اللواء دكتور طارق سمير في حديث من القلب للنهار :
لا توجد دولة في العالم دعمت القضية الفلسطينية بحجم مصر
- مصر تستحوذ علي قرابة ثلاثة ارباع المساعدات الي غزة
-مصر وقطر تعملان علي مدار الساعة لأنجاح صفقة الاسري والهدنة
- نموذج جنوب افريقيا في محكمة العدل الدولية يحتذي
- العلاقات المصرية التركية ستنعكس ايجابا علي الاقليم المشتعل
- لا امل حتي الان في وقف الحرب الروسية الاوكرانية قريبا
حوار اجراه نوفل البرادعي
دائما وابدا ما يتميز القادة العسكريين بالنظرة التحليلية الشاملة والرؤية بعيدة المدي لذا نحرص في جريدتنا الغراء النهار علي لقاء هؤلاء الخبراء والمحللين لقراءة اكثر تفصيلا لتعقيدات الموقف في الاقليم المشتعل والذي انخرطت فيه امربكا بأنحيازها الاعمي لتل ابيب في الصراع لدرجة وصف البعض لأسرائيل بأنها اكبر حاملة طائرات برية امريكية في العالم ويرددون حديثا للرئيس بايدن لولم تكن اسراىيل موجودة لاوجدناها.
لذا التقينا اللواء دكتور طارق سمير الخبير الاستراتيجي والامين العام لمركز السلام العالمي والمجلس الوطني لمكافحة التطرف والارهاب والفساد والامين العام لمؤسسة مكاني .
س : تردد في الايام الاخيرة انباء عن اقتحام رفح بريا واعادة اسرائيل لاحتلال فيلادلفيا علي حدودنا نود ان نستوضح الامر ؟
ج : ان امعان اسرائيل في تسويق الاكاذيب حول محور فيلادلفيا او صلاح الدين هو محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لأحتلال هذا الممر الحدودي بين غزة وسيناء المصرية وذلك في مخالفة صريحة للاتفاقيات والبروتكولات الموقعة بين البلدين .
وكانت الهيئة العامة للاستعلامات قد اكدت علي ان اي تحرك اسرائيلي باتجاه اعادة احتلال محور فيلادلفيا سيؤدي الي تهديد خطير وجدي للعلاقات بين مصر واسرائيل .
س : كيف تنظرون الي كميات المساعدات المقدمة من مصر الي الاشقاء في غزة؟
ج: اري ان كميات المساعدات المصرية الكبيرة المقدمة للاشقاء في غزة هي بادرة انسانية عظيمة وتظهر عمق الروابط الاخوية بين مصر وفلسطين وتعكس حرص مصر علي تخفيف معاناة سكان غزة الذين يعيشون ظروفا انسانية صعبة بسبب الحصار الاسرائيلي وتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني من غذاء ودواء ومواد طبية ودعم صمودهم في وجه الظروف الصعبة والتأكيد علي وقوف مصر الي حانبهم في نضالهم من اجل الحرية والاستقلال .
وتعد مصر اكبر دولة عربية في مسألة تقديم الدعم للقضية الفلسطينية منذ عقود حيث قدمت مصر اكثر من ١٠٠ الف شهيد لنصرة القضية الفلسطينية وفي قطاع الدعم العيني والاقتصادي للاشقاء في غزة واليوم تلعب القاهرة دورا محوريا في الوساطة مع الشقيقة قطر في مفاوضات التوصل الي اتفاق وقف النار والهدنة الانسانية اضافة الي الدور الكبير الذي تلعبه القاهرة بين الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف الوطني الفلسطيني.
ومنذ اليوم الاول الحرب في غزة ابدي الرئيس عبد الفتاح السيسي موقف مصر الواضح والمساند للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في منع ورفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية علي حساب مصر وهو تم تأكيد رفضه مرارا .
س : ما هو تقييمكم للدعوات البريطانية الامريكية بالتلويح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ؟
ج : من المهم ان نشير الي ان هذه الدعوات ليست بالجديدة فقد سبق ودعتا البلدين الي ذلك وهناك مراقبون يعتبرونها دعوات دبلوماسية فقط ولا تهدف الي احداث تغيير علي أرض الواقع وهناك فريق اخر يعول علي جديتها بدليل حديث بعض المسؤلين الانجليز والامريكان وتأكيدهم علي التزامهم بحل الدولتين وانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهناك تغيير في سياسة الادارة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية أكثر ايجابا من الماضي وتمارس امريكا بعض الضغط علي اسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة.
