من هما القاضيان اللذان مثلا جنوافريقيا واسرائيل في جلسة العدل الدولية اليوم ؟
اليوم الجمعة السادس والعشرين من شهر يناير 2024 والعالم كله كان مترقبا للقرارات الهامة والتاريخية بوصف عددا من المراقبين والخبراء في لحظة تاريخية بوقوف اسرائيل امام العالم اجمع وهي في وضعية المتهم وانها ليست الدولة فوق القانون كما تدعي واليوم وفي اعقاب اصدار محكمة العدل الدوزلية لقراراتها بشأن ما إذا كانت ستحدد إجراءات عاجلة ضد إسرائيل بخصوص اتهامات جنوب أفريقيا بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة إبادة جماعية تقودها الدولة ضد الفلسطينيين.
وانضم إلى القضاة الخمسة عشر في محكمة العدل الدولية المعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية في هذه القضية قاض معين خصيصا من جنوب أفريقيا وقاض آخر من إسرائيل وهما شخصيتان مميزتان في بلديهما ولهما تاريخ شخصي غير عادي وستصدر قرارات المحكمة الملزمة قانونا بالأغلبية البسيطة لكن المحكمة لا تملك آلية لتنفيذها.
* القاض الجنوب افريقي ديكجانج موسينيكي
- موسينيكي (76 عاما) هو أحد كبار القضاة المتقاعدين في جنوب أفريقيا الذين ناضلوا ضد سياسة الفصل العنصري ولعبوا دورا رئيسا في تحول البلاد إلى الديمقراطية.
- سُجن عندما كان عمره 15 عاما بسبب احتجاجه على الفصل العنصري وأمضى 10 سنوات في سجن جزيرة روبن سيئ السمعة في جنوب أفريقيا، حيث أصبح صديقا لنيلسون مانديلا.
- درس موسينيكي للحصول على شهادته الجامعية خلف القضبان وعمل محاميا بعد إطلاق سراحه وطلب منه مانديلا في وقت لاحق المساعدة في صياغة الدستور المؤقت لجنوب أفريقيا والإشراف على أول انتخابات ديمقراطية.
- تم تعيينه في المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا عام 2002 وفي عام 2005 تم تعيينه نائبا لرئيس المحكمة العليا وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده عام 2016.
- في مقابلة مع جامعة أكسفورد عام 2021 حول سيرته الذاتية أشار إلى أنه كان لديه إحساس عميق بالصواب والخطأ عندما كان طفلا.
وقال كان الفصل العنصري بالفعل مُعلما كبيرا مثل معظم الدول... لقد علم الناس عدم المساواة
ويتمتع موسينيكي بسمعة طيبة باعتباره قاضيا منصفا صاحب رؤية واسعة يتتبع وقائع القضايا.
* القاض الاسرائيلي أهارون باراك
- باراك (87 عاما) هو أحد الناجين من المحرقة النازية (الهولوكوست)، ولد في ليتوانيا عام 1936 وتقلد منصب رئيس المحكمة العليا في إسرائيل.
- هو أحد الأطفال القلائل الذين نجوا من الحي اليهودي في مدينة كوفنو (كاوناس) بوسط ليتوانيا خلال الحرب العالمية الثانية وقد وصف بقاءه بالمعجزة وقال منذ تلك الحادثة لم أخف الموت قط.
- تم تهريب باراك إلى خارج الحي اليهودي عن طريق والدته التي أخفته في كيس للملابس الرسمية التي كان يتم تصنيعها هناك وهاجر إلى فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني في عام 1947 أي قبل عام من إعلان قيام دولة إسرائيل.
- شغل باراك بين عامي 1975 و1978 منصب المدعي العام الإسرائيلي وفي عام 1978 تم تعيينه في المحكمة العليا وشغل منصب رئيس المحكمة من عام 1995 حتى تقاعده في عام 2006.
- يُعرف باراك بأنه داعم كبير للمحكمة العليا وكان من أشد منتقدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أدت مساعيه لتعديل النظام القضائي العام الماضي إلى حالة من الاستقطاب العام.
- في مقابلة أجرتها معه صحيفة جلوب اند ميل الكندية اليومية في نوفمبر الماضي عبر باراك عن دعمه للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وقال أتفق تماما مع ما تفعله الحكومة وردا على سؤال حول الاتهامات بأن إسرائيل تشن حرب إبادة جماعية في غزة قال باراك إن هذا المصطلح يجب أن يستخدم لوصف هجمات السابع من أكتوبر تشرين الأول التي شنتها حركة حماس على إسرائيل.