هل يتسبب غرق ناقلة النفط روبيمار في كارثة بيئية في مياه البحر الاحمر ؟
اثار نبأ غرق حاملة النفط السفينة روبيمار البريطانية التي أعلنت القيادة المركزية الأميركية اليوم الأحد رسميا غرقها في البحر الأحمر بعد إصابتها بصاروخ حوثي باليستي كانت تحمل ما يقرب من 21 ألف طن متري من سماد كبريتات الأمونيوم وهو ما يشكل خطرا بيئيا في البحر الأحمر ومن المحتمل ان يحدث تلوثا بيئيا شديدا من ناحية حجب اشعة الشمس ونقص الاوكسجين.
ودخلت الحكومة اليمنية في سباق مع الزمن أملاً في انتشالها والحد من الآثار التي ستخلفها حمولتها على البيئة البحرية في البلاد ومحيطها بإمكانات محدودة و حذر مسؤول يمني من المخاطر الكارثية على البيئة البحرية بسبب حمولة السفينة من الأسمدة والزيوت داعياً إلى الإسراع بعملية انتشالها.
وأوضح رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن فيصل الثعلبي أن السفينة الغارقة تحتوي على مشتقات نفطية مكونة من المازوت بنحو 200 طن والديزل بنحو 80 طناً، ويقول إن هذه المواد الخطرة جداً ولها آثار سيئة طويلة جداً على التنوع البيولوجي المميز للبحر الأحمر وأيضاً تلويث الشواطئ والجزر المتاخمة إضافة إلى تأثيرها أيضاً على المجتمع المحلي الذي يعتمد على الصيد بوصفه مصدراً أساسياً للعيش.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد استهدفوا السفينة بالصواريخ في 18 فبراير في سياق هجماتهم المتصاعدة في البحر الأحمر وخليج عدن ضد سفن الشحن ما أدى إلى إصابتها وغرقها تدريجياً، مع تعذر عمليات الإنقاذ.
واعتبر خبراء البيئة ان أثر التلوث البيئي جراء غرق السفينة سيمتد أيضاً إلى آبار المياه سواء السطحية أو القريبة جداً من مواقع التلوث وكذلك تلوث محطات التحلية التي تعتمد على مياه البحار سواء في الجزر أو المناطق المتاخمة التي تعتمد على مياه البحر في التحلية واستخدامها مصدراً أساسياً للحصول على مياه الشرب.
ولن يقتصر التأثير البيئي بسبب الحمولة من الوقود وفق الثعلبي بل إن البيئة البحرية ستلوث أيضاً بسماد فوسفات الكبريت من خلال تفاعل هذه المواد مع مياه البحر حيث سينتج عنها تحرير بعض الأيونات مثل أيون الكبريت وأيون الفسفور الذي يكون بنسب كبيرة وهذه الزيادة لها تأثير وفق المسؤول اليمني على انخفاض في مستويات الأوكسجين وذلك سيؤدي إلى خلل بيئي في مياه البحر وسيؤثر سلباً في صحة التنوع البيولوجي الذي تتميز به البحار.
ويوضح الثعلبي أن تلوث البحر سيساعد على نمو الطحالب التي ستستهلك الأوكسجين وستحجب ضوء الشمس عن الأحياء الموجودة في البحر ويؤكد أن هذه المواد وتسريبها إلى البحار أو إلى شبكات الصرف الصحي لها آثار سيئة على البيئة وعلى صحة الإنسان على حد سواء.