الدفاع الامريكية تبدي تخوفها من نقل تقنيات عسكرية روسية حديثة الي ايران
شهدت منطقة الشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية حدثين عسكريين يثيران الأسئلةالأول في اليمن حيث أطلق الحوثيون مرتين خلال شهر ديسمبر عشرات المسيرات والصواريخ دفعة واحدة أو في أوقات متقاربة حيث كان الهجوم الأكبر يوم 26 ديسمبر 2023 وقال بيان القيادة المركزية حينها إن القوات الأميركية تصدت لـ 12 طائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه و3 صواريخ باليستية مضادة للسفن وصواريخ كروز هجومية برية في جنوب البحر الأحمر أطلقها الحوثيون على مدى الـ10 ساعات.
أما الحدث الثاني فكان في يوم 28 يناير حين شنّت ميليشيات موالية لإيران هجوماً مسيّراً على قاعدة للجيش الأميركي في الأردن ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات في حين أوضح مسؤول في البنتاجون أن القيادة المركزية ما زالت تحقق في ما حصل وليست هناك نتائج بعد.
ربما تكون هاتان العمليتان الأولى في اليمن والثانية على الحدود الأردنية خطيرتان جداً لكن فقط بالصدفة حيث إن الحوثيين يتبعون مبدأ الكثافة في القصف لتخطّي الدفاعات عالية التقنية كما يُحتمل أن تكون إصابة الثكنة الأميركية نتيجة خطأ من قبل إدارة الدفاعات لكن ما يجب أن يقلق الأميركيين وغيرهم أن تكون إيران نقلت تقنيات أو خططاً عسكرية روسية إلى الميليشيات التابعة لها في منطقة الشرق الأوسط، وهذا بحدّ ذاته تطور خطير.
فالقصف المكثّف بإرسال المسيرات لتضليل الرادارات، ثم القصف بصاروخ موجّه هو خطة روسية اتبعها الجيش الروسي عشرات المرات لقصف المدن والبنى التحتية الأوكرانية منذ العام 2022.
كما أن وصول مسيرة أو صاروخ موجّه إلى ثكنة أميركية حصينة يستطيع أن يكون تطويراً لتقنيات الطيران المسير أو الصواريخ الموجّهة بتقنيات روسية.
وكانت العلاقات العسكرية الإيرانية الروسية ألقت بثقلها على الأميركيين عندما أعلنت طهران أنها ستزوّد روسيا بالمسيرات وأنواع أخرى من الصواريخ والذخيرة التي استعملتها لاحقا القوات الروسية في الحرب الأوكرانية.
وقد مضى على هذا الاتفاق أكثر من عام واستفادت روسيا منه بالفعل إلى حد كبير فترسانتها من المسيرات والصواريخ كانت تنخفض بشكل متسارع فاستعانت عشرات المرات بالمسيرات الإيرانية لقصف كييف ومدن أوكرانية أخرى فضلا عن البنية التحتية كما عمدت القوات الروسية إلى إرسال العشرات من المسيرات لتضليل الرادارات الأوكرانية، وتتبعتها بصواريخ أكثر دقة وأكثر تكلفة في حين اعتبر الأميركيون أن مساعدة إيران لروسيا بالذخيرة أمر خطير على مسار الحرب في أوكرانيا.
لكن الولايات المتحدة اعتبرت أيضاً أن استفادة طهران من موسكو في مجال الأسلحة هو أمر بذات الخطورة وله تداعيات على أمن دول الشرق الأوسط خصوصاً أن السلطات الإيرانية ستتمكن من الاستفادة من بعض التقنيات الروسية لتطوير ترسانتها وربما تعطي هذه التقنيات والتكنولوجيا للميلييشيات التابعة لها في الشرق الأوسط أكانت في العراق أو سوريا أو في لبنان واليمن.
إلا أن الأميركيين لم ينفوا الأمر بشكل قاطع بل أوضحوا أنهم تمكنوا خلال الأشهر الماضية من وضع اليد على الكثير من المسيرات والصواريخ التي أطلقها الحوثيون وعناصر الميليشيات الموالية لإيران التي استطاعت المختبرات الأميركية تعقّب مصادر تصنيعها وتتوصل إلى خلاصة مفادها أنها إيرانية أو أن فيها قطعا اشتراها الإيرانيون من السوق الدولية، بما في ذلك الأسواق المفتوحة والمتاجر في أوروبا أو الصين أو كوريا الجنوبية لكن ليس هناك ما يشي حتى الآن بأن الإيرانيين حصلوا على تقنيات روسية أو قطع روسية ووضعوها في المسيرات والصواريخ، ثم أعطوها للميليشيات.
حتى إن تقرير الاستخبارات العسكرية الأميركية عن علاقة الإيرانيين بالحوثيين والتفاصيل الكثيرة التي أوردها عن الصواريخ والمسيرات لم يشر إلى أية تقنيات روسية جديدة أو مستجدة.
ومن جهته أوضح جوناثان لورد مدير برنامج أمن الشرق الأوسط أن موسكو تبني مصنعاً في روسيا لإنتاج المسيرات الإيرانية بأعداد كبيرة قائلاً "يجب أن نتوقع تحسين المهندسين الروس لهذه المسيرات كما أضاف سيكون من الغباء ألا نتوقّع عودة هذه المسيرات إلى إيران ثم نشرها في المنطقة على يد الميليشيات.
إلى ذلك يوجد وجه إضافي للتعاون الروسي الإيراني على مستوى التسليح ويتجسد في عمل الحرس الثوري الإيراني مع قاعدة حميميم في سوريا ومن ضمنه تعزيز الدعم لحماية البنية التحتية للحرس وكافة التشكيلات المنضوية تحت قيادة العمليات الإقليمية لفيلق القدس في سوريا من قبل الجانب الروسي بحسب تصريحات بسام بربندي الدبلوماسي السوري السابق وأضاف بربندي للعربية.نت "إن قيادة فيلق القدس طلبت تفعيل منظومة الدفاع الجوي S400 الموجودة في سوريا تحت إشراف روسي كامل لحماية عناصرها ومقراتها المنتشرة في البلاد.