بعد إعلان الأمم المتحدة الموافقة على وقف لإطلاق النار : هل تنجح الجهود الاممية في تحقيق السلام باليمن ؟
أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن عن وقف جديد لإطلاق النار واتفاق على المشاركة في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب، ويمثل إعلان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج، وهي أحدث خطوة لإنهاء الحرب القاتلة المستمرة منذ تسع سنوات والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ويأتي ذلك في أعقاب الاجتماعات الأخيرة التي أجراها جروندبرج وقال غروندبرغ إنه "يرحب بالتزام الأطراف بمجموعة من الإجراءات لتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد... والانخراط في الاستعدادات لاستئناف عملية سياسية شاملة"، بحسب بيان صادر عن مكتبه، وأضاف البيان أن المبعوث "سيعمل الآن مع الأطراف لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها".
ويعاني اليمن من الصراع منذ أن سيطر المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران على العاصمة صنعاء في عام 2014، ويأتي الاتفاق وسط موجة من الهجمات التي يشنها الحوثيون على ممرات الشحن الرئيسية في البحر الأحمر تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، وتعهد الحوثيون بمهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل أو السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية ما لم يتم وضع حد للحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في 7 أكتوبر.
وقد شنوا أكثر من 100 هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ، استهدفت 10 سفن تجارية تابعة لأكثر من 35 دولة مختلفة، وفقًا للبنتاغون ، وتعرض الهجمات التي يشنها المتمردون للخطر طريق العبور الذي يحمل ما يصل إلى 12% من التجارة العالمية، مما دفع الولايات المتحدة إلى تشكيل قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية الشحن في البحر الأحمر.
وقال مبعوث الأمم المتحدة هانز جروندبرج إن الخطوة الحاسمة اتخذت وسط اجتماعات في الرياض ومسقط مع شخصيات رئيسية، بما في ذلك الرئيس اليمني رشاد العليمي وكبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام. وقال جروندبرج إنه سيتعاون الآن مع الأطراف لوضع خارطة طريق تدعمها الأمم المتحدة، والتي ستشمل الالتزامات المتفق عليها، مثل استئناف صادرات النفط وتخفيف القيود على مطار صنعاء وميناء الحديدة.
فيما أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، اليوم الأحد، بالجهود الحميدة للأشقاء في المملكة العربية السعودية من أجل وقف إطلاق النار في اليمن، وإحياء العملية السياسية المتوقفة منذ انقلاب جماعة الحوثي على التوافق الوطني في سبتمبر 2014.
وأكد العليمي، تعاطي المجلس والحكومة مع كافة المبادرات التي من شأنها تحقيق السلام، واستعادة مؤسسات الدولة، وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، بمن فيهم موظفو القطاع العام في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة الحوثيين.
فيما رحبت وزارة الخارجية في الحكومة الشرعية بالبيان الصادر عن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن هانس جروندبيرج بشأن الجهود المبذولة للتوصل لخارطة طريق برعاية الامم المتحدة لأنهاء الحرب التي تسببت بها مليشيا الحوثي.
وجددت الوزارة التأكيد على تعاملها الايجابي مع كافة المبادرات الهادفة لتسوية الازمة في اليمن بالوسائل السلمية وفقا للمرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الامن ٢٢١٦، وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب اليمني.
وأعربت الوزارة عن شكرها لكافة الجهود التي بذلها الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان للدفع قدما بالتسوية واستئناف العملية السياسية.