تقرير| إما اعتقال أو استشهاد.. كيف اغتال الاحتلال أحلام الرياضة في فلسطين؟
ربما يري البعض أن الحديث عن الرياضة في الوقت الحالي أمر لابد الترفُع عنه، وذلك من أجل تسليط الضوء على جرائم الكيان المغتصب التي لا تنتهي، لكن نحن هنا نتحدث عن الرياضة الفلسطينية التي باتت إحدى أذرع المقاومة الشعبية بالنسبة للفلسطيني والتي سعي الاحتلال لطمسها وعرقلتها بشتى الطرق.
كانت فلسطين أول الدول في عالمنا العربي التي تعرفت على كرة القدم، وبخطوات سريعة سعت فلسطين لتأسيس اتحاد كرة القدم الخاص بها، وذلك منذ معرفة أهل فلسطين باللعبة منذ بدايات القرن العشرين، لتصبع اللعبة الأولى في البلد وذلك بسبب انتشار مدارس البعثة البريطانية في بعض المدن الرئيسية مثل (القدس ورام الله) وجاء ذلك بسبب تأثر تلك المدن بثقافة دولة إنجلترا التي تعتبر مهد كرة القدم، ليتأسس رسميًا أول فريقين لكرة القدم في فلسطين عام 1908 وهم (روضة المعارف ومدرسة سان جورج)، ليبدأ الفريقان التنافس على مستوي محلي ثم بعد ذلك انتقلوا لمدن أخري مثل بيروت لمنافسة فرق المدارس والجامعات هناك.
لتبدأ مرحلة اغتيال الرياضة في فلسطين، وبدأت تلك المرحلة مع "النزوح اليهودي" في عشرينيات القرن الماضي، ومع الدخول للأراضي الفلسطينية رأي اليهود مدي تأثير كرة القدم على الشعب وكيف أخذت مكانتها داخل المجتمع الفلسطيني، ليبدأ الكيان المحتل في تخريب اللعبة بتأسيسهم أندية وفرق كرة قدم خاصة بهم لها مثل (مكابي وبيتار) وإرسال دعوات لفرق أوروبية لها تاريخ يهودي من أجل التنافس الرياضي على أرض فلسطين، بجانب اتحاد جميع الفرق اليهودية وإرسال دعوات للفرق الفلسطينية لتأسيس "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" لكن خطوة بخطوة تأسس الاتحاد وقررت "الفيفا" الاعتراف به سنة 1929 في غياب للفرق الفلسطينية واستحواذ لفرق الاحتلال.
ومنذ "النكبة" وبكافة الصور، استمر تضييق الخناق على النشاط الرياضي في فلسطين من عرقلة تشييد البنية التحتية للمنشآت الرياضية مثل ملعب سعد صايل في بيت فوريك الذي تأسس سنة 2010، وتدمير مدرج ملعب رفح البلدي وملعب فلسطين في مدينة غزة وملعب اليرموك في 2012، بالإضافة لقصف مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية، واتحاد كرة القدم، وبعض الأندية مثل (أهلي النصيرات، شباب جباليا، ونادي الشمس)، وقصف ملعب بيت حانون في 2019.
بجانب اقتحام المؤسسات وإغلاق المنشآت الرياضية بأوامر عسكرية من قوات الاحتلال مثل اقتحام مقر الأولمبية الفلسطينية في البيرة وإغلاق مقر رابطة أندية القدس ونادي جبل الزيتون، إضافة إلي منع المؤسسات الرياضية الفلسطينية من إقامة وتنظيم الفعاليات الرياضية حيث تقام 80 % من مباريات المنتخب الفلسطيني خارج أرضه بسبب العراقيل الإسرائيلية، واستهداف حياة الكثير من اللاعبين، حيث أسفرت غارات الاحتلال عن استشهاد أكثر من 1000 رياضي وجاء أشهرهم (أيمن الكرد، محمد القطري، أحمد دراغمة، رشيد دبور، الناشئ محمد سليمان، محمود الريفي، رئيس اتحاد كرة الطاولة الشهيد محمد الدلو، عبيدة جمال الجراح، عمر أبو شاويش عضو المكتب التنفيذي لنادي اتحاد الثقافة الرياضية والعداء نادر المصري) بجانب الاعتقالات، ويعد "محمود السرسك" أشهر الأسماء وذلك بعد اعتقاله 3 سنوات داخل سجون الاحتلال وأضرب عن الطعام لمدة 96 يوم في إضراب شهير سمي بـ"إضراب الكرامة".
وفي الختام، طريق الحرية صعب وملئ بالتضحيات والتحديات، لكن الفلسطينيون يملكون الإرادة لمواصلة هذا الطريق.