شيخ المناضلين حافظ سلامة :مرسى لا يصلح لحكم مصر
قال الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية فى السويس، إن الرئيس محمد مرسى لا يصلح للحكم، وإن الحل للخروج من الأزمة الراهنة تشكيل مجلس رئاسى مدنى لإدارة البلاد، وأضاف سلامة، أن الشعب يشعر بالقهر، وسقوط شهداء مجدداً مسؤولية الشرطة والملثمين، معرباً عن رفضه قرار حظر التجول وإعلان الطوارئ. وأكد أن الوضع سيزداد سوءاً إذا لم يتم تشكيل مجلس رئاسى مدنى لإدارة البلاد خلال تلك الفترة، وإلى نص الحوار:
■ بماذا تبرر سقوط شهداء مجدداً فى ذكرى الثورة وعلى من تقع مسؤولية قتلهم؟
- سقوط متظاهرين وشباب أبرياء شهداء دليل على استخدام العنف ضدهم، والمسؤول عنه هو رجال الشرطة والملثمون بعدما تبادلوا إطلاق النار، وللأسف الذين دفعوا الثمن هم المتظاهرون الأبرياء الذين لا ذنب لهم، وحذرت فى بيان لى قبل أحداث ذكرى الثورة من حدوث اعتداءات على المنشآت الحيوية، وناشدت القوات المسلحة ضرورة النزول فوراً لحماية هذه المنشآت، لأن الشرطة دون قوات مسلحة لن تستطيع المواجهة.
■ ما رأيك فى قرارات فرض الطوارئ وحظر التجول على مدن القناة؟
- أعتقد أنه لا مبرر لهما فكيف يقيد جميع المواطنين بهذا الحظر، وليس لهم ناقة أو جمل فى الأحداث ولمدة شهر، خاصة أن اقتحام أقسام الشرطة وأعمال الشغب والبلطجة بالمحافظة كانت على بعد أمتار من مديرية أمن السويس وحرق النيابة الإدارية وسرقة التربية والتعليم وديوان المحافظة القديم، وكل هذا حدث فى وضح النهار أمام أعين الجميع.
■ بماذا تفسر وقوع هذه الأحداث فى مدن القناة؟
- لأن السويس انطلقت منها شرارة ثورة يناير الأولى، وهناك أياد خفية تسعى لتدمير البلاد من الداخل والخارج، ومن المؤسف جداً أن أهالى القناة بالمدن الثلاث التى كانت شهدت حروباً متوالية عليها لا ترى نور الحرية بما قدمته من تضحيات ضد كل اعتداء على مصر الحديثة، أما قناة السويس فهى ملك للشعب ولابد أن يحافظ الشعب عليها، لأنها شريان عالمى يدر على مصر أكثر من ٦ مليارات دولار كل عام، ولا يمكن أن يفكر أى مواطن أن يضرب شريان مصر.
■ صف لنا حال السويس الآن؟
- أسوأ من السوء نفسه، المحال التجارية مغلقة خشية أى هجوم جديد، إضافة إلى أن الأهالى هربت أغراضها خشية سرقتها، وهناك حالة من الرعب لدى الشعب وشكلنا لجاناً شعبية من الشباب والأهالى لحماية المنشآت المهمة والمنازل والمساجد ولجاناً أخرى لحراسة الأحياء وجميع المداخل والمخارج بعد غياب الشرطة وهروبها.
■ من المسؤول عما حدث فى السويس ومحافظات مصر؟
- الرئيس محمد مرسى، لأنه رئيس مصر، ووعد فى خطاباته والبرامج التى وزعها على المصريين بإعادة الأمن، وهذا لم يحدث للأسف الشديد، إضافة إلى أن حكومته فاشلة، ولا يمكن أن تستمر بهذا الشكل، لأنها فشلت فى حماية المصريين وتوفير لقمة العيش لهم فى ظل الارتفاع المستمر فى الأسعار.
■ وبماذا تطالب الرئيس مرسى؟
- أطالب بإعادة تقدير الأمور، ولابد من تشكيل مجلس رئاسى مدنى منتخب من الشعب، فالرئيس لا يستطيع أن يتحمل العبء بمفرده.
■ وماذ عن الحكومة؟
- لابد أيضاً من تشكيل حكومة ثورة جديدة تتخذ قرارات ثورية وفورية لإنقاذ مصر من تردى الأحوال، وكان يجب أن تكون هناك محكمة فورية وثورية تقضى بالحكم على من قتلوا الشباب المصرى فى الشوارع، وهم معروفون وتسأل أين أموال الدولة المصرية التى سرقت ونهبت.
■ كيف سيكون الوضع إذا استمرت مصر فى هذا الاحتقان؟
- يبقى ذنب مرسى على جنبه، وكأنه يريد أن، تستمر البلد فى عدم الاستقرار والأمن والأمان من خصومه والمتربصين بالبلد، كل ذلك ليس فى مصلحة مصر.
