خاص| مستشار بـ”الصحة العالمية لـ ”النهار”: ”انتشار الأمراض والأوبئة فى قطاع غزة مسألة وقت والشتاء يسرع من حدة الأزمة
تراكمت الجثث فى كل مكان، فى المستشفيات دفنوا وفى المدارس وبين المربعات السكنية، وفى المنازل والبيوت، هكذا ودع أهالي قطاع غزة ذويهم الذين راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي، ولكن مع ارتفاع عدد الضحايا وغياب المستلزمات والأدوات الطبية اللازمة للتعامل مع هذا الكم الهائل من البشر الذين راحوا ضحية العدوان، بات هناك خطرًا أكبرة يهدد سكان القطاع، وينذر بكارثة وشيكة.
خطر محدق ينتظر القطاع من تراكم الجثث، مع غياب وسائل الأمن الطبي؛ وانتشار عمليات الدفن العشوائي، وتلوث مصادر المياه، يتمثل فى الأمراض والأوبئة التى باتت على أعتاب غزة، تنتظر أن تنقض عليها كما أنقض عليها جيش الأحتلال الإسرائيل.
يقول الدكتور وائل صفوت، مستشار منظمة الصحة العالمية، إن الوضع الصحي في غزة يمر بمشاكل عديدة منها نقص الإمدادات والأدوية وضعف النظام الصحي بالكامل بعد ما تم احتلال وتدمير أكثر من مستشفي داخل القطاع، مما أضعف غرف العمليات والأدوية وعلاج التخدير والحضانات والعناية المركزة.
وكشف "صفوت"، أن أغلب المنظمات العالمية فقدت الاتصال بفرقها داخل غزة، وأن استمرار الهدن الإنسانية سوف يعطي فرصة لدخول الإمدادات، ولكنها غالبًا لن تكفي لـ 2 مليون نسمة، فى ظل الاحتياجات الكثيرة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وانتشار الجثث فى العراء، سيؤدي هذا بدوره إلى تفشي الأوبئة والأمراض التنفسية، التى تحتاج لأمصال ولقاحات وفى ظل الظروف الحالية توفيرها صعب جدًا.
وأكد مستشار منظمة الصحة العالمية في تصريحات خاصة لـ "النهار"، أن الجثث الملقاة فى كل مكان داخل القطاع، وعدد الضحايا الكبير، تمثل قنابل موقوتة لأنهما يؤديان لانتشار أمراض وأوبئة خطيرة التى باتت مسألة وقت، وذلك نتيجة تعفن الجثث، على الرغم من أن أغلب الفرق الطبية في غزة يقومون بتكفين وربط الجثث في أكياس لمنع التعفن، ولكن مع ارتفاع عدد الضحايا، خاصة هؤلاء الذين ما زالوا تحت الأنقاض فالوضع يزداد صعوبة.
وكشف أن منظمة الصحة العالمية غير قادرة علي وقف التدهور الصحي إلا من خلال المناشدة، والتحرك من خلال الأمم المتحدة، حتي يكون هناك اتفاق واضح وآلية لتطبيقه، ومع استمرار الهدن الانسانية، ربما يكون هناك فرصه للعلاج وتحسين الحالة الصحية لعشرات الآلاف من الجرحي.