يحب الكلاب ويرغب في دولرة العملة.. ”خافيير ميلي“ الرئيس الأرجنتيني المثير للجدل
استيقظ شعب الأرجنتين على مفاجأة فوز المرشح خافيير ميلي ”المثير للجدل“، في الانتخابات الرئاسية في الأرجنتين، التي أجريت، وحقق فيها مفاجأة كبيرة بحصوله على أكثر من 50% بعد فرز 86.59% من الأصوات، حيث فاجأ السياسيين والناخبين في الانتخابات التمهيدية في أغسطس، عندما حصل على 30% من الأصوات واحتل المركز الأول، وفي انتخابات 22 أكتوبر انتقل إلى الجولة الثانية، حيث وصفوه السياسيين بأنه نسخة مزدوجة عن الرئيسين السابقين، الأميركي دونالد ترامب والبرازيلي جايير بولسونارو،.
”ميلي “ الذي يبلغ من العمر 52 عاما ويحمل شهادة في الاقتصاد، معروف عنه أنه سياسي يميني متطرف، لا يثق سوى في شقيقته ”كارينا“، والكلاب، حيث يعتبرهم بمثابة الأصدقاء والأبناء، يقترح فرض تغييرات جذرية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في الأرجنتين، ومؤيدا بشدة لدولرة الاقتصاد وإلغاء البنك المركزي.
انضم إلى الحزب الليبرالي في عام 2019. وأصبح عضوًا بالبرلمان عام 2021، وكان يظهر بشكل دوري على شاشة التلفزيون وفي مناسبات مختلفة، استطاع كسب ثقة العديد من الشباب، وذلك بفضل موهبته الخطابية وقدراته الاستعراضية وعمله النشط على الشبكات الاجتماعية.
وقف ميلي في أحد الفعاليات داخل سيارة مكشوفة وبيده منشار يلوح به، وذلك تعبيرًا عن وضعه حدًا لـ "الطبقة السياسية" التي تطورت في السنوات الأخيرة في الأرجنتين، والتعامل مع أجهزة الدولة المتعثرة، وخفض الإنفاق الحكومي ومحاربة التضخم، الذي تجاوز 100٪.
لم يترك مناسبة إلا ويثير الجدل، وخاصة عندما انتقد البابا فرنسيس، والذي يحظى باحترام كبير، حيث وصفه بأنه "ممثل كل ما هو أكثر ضررا على الأرض"، ودعا إلى قطع العلاقات مع الفاتيكان، أيضًا أعلن تأييده للمتاجرة بالأعضاء البشرية، لتصبح مصدر رزق للطبقات الفقيرة، حيث قال؛ "جسدي ملكي، لماذا لا أستطيع التحكم في جسدي؟. هناك الكثير من الأشخاص في الأرجنتين ينتظرون أعضاء المتبرعين، لذلك يجب البحث عن آليات السوق لحل هذه المشكلة".
في الوقت ذاته، يعارض الإجهاض ويدعو للسماح بحرية حمل السلاح بالرغم من ارتفع نسب الجرائم بشكل كبير، كما يدعو لقطع العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين للأرجنتين”الصين- البرازيل“ وأعلن أن الدولة لن تشارك في مجموعة بريكس برغم دعوتها ولا ينوي العمل مع روسيا، لصالح التعاون مع أمريكا وإسرائيل، ويحاول التقرب لإسرائيل عندما أعلن نقله للسفارة الأرجنتينية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
طرح خافيير ميلي، خلال برنامجه الانتخابي تعديلات جذرية في هيكلية الحكومة القادمة، منها إلغاء عدد من الوزارات، مثل وزارة التعليم وحقوق المرأة والعمل والتضامن والصحة والنقل، كما وعد بإلغاء جميع المزايا الاجتماعية التي «تشجع على الكسل“ وذلك خلال كلمة وجهها للسياسيين والموظفين الحكوميين والصحفيين، والذي وصفهم بـ” الطبقة الفاسدة“.
وألقي مايلي، كلمة للشعب الأرجنتيني بمناسبة فوزه حيث قال: "اليوم نبدأ طي صفحة تاريخنا والعودة إلى الطريق الذي لم يكن علينا أن نتركه أبدا، فكرة أن الدولة عبارة عن غنيمة يتم توزيعها على السياسيين وأصدقائهم انتهت، اليوم نعود إلى المسار الذي جعل هذا البلد عظيما".
وصف الكولومبي غوستافو بيترو، فوز ميلي، بأنه محزن لأميركا اللاتينية، قائلًا: "لقد فاز اليمين المتطرف في الأرجنتين، وهو الشئ المحزن بالنسبة لأميركا اللاتينية حيث لم تعد الليبرالية الجديدة قادرة على الاستجابة لمشاكل الإنسانية الحالية"، وعلي النقيض علق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، علي فوزه قائلًا: "اجعل الأرجنتين عظيمة مجددا"، فيما كتب الملياردير إيلون ماسك مالك منصة: "إن الازدهار ينتظر الأرجنتين".
ومن أهم التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد ” ميلي“، الحد من التضخم الذي وصل إلى 143% خلال عام، والفقر الذي طال 40% من السكان، ناهيك عن الديون المستعصية وتراجع قيمة العملة، والارتفاع الكبير في الأسعار من شهر لآخر، وحتى من أسبوع لآخر، وانخفاض الأجور، بما في ذلك الحد الأدنى للرواتب، إلى 146 ألف بيزو، تعادل 400 دولار.