العالم الدكتور أحمد عمر هاشم لـ «النهار»: الاحتكار من أبشع مظاهر الظلم.. ورسالتى لأهل غزة: اصبروا ورابطوا
حث الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، المواطنين، على اغتنام شهر رمضان الكريم، معلقًا "علينا بالدعاء.. كان دعاء سلفنا من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين".
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، فى حواره مع "النهار"، إن الرئيس السيسى قائد مخلص لوطنه، يتسم بالصلاح والنزعة الدينية تكاد تكون صوفية، ووطنى من الدرجة الأولى، مؤكدًا أن أعماله وإنجازاته فى الواقع لا حصر لها، داعيًا الله أن يوفقه، واصفًا إياه بمنحة من الله لمصر.
ونصح الشباب بقوله: "اغتنموا فرصة الشباب، أنتم قادرون فيها على الكثير من العمل والكثير من العبادة، والأعمال الصالحة"، مشددا على أن كل شىء يمكن أن يسترجعه الإنسان إلا العمر والصحة.
وأعرب فى رسالته لأهل غزة عن حزنه موضحًا: "يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"، مناشدًا أصحاب الضمائر وكل رجال الأعمال أن يبذلوا ما استطاعوا لمد يد المساعدة إليهم.
وشدد "هاشم" فى رسالة للجميع: "ستُسألون أمام الله عن جرائم الحرب والإبادة التى تقع فى الأرض المحتلة"، وناشد المجتمع الدولى: "يا محكمة العدل الدولية.. أدوا حقوقكم وأدوا رسالتكم وواجبكم نحو القدس الشريف".
إلى نص الحوار:
- ماذا تتمنى لمصر وللأمة العربية والإسلامية فى ٢٠٢٤؟
أقول الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، والحمد لله على ما وفقنا عليه، من أداء خدمة للعلم وللسنة النبوية المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام، والحمد لله أن وفقنى على شرح صحيح الإمام البخارى، فى ستة عشر مجلدًا، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله، أدعو الله سبحانه وتعالى لمصرنا العزيزة ولأمتنا العربية والإسلامية بكل خير وأمان واطمئنان واستقرار، واجعل يا ربى هذا البلد آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
- ماذا تقول لمن يشككون فى صحيح البخارى؟
القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع، والسنة المصدر الثانى للتشريع، وكتاب صحيح البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله، والشبهات التى تثار حول صحيح البخارى ليست جديدة، بل أثيرت منذ زمن، وقمت بالرد عليها، والسبب الحقيقى وراء الهجوم على الإمام البخارى هو هدم السنة كلها من خلال الطعن فى أصح كتاب بعد القرآن الكريم وفى أكبر الأئمة، والإمام البخارى بشر، والبشر ليسوا مقدسين، ولا الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين معصومون من الخطأ، الرسول صلى الله عليه وسلم فقط هو المعصوم من الخطأ، لكن الأحاديث التى جمعها البخارى واستوفت فيها الصحة ستمائة ألف حديث، كلها أحاديث صحيحة، وأجمعت الأمة كلها على أنه أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وأن ما فيه صحيح، عشت مع صحيح البخارى 17 عاما متواصلة، وشرحته فى 16 مجلدًا، كل جزء 600 صفحة، وليعلم هؤلاء أن الله تعالى قيد للسنة علماء يدافعون عنها، وأخيرًا التشكيك فى السنة لا يثير الخوف لأنه ليس تشكيكًا علميًا بل حملات موجهة ومأجورة.
- بم تنصح المسلمين فى رمضان؟
علينا بالدعاء، فالدعاء كان نهج سلفنا من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، لأن شهر رمضان شهر الخير والبركة والثواب والجزاء الذى تكفل به رب العزة.
- من مؤلفات فضيلتكم "الإسلام والشباب"، فى زمن السوشيال ميديا بم تنصحهم؟
نصيحتى لهم أن يغتنموا فرصة شبابهم، فيحفظ كل واحد منهم ما تيسر من القرآن الكريم ومن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن التعاليم الدينية، وأن يطبقها، وأن يحافظ على شبابه من الانحراف ومن الضياع، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.
- نحتاج لروشتة تقدمها للمقبلين على الزواج؟
المعاشرة الطيبة والأسلوب الحسن والمنهج المستقيم فى معاملة الزوجين لها أهمية كبرى، "ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف"، هكذا يقول القرآن الكريم، يعنى للنساء من الحقوق كما أن للرجال من الحقوق ما شرعه الله سبحانه وتعالى، لهن مثل الذى عليهن، يعنى أن للنساء حقًا وعليهن واجب.
- كيف ترى الرئيس السيسى؟
أراه قائدًا مخلصًا لوطنه، وطنيّا من الدرجة الأولى، وأعماله وإنجازاته فى الواقع لا حصر لها، وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه فهو منحة من الله لمصر.
- هل من كلمة للشباب للحفاظ على وطننا؟
إننا نسير على الجادة، كلما أخلصنا مع الله، وكلما أرضينا الله سبحانه وتعالى رضى عنا، ونعلم أن الحياة التى يمر بها العالم وظاهرة الغلاء العالمية التى كان لها صدى علينا وعلى غيرنا، تستوجب منا أن نصاعف العمل، وأن نضاعف الجهد والتنمية، وأن يخلص كل منا فى عمله، وإلى جانب ذلك ألا يصيبنا يأس ولا قنوط ولا تبرم، بل نرضى ونسير ونعلم أن الله سبحانه وتعالى يجعل مع العسر يسرا.
- تمر مصرنا والعالم بأزمة اقتصادية.. بم تنصح المصريين؟
الحديث الشريف يقول المحتكر "خاطئ"، والمحتكرون عقوبتهم فى الدنيا قبل الآخرة، وينبغى علينا فى وقت الأزمات ألا نشدد على عباد الله ولا على الفقراء ولا المحتاجين، ولا على غيرهم لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، الاحتكار ظاهرة من أبشع ظواهر الظلم، وكما قال عليه الصلاة والسلام: الظلم ظلمات يوم القيامة، اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح قد أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم، وأنادى المحتكرين والمغالين على الناس وأقول لهم ثوبوا إلى رشدكم وتوبوا إلى ربكم، وكونوا عونًا لإخوانكم جميعًا.