النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 01:48 صـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

هل تنجح مساعي المبعوث الاممي باتيلي لجمع الاطراف الخمسة في ليبيا من اجل تهيئة الاجواء لاجراء الانتخابات ؟

جانب من لقاءات باتيلي مع رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الليبي
جانب من لقاءات باتيلي مع رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الليبي

في اعقاب الاتصالات المكثفة واللقاءات الثنائية التي يجريها المبعوث الاممي عبد الله باتيلي الي ليبيا من اجل جمع الفرقاء علي تشكيل حكومة موحدة تدير عملية الانتخابتات المزمع اجراؤها في ليبيا يتجه المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي نحو الدعوة إلى ما يشبه المؤتمر الوطني العام بعد فشل مبادرته بجمع الشخصيات الأساسية في المشهد السياسي حول طاولة خماسية تضم كلا من المجلس الرئاسي ومجلس النواب وقيادة الجيش ومجلس الدولة وحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها.

وطبقا لتقارير الخبراء والمراقبون والمتابعون للمشهد الليبي فأن باتيلي سيتجاوز البند الأول من مبادرته ويمضي لمحاولة تنفيذ البند الثاني والذي يتمثل في إجراء مشاورات مركزة مع طيف أوسع من الأطراف الليبية الأخرى كي يتسنى للفاعلين المؤسسيين أخذ مقترحاتهم حول كيفية تسوية المسائل الخلافية العالقة والتمهيد لإجراء الانتخابات بعين الاعتبار أثناء مفاوضاتهم وان من بين أصحاب الشأن هؤلاء الأحزاب السياسية والأطراف العسكرية والأمنية الفاعلة والشيوخ والأعيان والمكونات الثقافية واللغوية والأكاديميون وممثلو الشباب والنساء والمجتمع المدني.

يقول الدكتور جمعة العيسي استاذ وخبير العلاقات الدولية الليبي أن باتيلي سيقوم بجولة في المدن الكبرى كبنغازي وسبها ومصراتة وبني وليد والزنتان والزاوية لعقد اجتماعات مع القيادات الاجتماعية وزعماء القبائل وعمداء البلديات والناشطين الحقوقيين والسياسيين وممثلي الجماعات المحلية وغيرهم والبحث معهم في أفضل السبل الضامنة لإطلاق حوار وطني واسع وشامل وهو مسبقا قد اعترف بصعوبة مهمته وقال إن المشكلة أن معظم القادة لا يريدون الانتخابات وعودة الاستقرار ما يهمهم هو المكاسب غير المتوقعة من النفط والاستمرار في ضمان الوصول إلى جزء من هذا المورد.

و اضاف العيس ان أعلان مجلس النواب والقيادة العامة للجيش رفضهما لمبادرة الطاولة الخماسية وبررا موقفهما بتجاهل البعثة الأممية لحكومة أسامة حماد التي تتخذ من بنغازي مقرا لها وعدم دعوتها إلى الحوار الخماسي وهو ما صعب مهمة باتيلي في تجميع الفرقاء الليبيين من اجل الاتفاق علي ورقة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وعقد باتيلي اجتماعا مع عدد من قيادات وعناصر حراك 17 فبراير للإصلاح بحضور رجال أعمال وناشطين سياسيين وحقوقيين من بينهم محمد الطاهر عيسي وإدريس غريبة وأسامة فكرون ومحمد الشتيوي ونعيم الغرياني وعيسى التويجري.

وكشف العيسي النقاب عن إن الفرقاء استمعوا إلى المبعوث الأممي الذي استعرض الصعوبات والتعقيدات التي تواجه المشهد السياسي في ليبيا وحث الحضور على إيجاد مخرج للانسداد السياسي في البلاد وقدم إحاطة حول آخر المستجدات في المشهد ونتمنى ان يستطيع باتيلي الوصول بالليبين إلى تفاهمات تنهي الانسداد السياسي وتخرج بحكومة محدودة المهام تشرف على الانتخابات وتطرق إلى العوائق القانونية وبعض الأطراف التي لا مصلحة لها في إجراء الانتخابات وضرورة أن تكون القوانين الانتخابية توافقية لضمان سير العملية الانتخابية”.

خاصة وان الحوار المجتمعي والوطني المزمع عقده يجب أن يبنى على أسس واضحة ومعايير موثوقة للوصول إلى الانتخابات والاستقرار وأردف أن الحراك طلب من باتيلي ضمان التوازن بين المشاركين في الحوار الذي يجب أن يمثل الأحزاب والحركات السياسية والقيادات المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني مع تمثيل عادل للمكونات الثقافية، والشباب والمرأة وفي فبراير الماضي أعلن باتيلي أنه بصدد الإعداد لإطلاق مبادرة تهدف إلى السماح بتنظيم وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في العام 2023.

وأكد أنه لإنشاء لجنة توجيهية رفيعة المستوى لليبيا ستكون مسؤولة عن تسهيل اعتماد إطار قانوني وخريطة طريق مرتبطة بجدول زمني لإجراء الانتخابات في عام 2023 وتحقيق توافق حول قضايا ذات صلة مثل أمن الانتخابات واعتماد مدونة لقواعد السلوك للمرشحين وأضاف العيسي أن من شأن هذه الآلية جمع كل الجهات الليبية الفاعلة بما فيها ممثلو مؤسسات سياسية وشخصيات سياسية مهمة وزعماء قبائل ومنظمات من المجتمع المدني وجهات أمنية ونساء وشباب وفق المبعوث الأممي.

وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر2021، لكن جرى الدفع بها إلى أجل غير مسمى بسبب معلن وهو الخلافات حول الأساس الدستوري للانتخابات ووجود مرشحين مثيرين للجدل وسبب خفي وهو رفض الممسكين بمقاليد السلطة الحالية ورعاتهم الإقليميين والأجانب التخلي عن امتيازات السلطة والنفوذ ويجمع أغلب المحللين على أن الفرقاء الأساسيين في ليبيا غير راغبين في التوصل إلى الحل السياسي لاسيما بعد أن تحولت المناصب السياسية والعسكرية والمالية والاقتصادية والرقابية وغيرها غنائم يرفضون التنازل عنها مهما كان الثمن.