مثال في المثابرة والصمود.. ”وائل الدحدوح” قصة أبكت العالم
بيت الشهداء.. الدحدوح يدفع ثمن كلمة الحق بفقدان كامل عائلته
الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي بالكلمة تنكشف الغمة، الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة.
عيسى ما كان سوى كلمة أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فساروا يهدون العالم..
الكلمة زلزلت الظالم ، الكلمة حصن الحرية .
كلمات سطرها عبد الرحمن الشرقاوي عاشت عبر الأزمنة وعبرت عن كثير من الشرفاء، أما عن حر لسان هذا الزمان هو الفلسطينى صاحب كلمة الحق "وائل الدحدوح" الذي يدفع ثمن كلمة الحق كل يوم بفقدان عزيز على قلبه، فكأنما سطرت هذه أبيات الشعر من أجله خصيصا .
وجاء يوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023، ليصبح علامة في حياة وائل الدحدوح ،ونقطة تحول لحياته المهنية والشخصية، حيث فقد عدد من أفراد عائلته في غزة، بمن فيهم زوجته وابنه وابنته إثر قصف إسرائيلي وهؤلاء الأربعة هم آمنة، زوجة وائل، وحفيده آدم، وابنه محمود، 15 سنة، وابنته شام، 7 سنوات.
ينتقمون منا في أولادنا
إلا أن الدحدوح بقي صامدا على عكس المتوقع، فلم يعوقه ذلك عن إكمال مسيرته الصحفية ومتابعته ورصده لجرائم الاحتلال، وظهر الدحدوح وهو ينعي أفراد أسرته، ويتمتم بكلمات تكشف عما بداخله من قهر وألم، منها: "ينتقمون منا في أولادنا".
وفي 7 يناير الحالي استشهد حمزة الدحدوح نجل وائل الدحدوح الأكبر في قصف إسرائيلي استهدف سيارة يستقلها في منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة ، وكان حمزة الدحدوح، وهو صحفي ومصور لدى شبكة الجزيرة، مع صحفيين آخرين في الطريق من مدينة خانيونس إلى رفح عندما استهدفتهم غارة جوية بطائرة مسيرة.
وقال وائل أثناء جنازة ابنه: "لم يكن حمزة مجرد جزء مني، لقد كان أنا بمعنى الكلمة، لقد كان روح روحي، هذه هي دموع الحزن والخسارة، هذه هي دموع الإنسانية".
وأضاف: "أطالب العالم بأن ينظر عن كثب إلى ما يحدث في غزة".
وكانت أخر تغريدة على الحساب الشخصي للشهيد حمزة الدحدوح عبر حسابه على موقع ( حمزة الدحدوح، قال فى رسالته عبارة عن رسالة لوالده بآخر تغريداته: "إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرًا لما صبرت"، والتى نشرها مع صورة لوالده وائل الدحدوح مرتديًا سترة الصحفيين الواقية من الرصاص بينما يقف وسط الركام والأتربة المتصاعدة من مكان أصيب بالقصف الإسرائيلي.
وكانت آخر الأحبة المفقودين أمس الأثنين، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن استشهاد اثنين من أقارب الصحفى الفلسطينى وائل الدحدوح، جراء غارة استهدفت سيارتهما بمدينة رفح الفلسطينية .
وأعلنت وسائل إعلام أن المفقودين هما " محمد وأحمد الدحدوح" 30 عاما و26 عاما ابنا شقيقه اللذان استشهدا في غارة استهدفت سيارتهما .