ما بين الإسقاطات والترفيه.. ”عرافة عمرو أديب” والعرافات الأخرى
منذ عدة سنوات اعتاد برنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي "عمرو أديب" على استضافة خبيرة التاروو "بسنت يوسف" للكشف عن توقعاتها للعام المقبل، حتى إن هناك بعض التوقعات التي ثبت بها صدق تنبؤاتها للعام الحالي 2023 وهو الأمر الذي قد أثار الشك في نفوس الكثيرين بأن تلك التنبؤات ما هي إلا إسقاطات معينة يرغب القائمين على البرامج في تقديمها على لسان المنجمين.
ومن أشهر التنبؤات لخبيرة التاروو "بسنت يوسف" والتي حدثت بالفعل هذا العام، اتخاذ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لقرارات عنيفة هادمة وذلك بالفعل ما حدث بعد اتخاذه قرارات عنيفة تجاه غزة وأهلها حينما صرح بأنه يتوعد بتحويلها إلى أنقاض بعد عملية طوفان الأقصى.
وحول الهدف من تلك الفقرات التنجيمية، حاورت "النهار" خبراء في مجال الإعلام والإذاعة والصحافة للحديث عن الأمر قال الشاعر والإذاعي الدكتور "عمر بطيشة" أن ما يحدث من فقرات التنجيم بالبرامج التليفزيونية أمر غير مقبول واصفا إياه بـ"المهزله"، ومؤكدا أن اعتماد القنوات التليفزيونية واستضافتها لما يسمونه خبراء في الأبراج، نوع من الدجل والشعوذة والنصب على المشاهدين.
وتابع "بطيشة" قائلا:"هو أمر لايليق أبدا بدولة تعيش في القرن ال 21. إلى متى سنظل نعيش في ظل هذه الخرافات وعن طبيعة تلك الفقرات وهل تحمل إسقاطات معينة من القائمين على البرامج قال "بطيشة": "بالطبع قد يحمل كلام المنجمين إسقاطات معينة".
بينما أكد الخبير الإعلامي الدكتور "ياسر عبد العزيز" في تصريحاته الخاصة لـ"النهار"أن"الأبراج جزء من صناعة الترفيه في الإعلام، المنجمون ووسائل الإعلام التي تستضيفهم والصحفيين يعلمون جميعا أن هذه الفقرات ترفيهية وليس لها علاقة بالتنبؤ ولا التنجيم.. من يعلم الغيب ليس موجودا والأمر متعلق بزيادة نسب المشاهدات وتفجير المفاجأت".
وتابع "عبد العزيز" حديثه مؤكدا أن هناك حالة تواطؤ جماعية بين من يدعي التنجيم وهو يعلم جيدا أنه لا ينجم في حقيقة الأمر ولا يعلم الغيب، وبين الصحفي الذي يستضيفه وهو يعلم جيدا انه يستضيف شخصا ليس له علاقة بمعرفة الغيب وأيضا الجمهور يعلم ذلك جيدا.
واستكمل "عبد العزيز" حديثه قائلا: "الجميع يستفاد من وراء تلك الفقرات ويحصل على هدف أو على عائد وبالتالي هي حالة تواطؤ جماعية ضمن صناعة ترفيه".
بينما أوضح الكاتب الصحفي "عماد الدين حسين" رئيس تحرير جريدة الشروق، أنه يجب التفرقة بين التنجيم الذي يحدث في الفضائيات وعلم الفلك، الذي أكد أنه علم مستقل بذاته ليس له علاقة بالخرافات المنتشرة ببعض وسائل الإعلام".
واختتم "عماد الدين" تصريحاته قائلا: "أما أن تحمل تلك الفقرات اسقاطات بعينها فأنا لا أستطيع الجزم بذلك لأنني لا أعلم نوايا القائمين على البرنامج التلفزيوني ذاته".
بينما هاجمت الدكتورة "أماني فهمي" أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، مايحدث على شاشات الفضائيات من استضافة المنجمين والتصديق بحديثهم قائله في تصريحات خاصة لـ"النهار": "المغزى من تلك الفقرات هو إلهاء المشاهدين وشغلهم عن متابعة قضايا مصيرية كالقضية الفلسطينية حاليا".
وتابعت "أماني" حديثها مؤكدة أنه يمكن بالفعل أن يكون المغزى من وراء تلك الفقرات التنجيمية هو بث إسقاطات معينة ولكنها ليست الأسلوب الأمثل لصنع تلك الإسقاطات في الإعلام، وإذا كان لدى المذيع إسقاط بعينه يريد تسليط الضوء عليه لا يجوز الحديث عنه بهذا الأسلوب المتردي البالي.