الرئيس محمود عباس: نواجه حرب إبادة وتطهير عرقي و العدوان الاسرائيلي تخطى كل الخطوط الحمراء
شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ان الشعب الفلسطيني يتعرض اليوم لابشع عدوان وحشي في التاريخ محملا المجتمع الدولي مسؤولية توفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته
وقال عباس في كلمته امام قمة الرياض العربية الإسلامية الاستثنائية بشان غزة : اننا نواجه حرب إبادة لا مثيل لها على يد آلة الحرب الاسرائيلية التي تجاوزت القانون الدولي والقانون الإنساني وتخطت كل الخطوط الحمراء، مضيفا : سنلاحق المحتلين ونحاسبهم في المحاكم الدولية
وقال عباس ان الولايات المتحدة التي تساند إسرائيل تتحمل المسؤولية عن غياب الحل ونطالبها بتحمل مسؤولية الدفاع عن مقدساتنا و لابد ان يتحمل مجلس الامن مسؤوليته لوقف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني وادخال الوقود والمساعدات إلى غزة ومنع التهجير .
واضاف اننا لن نقبل بالحلول العسكرية والامنية وسنواصل الصمود على ارضنا دون مساومة على حقوقنا المشروعة قالاحتلال يقوم بتطهير عرقي وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية وسنواصل الدفاع عن مقدساتنا وحقوقنا المشروعة و نطالب مجلس الامن باقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة وعقد مؤتمر دولي للسلام لاقرار حقوق الشعب الفلسطيني كما نطالب بحماية دولية ووضع خطة تنفيذية وضمانات دولية لتنفيذ المقررات الدولية
و ندعو لحشد دولي لاعادة اعمار غزة وتوفير شبكة الامان المالية التي اقرتها القمم العربية السابقة
وجاء في نص كلمة الرئيس محمود عباس :
"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" صدق الله العظيم
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء للمملكة العربية السعودية أصحاب الجلالة والفخامة القادة ورؤساء الوفود.
يعتقدون أن قوتهم ستحميهم وترهبنا، وأنا أقول: نحن أصحاب الأرض والقدس والمقدسات، وعلم فلسطين سيبقى عالياً يوحدنا، والاحتلال إلى زوال.
وأنا أخاطبكم اليوم، يتعرض شعبنا الفلسطيني، لأبشع عدوان وحشي، بل لحرب إبادة لا مثيل لها، على يد آلة الحرب الإسرائيلية الجبانة التي انتهكت الحرمات والقانون الدولي الإنساني، وتخطت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة، بقتل وجرح أكثر من 40 ألفاً من المدنيين الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، علاوة على تدمير آلاف البيوت على رؤوس ساكنيها.
يجري هذا في الوقت الذي تتعرض فيه الضفة الغربية والقدس، لجرائم القتل والاعتداءات اليومية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاصب والمستوطنين الإرهابيين.
إن قلبي يعتصر ألما وحزنا وغضبا، على مقتل آلاف الأطفال، وإبادة أسر بأكملها، وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس في قطاع غزة، وإن عقلي لا يصدق أن هذا يحدث على مسمع ومرأى من العالم، دون وقف فوري لهذه الحرب الوحشية، وتجنيب أبناء شعبنا العزل مزيدا من القتل والدمار. فإلى متى هذه الاستباحة والاضطهاد والقتل وغياب العدالة بحق الشعب الفلسطيني؟ أنا على يقين بأنكم لن تقبلوا، ولن يقبل أحرار العالم بالمعايير المزدوجة، وأن يبقى شعبنا ضحية لحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها اليوم.
إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومن يساندها ويحميها يتحملون المسؤولية كاملة عن قتل وجرح كل طفل، وكل امرأة، وكل فلسطيني في هذه الحرب الظالمة، وسنلاحق المحتلين في المحافل الدولية وسنحاسبهم ونعاقبهم في المحاكم الدولية، وإن ذهبوا لآخر العالم، ونشير في هذا الصدد، إلى أن الولايات المتحدة التي لها التأثير الأكبر على إسرائيل، تتحمل المسؤولية عن غياب الحل السياسي، ونطالبها بوقف العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وشعبنا ومقدساتنا.
