بعد استخدامه كورقة ضغط في 73 .. هل ستتجه السعودية لوقف تصدير النفط لوقف العدوان على غزة ؟
يعد النفط مصدر هام للمملكة العربية السعودية في اقتصادها، وهناك دعوات كثيرة بوقوف السعودية مع فلسطين بمنع ضخ النفط إلي الدول الغربية وامريكا من اجل الضغط لوقف إطلاق النار في حرب اسرائيل ضد غزة، وذلك أسوة بما حدث في حرب 1973 باستخدام النفط كسلاح سياسي.
وتاتي السعودية علي راس قائمة أكبر الدول العربية المنتجة للنفط، وتعد أكبر منتج للخام في منظمة أوبك وتحتل المرتبة الثانية علي المستوى العالمي بعد الولايات المتحدة وتم تصنيفها بانها أكبر مصدر للنفط عالميا، وتمتلك الدول العربية حوالي 56% من لاحتياطات العالمية من النفط الخام، كما تمتلك السعودية مخزون استراتيجي خاص بها في حالات الطواري.
وفي حرب أكتوبر 1973 نجح سلاح النفط العربي في دعم مصر ضد حربها مع اسرائيل بعد اتفاق دول الخليج علي تخفيض انتاج النفط وصادرته بحوالي 5% لمدة 6 اشهر كما تم فرض حظر النفط إلي واشنطن لوقوفها مع اسرائيل مما أدي الي اصابة الاقتصاد الامريكي بخسائر كبيرة وارتفاع معدلات التضخم لاعتمادهم علي النفط بصورة اساسية كمصدر للطاقة.
ولكن بعد مرور 50 عاما علي حرب أكتوبر واندلاع حرب اخري مع اسرائيل ولكنها الان ضد غزة، لم تتحرك فيها الدول العربية المنتجة للنفط باستخدام البترول كسلاح سياسي فعال وورقة ضغط لوقف الحرب علي غزة وأصبحت مسالة صعبة بسبب تطبيع الدول العربية مع اسرائيل.
وفي تصريح سابق للامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية في 2006 اثناء الحرب بين اسرائيل ولبنان، قال أنه لا يجب الخلط بين استخدام النفط كسلاح لانه الشريان الرئيسي الاقتصادى للدول العربية، لتلبية احتياجات المواطنين ووفاء الدول بالتزامتها.
كما تؤكد منظمة اوبك منظمة الدول المصدرة للنفط، أنه لابد من عزل النفط عن الصراعات السياسية وانها لا تؤيد استخدام النفط كسلاح سياسي في اي صراع، وذلك للحفاظ علي اسعار النفط في السوق العالمي.
وفي نفس السياق، قال خالد الفاتح وزير الاستثمار السعودي، أن استخدام المملكة العربية السعودية النفط كاداة للتوصل الي وقف اطلاق نار في غزة غير مطروح علي الطاولة والمملكة العربية تحاول ايجاد السلام عبر النقاشات السلمية.
وأضاف خلال مشاركته في منتدي بلومبرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة، أن هناك مسار للوصول إلي حل سلمي للوضع الفلسطيني من خلال عقد لقاءات مع قادة الدول العربية .
وقال فاتح بيرول رئيس وكالة الطاقة الدولية، ان الحرب علي غزة لا تجلب اخبار جيدة لاسواق النفط، وتخفيضات انتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا انهك اسواق النفط ويعاني من نقص المعروض.
كما أكدت صحيفة وول ستريت جورنال، أن السعودية أبلغت البيت الابيض بانها مستعدة لزيادة انتاج النفط في اوائل العام المقبل للمساعدة في تامين الصفقة.