ومن الصعب الجزم بجدية دعوات واشنطن ولندن في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت الحالي والمهم هو مراقبة التطورات في الفترة المقبلة لمعرفة ما اذا كانت هذه الدعوات ستترجم الي خطوات عملية علي ارض الواقع ولكن للأسف الموقف الاسرائيلي المناوىء لقيام دولة فلسطينية مستقلة ولن توافق تل ابيب دون ضغوطا دولية قوية وهناك حالة الانقسام الفلسطيني وهو كفيل بأعاقة قيام دولة مستقلة والوضع الدولي المتأزم في استمرار الحرب الروسية الاوكرانية والانقسام بين القوي الكبري في مجلس الامن الدولي كلها عوامل لا تصب في مصلحة القضية الفلسطينية .
س: في ملف حرب روسيا واوكرانيا هل هناك افق جديد لوقف الحرب مع دخولها العام الثالث ؟
ج : للأسف الشديد مع دخول حرب روسيا في اوكرانيا عامها الثالث لا يزال افق وقفها غير واضح وذلك لان روسيا تصر علي تحقيق اهدافها في الشرق الاوكراني وضمان عدم دخول اوكرانيا الي عضوية الناتو وترفض اوكرانيا الاستسلام وتصر علي استعادة كامل سيادتها وتدعم الدول الغربية كييف في ذلك عسكريا واقتصاديا وتفرض اشد العقوبات علي موسكو وهناك عدد مؤشرات علي قرب انفراجة في الصراع اولها بداية المعاناة علي الجانبين بشريا واقتصاديا وعسكريا وهو ممكن ان يدفع الب مفاوضات سلام واحتمالات تقسيم اوكرانيا الشرق موال لروسيا والغرب للناتو .
س : تواصل جمهورية جنوب افريقيا في اعطاء المزيد من الدروس للعالم في الحفاظ علي الرقي الاخلاقي علي خلفية مواجهة تل ابيب في محكمة العدل الدولية ما هو تعليق سيادتكم ؟
ج : نعم اتفق تماما في ان جمهورية جنوب افريقيا ضربت اروع الامثلة في الرقي الاخلاقي علي خلفية اصرارها علي محاسبة تل ابيب امام العدل الدولية بتهمة الابادة الجماعية وذلك علي التزام جنوب افريقيا بمباديء العدالة والمساواة وسعيها لتعزيز ثقافة السلام والمصالحة ومن المهم جدا ان تلعب بريتوريا وتستمر في هذا الدور الريادي في هذا المجال .
ويعد حكم العدل الدولية في موضوع الابادة الجماعية في غزة معتدلا حيث انه من الممكن ان تتأثر احكام المحكمة بالسياسة الدولية لأن تمويلها من اعضاء الامم المتحدة.
س : لماذا الاصرار الامريكي الاسراىيلي علي اعادة انتاج صفقة القرن المزعومة من خلال تهجير الفلسطينيين ؟
ج: من الصعب الجزم بوجود اصرار امريكي اسرائيلي في مسألة اعادة العمل بصفقة القرن وان كانت هناك ضغوطا دولية مختلفة علي رفض موضوع تهجير الفلسطينيين من اراضيهم وليعلم القاريء العزيز ان صفقة القرن هي خطة سلام امريكية تهدف الي حل الصراع الفلسطيني الاسراىيلي وكان الرئيس الامريكي السابق ترامب قد اقترحها في عام ٢٠٢٠ ورفضها الفلسطينيين بشكل قاطع.
س : مؤخرا شهدت القاهرة حراكا دبلوماسيا علي مستوي القمة مع تركيا والبرازيل نود ان نعرف اثار ونتائج هذا الحراك ؟
ج: بالنسبة للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس التركي اردوغان للقاهرة هي الاولي من نوعها بعد ١١ عاما من القطيعة وجاءت لتطبيع العلاقات بين البلدين وتم مناقشة ملفات اقتصادية وامنية وقضايا اقليمية والحديث عن شراكة استراتيجية وبحث قضايا ليبيا والعراق وسوريا ونحتاج الي مزيدا من بناء الثقة بين البلدين لكي يتم تحقيق نتائج ملموسة علي ارض الواقع ومن الممكن ان يكون للزيارة اثر ايجابي علي المنطقة بأكملها .
وفي ملف العلاقات بين مصر والبرازيل تعد زيارة الرئيس دا سيلفا زيارة بالغة الاهمية وتهدف الي دعم وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين وبين الدول العربية وامربكا اللاتينية.
س : من يعطل صفقة تبادل الاسري بين حماس وتل ابيب ؟
ج: حقيقة الامر ان الجهود لا تزال متواصلة في موضوع تبادل الاسري والهدنة الانسانية في القاهرة برعاية مصرية ومشاركة اقليمية ودولية وتستمر الجهود بغية التوصل الي اتفاق شامل ينهي التصعيد الاخير ويفضي الي هدنة دائمة وتبذل جهودا كبيرة لتذليل العقبات حاليا للاتفاق علي وقف النار في غزة.