الأخ صاحب السمو الملكي، رئيس القمة، الإخوة القادة، إننا جميعا أمام لحظة تاريخية، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته من أجل إرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار للجميع في منطقتنا، وحتى لا تتجدد دوامة العنف مرة تلو الأخرى، فإننا نؤكد ما يلي:
أولاً: نطالب مجلس الأمن، أن يتحمل مسؤولياته لوقف هذا العدوان الغاشم على شعبنا، وعلى الفور، وتأمين إدخال المواد الطبية والغذائية وتوفير المياه والكهرباء والوقود إلى قطاع غزة، ومنع تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، وهو ما نرفضه قطعيا.
ثانيا: لن نقبل بالحلول العسكرية والأمنية، بعد أن فشلت جميعها، وبعد أن قامت سلطات الاحتلال بتقويض حل الدولتين، واستبدالها بتعميق الاستيطان، وسياسات الضم، والتطهير العرقي والتمييز العنصري في الضفة والقدس، وحصار قطاع غزة، وانتهاك الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية وسنواصل صمودنا في أرضنا ولن نساوم على حقوق شعبنا المشروعة.
ثالثاً: التأكيد على أن قطاع غزة، هو جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ويجب أن يكون الحل السياسي شاملا، لكامل أرض دولة فلسطين بما يشمل الضفة والقدس وغزة، ونرفض القرصنة الإسرائيلية على أموالنا التي نرسلها شهريا لقطاع غزة، الذي لم نتخلَ عنه يوما واحدا، وقد بلغ إجمالي الموازنة التي أنفقناها في قطاع غزة منذ أحداث 2007، أكثر من 20 مليار دولار، وهذا واجبنا تجاه أبناء شعبنا لضمان تزويدهم بخدمات الصحة والتعليم والكهرباء والمياه ورواتب الموظفين والضمان الاجتماعي.
رابعا: نطالب مجلس الأمن بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة، وعقد مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، واعتماد خطة لتنفيذ حل سياسي مستند للشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي (194)، وذلك بضمانات دولية وجدول زمني للتنفيذ، هو الأمر الذي تعمل عليه دولة فلسطين، وتلتزم به منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
خامساً: ندعو لحشد الدعم الدولي لتمكين مؤسسات دولة فلسطين من مواصلة مهامها لدعم صمود شعبنا على أرضه، وبما يشمل إعادة إعمار قطاع غزة، وتنفيذ قراراتكم بشأن دعم الموازنة الحكومية وتوفير شبكة الأمان المالية التي تم إقرارها في القمم السابقة، خاصة في هذه الظروف الدقيقة، وكذلك توفير الموارد من أجل النهوض بالاقتصاد الفلسطيني ونأمل أن يكون ذلك في أسرع وقت، ونؤكد أننا سنواصل برامج الإصلاح في مؤسساتنا ونحن جاهزون للذهاب لانتخابات عامة تشمل كل الوطن الفلسطيني وبما فيها القدس. وفي الختام، أشكر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وأخي صاحب السمو الملكي ولي العهد، رئيس القمة على استضافة هذه القمة، وأشكر أصحاب الجلالة والفخامة القادة الأشقاء على مواقفهم الأصيلة لدعم شعبنا الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة والمصيرية. ولا يفوتني أن أشكر دول وشعوب العالم التي خرجت لإدانة العدوان وإسناد حقوق شعبنا العادلة والمشروعة. وفي ذكرى رحيل القائد الرمز الشهيد ياسر عرفات. ولشعبنا أقول هنا باقون هنا صامدون، وعائدون، وهنا منتصرون بإذن الله.
والسلام عليكم