■ فى الذكرى الثانية للثورة هل تعتقد أنها حققت أياً من أهدافها؟
- لم يتحقق أى هدف للثورة حتى الآن، لا أمن ولا أمان ولا استقرار ولا عدالة ولا تطبيق وتنفيذ للأحكام القضائية النهائية مما يسىء للنظام الحالى بأكمله فلم يحدث أى تغيير منذ ثورة ٢٥ يناير حتى الآن لا نرى أى تقدم فى المجالات المختلفة بل على العكس ازداد الموقف سوءاً من ارتفاع فى أسعار المواد الغذائية الضرورية للشعب مما يصعب معيشة المواطن الغلبان ويزيد القهر كذلك البطالة وأزمة الوقود فى ازدياد، حيث لم نر إجراءات عملية لمواجهة البلطجة، والوضع فى تدهور.
■ هل ترى أن الثورة تم اختطافها؟
- الشعب لم يكن له هدف إلا تنحية النظام البائد عندما وكان هدفه أن تعيش مصر حرة كريمة ثار ولكن للأسف ابتلينا بهذا الحكم، وهذه الفئة التى تدير البلاد، ولم تختر لنا الرجل المناسب فى المكان المناسب من الوزراء كل فى تخصصه فقد ساءت حالة العباد والبلاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
■ ما تقييمك لأداء الرئيس مرسى بعد أكثر من ٦ أشهر فى الحكم؟
- «ما ينفعش»، وغير قادر على الحفاظ على كرسيه بقصر الرئاسة، فعندما حدثت مظاهرات أمام الاتحادية وضع الأمن حواجز أمامه لحمايته، وأعتقد أن نظاماً لم يستطع تأمين رئيس أو مواطن لا يستحق البقاء هذا، بالإضافة إلى أننا لا نرى سوى تخبطات لقرارات تصدر من الرئاسة وتلغى، ومنها نتعجب لماذا صدرت دون دراسة، فضلاً عن أن مرسى لم يستطع النهوض بمصر، ولن يقدر عليها، وأتحدى أن يقول لى الرئيس: ماذا فعل منذ تحمله هذه الأمانة سوى أنه سعى كثيراً لأخونة الدولة. وأقول لمرسى اتق الله فى مصر، لأنها غالية على كل مواطن، ولن نفرط فى أى حبة رمل منها، ولن يرضى شعبها بالمذلة بعد عناء أكثر من ٦٠ عاماً.
■ كيف ترى تدخلات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة فى شؤون الدولة الداخلية والخارجية؟
- المرشد العام يعترف بحدوث تجاوزات من جماعته فى بيان سابق له، ويعلمون علم اليقين أخطاءهم التى لا يقبلها أحد سواء تصريحات «العريان» عن يهود مصر، التى استنكرها الجميع وغيرها من التجاوزات.
■ ما رأيك فى تصريحات الرئيس والحكومة حول الوضع الاقتصادى ومحاولة التعتيم والتقليل من الأزمة الراهنة؟
- أولاً لابد أن نعلم علم اليقين أن وراء هذه الأزمة رجال النظام السابق، حيث لديهم مدخرات كبيرة فى الداخل والخارج، وقد اصطنعوا هذه الأزمة فى وقت لم يستطع الرئيس مرسى أن يخرج البلاد منها، ثانياً، ما يزعج الناس تصريحات دون أعمال إيجابية، وقد اشتعلت الأسعار فى الأسواق نتيجة ارتفاع الدولار، الذى وصل لأول مرة إلى ٦.٨٠ قرش، وفى السوق السوداء إلى ٧ جنيهات.
■ من وجهة نظرك كيف تتجاوز مصر أزمتها الاقتصادية؟
- لن يستطيع محمد مرسى أو قنديل أن يعبرا هذه الأزمة لأن جميع الوزراء يجلسون فى مكاتبهم، ولم ينزل أحد منهم إلى الشارع وأقولها بكل صراحة يا مرسى التركة ثقيلة، ولن تستطيع لا أنت ولا جماعتك أن تخرجوا مصر من هذه الأزمة، ولو كنتم صادقين فلدى الجماعة من يستطيعون إقراض الدولة من مدخراتهم وما أكثر ما فى الداخل والخارج.
■ ما رأيك فى الصكوك الإسلامية، وهل ستكون هى الحل؟
- الصكوك الإسلامية رفضها الأزهر الشريف، أما الحل فيستطيع المواطنون فى الخارج بكل سهولة تغطية حاجات مصر إذا اطمأنوا للحكام الذين يحكمون الآن، فعندهم المليارات، ولكن يفتقدون الثقة فى النظام الحالى، وأنا كنت فى نيويورك وجدت العامل أجره ١٠ دولارات فى الساعة لديهم ملايين الدولارات، والمدهش وجدتهم كلهم صعايدة فإيراد ١٠ أيام يغطى الأزمة الاقتصادية فى مصر، لأن فى ناس فى الخارج لديهم الملايين لو فكروا فى استثمار أموالهم بمصر ستنتهى الأزمة.
■ هل تتوقع ثورة جياع فى مصر؟
- لا أتوقع أن تحدث بمصر ثورة جياع، فالمصرى صبور مثل الجمل، ويجوع ولا يفرط فى عرضه ولا وطنه.
■ ما رأيك فى إعادة التحقيق فى قضايا قتل الثوار؟
- كلها فى الهواء سيخرج لنا رأى قانونى يقول هذه الأحكام السابقة لا رجعة فيها واستقلالية القضاء، والله يعوض على أصحاب هذه الدماء التى سالت دون أن نعلم من وراء تدفقها فى الشوارع، ولكن قصاص الله لا محالة سيأتى لأنه العادل.