ماذا يحدث إذا لم تتوقف إسرائيل عن جرائمها.. خبراء يحللون
مضى أكثر من شهرين على عملية طوفان الأقصى، ويوميًا تواصل قوات الاحتلال قصفها على قطاع غزة، تم الإعلان عن هدنة، وبعدها عاد الأمر لما هو عليه من قتل وقصف وترويع للشعب الفلسطيني، ليطرح الوضع سؤالاً بديهيًا، متي تتوقف إسرائيل عن جرائمها؟، وما يمكن أن يحدث معها في حالة استمرارها في تلك الأفعال، وهو ما يوضحه لـ «النهار» خبراء السياسة والقانون الدولي، من خلال تحليلهم للمشهد.
يري الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي، والخبير في النزاعات الدولية، أنه وفقاً للقانون الدولي يتعين على مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة التحرك العاجل وتحمل مسؤولياتهم بموجب الفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف الهجمات الإسرائيلية غير المتناسبة وغير القانونية على المدنيين في غزة، كما يجب أن يغير مجلس الامن موقفه المعادي للانسانية.
وأضاف الدكتور مهران في حديثه لـ «النهار»، أن الازدواجية في المعايير ودعم بعض الدول لاسرائيل أدى إلي تجميد دور العديد من الأجهزة الدولية التي كان يجب عليها ان تقوم بدورها وتباشر التحقيقات وتصدر التدابير الاحتياطية اللازمة لوقف جرائم الحرب التي ترتكب في كل لحظة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشدداُ علي أنه بالرغم من ضراوة العدوان إلا أن الشعب الفلسطيني عوّدنا على صموده البطولي ولن يركع للاحتلال.. مشيرا إلي أن الخسائر الفادحة في الأرواح التي منيت بها إسرائيل ستجبرها على وقف حربها قريبًا.
وقال الخبير الدولي: إنّ هناك ضغطاً شعبياً ورسمياً متزايداً على إسرائيل من عدد من دول العالم وشعوبها والمجتمع المدني العالمي لوقف حربها على غزة، خاصة في ظل الصمت المريب لمجلس الأمن وفشل المؤسسات الدولية في اتخاذ موقف حازم وفاعل مما زاد من حالة الغضب الدولي تجاه هذه الجرائم، مضيفاً أن هناك استياء واضحاً حتى داخل الولايات المتحدة وبرلمانات غربية عدّة ضدّ الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل، وهو ما يمارس ضغوطاً إضافية على وأمريكا واسرائيل للتوقف عن العدوان خشية المزيد من تداعياته السلبية عليمها وعلي المنطقة والعالم.
ورأى أيضاً مهران أن الولايات المتحدة لن تستطيع الإبقاء طويلاً على دعمها الكامل لإسرائيل في ظل الأعداد الهائلة من الخسائر في الأرواح بين صفوف جنود الاحتلال جراء صمود المقاومة الفلسطينية، فضلاً عن الكلفة الاقتصادية الباهظة للحرب بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، والضغط العالمي، والتظاهرات الشعبية التي عمت العالم، بالاضافة الي استهداف قواعد امريكية في العديد من الدول، وتعريض حركة التجارة و الملاحة في للمنطقة للخطر.
وطالب مهران الدول العربية بالتحرك العاجل على المستويين السياسي والقانوني لإنهاء معاناة أهل غزة، مشيرًا إلى أن التواطؤ واللامبالاة أمام مأساتهم يُعد "طعنة في الظهر"، موضحاً انه يتعيّن على المحكمة الجنائية الدولية اتخاذ خطوات جادّة وفورية للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية المرتكبة حاليًا في حقّ المدنيين بغزة، وملاحقة ومعاقبة كل من ثبتت مسؤوليته عن هذه الفظائع، واصدار قرارت عاجلة بتوقيفهم.
وختم أستاذ القانون الدولي قائلا "لقد طفح الكيل، ولا بدّ من محاسبة دولة الاحتلال أمام القضاء الجنائي الدولي حتى يرتدع الجميع عن استهداف أرواح الآمنين والاعتداء على كرامتهم، وإننا نأمل أن يتصدى المجتمع الدولي للعدوان الإسرائيلي هذه المرة ويتخذ موقفًا حازمًا إزاء الجرائم المرتكبة بحق أبناء شعبنا في غزة".
ومن جهته، قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك مؤشرات ومعطيات ميدانية تؤكد بأن العدوان الإسرائيلي الحالي على غزة يقترب من نهايته.
وأضاف في حديثه لـ «النهار»، من المتوقع أن تُعلن إسرائيل وقف إطلاق النار قبل مطلع العام الجديد، محذراً من أن استمرار الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين قد يدفع المقاومة لتصعيد ردها، ودخول المزيد من الأطراف في الحرب، مما يهدد بتفاقم الأوضاع على الأرض.