النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 07:10 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

ماهر مقلد يكتب: التفتيش اليدوى فى مطار القاهرة

ماهر مقلد
ماهر مقلد

إخضاع جميع الركاب المغادرين من مطار القاهرة للتفتيش اليدوى ينتظر تدخل اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، لإيجاد البديل الأمنى المتطور الذى يضمن تطبيق أعلى معايير السلامة والتأمين، وفى نفس الوقت عدم الاستمرار فى التفتيش اليدوى بمعرفة أفراد الشرطة عند بوابات الدخول بصالات السفر قبل التوجه إلى كاونترات شركات الطيران.

التفتيش اليدوى يترك أثرا غير طيب لدى الراكب خصوصا أنه يعبر من داخل بوابة الأشعة الكاشفة، وهو نظام غير متبع فى المطارات العالمية، هى شكوى عامة من الركاب ورسالة إلى وزير الداخلية.

هذا الإجراء ظهر بعد حادث الطائرة الروسية فى شرم الشيخ وبالطبع الهدف منه هو زيادة إجراءات الفحص والتدقيق، ومع هذا لا يستخدم الإجراء فى المطارات خارجيًا فلماذا يكون فى مطارات مصر؟ وهى البلد السياحى الذى يستهدف الحركة السياحية ويشجع على الاستثمار العربى والأجنبى، ويقدم الحوافز فى الإقامة والجنسية ومناخ الاستثمار وهذا يسبقه الانطباع المهم الذى يأتى منذ لحظة الوصول إلى المطار ثم الانطباع الأخير الذى يكون مع المغادرة.

مطار القاهرة ينتظر إضافات مهمة وهى بسيطة لكنها ترفع من مكانته وسمعته العالمية مثل إبراز العلامات الإرشادية التى تدل الراكب على خطوط سيره وإظهار المناطق المخصصة لدرجة رجال الأعمال فمن غير المنطقى أن تكون غير واضحة وبارزة.

مطار القاهرة الدولى واجهة مصر الأولى أمام ضيوفها وزائريها هو واحد من أقدم المطارات فى القارة الإفريقية. وفى عصر التكنولوجيا والأجهزة الحديثة لم يعد هناك مجال لاستخدام الأيدى فى التفتيش إلا فى الحالات التى يكون فيها اشتباه أو شكوك أما النظام فهو كما يحدث فى مطارات العالم بالاعتماد على أجهزة الأشعة الكاشفة.

نحن فى عصر المنافسة وهناك تقييمات للمطارات على مستوى العالم وميناء القاهرة الجوى واحد من المطارات الكبرى وتفاصيل صغيرة تعطى صورة سلبية عنه كما يحدث جراء الاعتماد على التفتيش اليدوى لجميع الركاب لحظة الدخول إلى كاونترات شركات الطيران.

اتحاد شركات الطيران العالمية اياتا حدد وقتًا زمنيًا لكل إجراء يمر به الراكب داخل المطار يجب ان تلتزم به سلطات المطار بما فيها شركات الطيران المسئولة عن تقديم الخدمة وقطعا يكون التفتيش اليدوى عاملًا غير مساعد على الإنجاز.

لا أحد يمكن أن يعارض الإجراءات التى تتبع لتأمين الركاب والطائرات فهى أمور مسلم بها لا يمكن الاعتراض عليها وإنما ما ينادى به الراكب هو وقف تعرضه للتفتيش اليدوى وهذا للمفارقة يحدث حنى مع رئيس المطار وفى كل مرة يمر فيها من بوابة الدخول التى تؤدى إلى كاونترات شركات الطيران، مما يعنى أنه إجراء عام لا يستهدف راكبًا بعينه وإنما يطبق على كل حالة تمر من هذه النقطة وهذا مفهوم لكنه ليس النظام العالمى الأمثل المتبع عالميا، ومادامت هناك تجارب عالمية ناجحة فلماذا لا نطبقها حتى نحقق الغاية ونمنح مطار القاهرة أفضل صورة وسمعة بين مطارات العالم؟!.

العالم يعتمد على الذكاء الاصطناعى، والتطور إلى الأمام يحتاج مراجعة دورية وهذا يمتد بدوره إلى إجراء آخر وهو بطاقة الجوازات التى يحررها الراكب سواء فى السفر أو الوصول فهناك مطارات عالمية توقفت منذ عقود عن هذا الإجراء ولا يحتاج دخول الراكب أو مغادرته إلى مثل هذه البطاقة فى ظل جواز السفر المقروء آليا وكاميرات البصمة، فمتى يدخل مطار القاهرة فى هذه الخدمة توفيرًا للأوراق وحفظها وتبديد الوقت فى مراجعة الكارت؟! كما أن هناك نسبة من الركاب لا تجيد القراءة والكتابة وتضطر إلى الاستعانة براكب آخر لملء البيانات. أعتقد أن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية بما يقدمه من تطوير وميكنة لكل الخدمات التى يحصل عليها المواطن من وزارة الداخلية لديه هذه الرؤية المهمة، فالخدمات فى مصلحة الجوازات والأحوال المدنية والمرور أصبحت حضارية ورقمية وفى مستوى شديد التميز مما يعنى ان كل الأبواب قابلة للتطوير والتحديث بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن ويسهل الحياة على الناس ويختصر الجهد والوقت.

مطار القاهرة بوابة مصر المهمة وعيون العالم تشاهد كل صغيرة وكبيرة فيها، كما أن مصر بتاريخها وحضارتها لن تبخل عليه بالتجديد والمتابعة، والمهم مراجعة الموقف.