال تمكين وتأهيل أكثر من 200 ألف سيدة في كل محافظات مصر، بالإضافة إلى ذلك توفير أكثر من 10 آلاف فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر من خلال أكثر من 25 شراكة حكومية ودولية و100 شراكة محلية، بالإضافة إلى النجاح في إنشاء خمس مراكز حرفية حول جمهورية مصر العربية بالشراكة مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني، قائلة:«الفترة اللي جاية مركزين أكتر على الجزء التكنولوجي واستخدام التكنولوجيا ودمجها في الصناعات الحرفية لتسهيل عملية الصناعة».
تطمح «هدير» خلال عام 2026 بتكوين وحدة إنتاجية في كل محافظة من محافظات مصر، بهدف توفير آلاف من فرص العمل للنساء والشباب، موضحة:«نفسي أسيب بصمة، واستثمر في كل ست وبنت زي ما أهلي استثمروا فيا وساعدوني أوصل اللي وصلتله دلوقتي، وأوفر فرص كافية للسيدات والشباب في كل محافظات مصر علشان يقدروا يعيشوا حياة كريمة».
حالة من الفخر شعرت بها «هدير» أثناء تكريمها في احتفالية «المرأة المصرية أيقونة النجاح» على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بحضور سيدة مصر الأولى انتصار السيسي، والتي قامت بتسليمها التكريم ضمن 20 امرأة مؤثرة في مصر، لافتة:«التكريم كان تتويج ليا وفخر أن سيدة مصر الأولى تكرمني، وحسيت أني بجني ثمار السنين اللي فاتت دي كلها، والتكريم مكانش ليا بس كان لكل الستات والبنات اللي شغالين معايا».
كشفت «هدير» أنه سيتم إنتاج فيلم خاص بها وبحكاية مشروعها كنوع من أنواع الدعم للمشروع وتشجيع الفتيات على مواصلة أحلامهن وتشجيع الحرف اليدوية ودمجها مع التكنولوجيا الحديثة، موضحة:«بحاول أدي دفعة أمل للبنات علشان يكملوا ويسعوا ويشتغلوا علشان يوصلوا».
وحكت «هدير» أنها تعمل ضمن خط إنتاجها في المشروع الخاص بها على الأزياء الصديقة للبيئة، وذلك بسبب اهتمامها بالتغيرات المناخية والبيئية، موضحة:«فكرة المشروع دي كانت مهمة جدًا للسيدات اللي عايزين يشتغلوا من بيتهم ويكون في مصدر دخل وكمان الفكرة بتفيد البيئة وتقلل من التلوث».
«جرين فاشون» ضمن الأفكار الإبداعية التي تقوم على العمل عليها ضمن المشروعات المتخصصة في الحرف اليدوية لتمكين وتأهيل السيدات في القرى، لافتة:«أن وحدة إنتاج المشروع ده قريبة من القرية، علشان نسهل على الستات وساعات العمل تكون قليلة».
سردت «هدير» عن دائرة العمل في مشروع «جرين فاشون»، حيث تكون البداية من خلال قيام المصانع بإخراج كميات كبيرة من المخلفات والتي يكون لها علاقة بدعم صناعة الملابس، حيث أنه في المعتاد يتم حرقها ومن ثم يتسبب ذلك في تلوث البيئة، لذا جاءت الفكرة في الحصول على بواقي الأقمشة الناتجة عن مصانع الملابس وإعادة استخدامها مرة أخرى بحيث تكون الملابس عصرية وصديقة للبيئة ومناسبة للحياة اليومية، مضيفة:«بواقي الأقمشة بتمر بأكثر من مرحلة بداية من التنظيف والتعقيم وبعد كده مرحلة الفرز وبعد كده مرحلة التصميم والتنفيذ والتغليف ثم التوزيع والبيع».
شرحت أن مرحلة البيع تكون عن طريق الموقع الخاص بالمشروع أو من خلال المعارض التي تقوم بشراء كميات من الملابس الصديقة للبيئة، لافتة:«بنحاول في مرحلة التصميم نستخدم التكنولوجيا علشان عملية الإنتاج تكون أسهل وأسرع».
نظمت «هدير» عدد من عروض الأزياء لقطع الملابس الصديقة للبيئة في أكثر من دولة خارج مصر، مثل باريس والجزائر ولندن والمغرب، موضحة:«30% من منتجاتنا بتتصدر برا مصر».