النهار
السبت 29 يونيو 2024 05:24 مـ 23 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر
تشيلسى يعلن التعاقد مع لاعب أستون فيلا الليلة.. محمد رمضان يحيي حفلًا غنائيًا ضمن فعاليات مهرجان موازين الرئيس السوري يستقبل امين ”آركو” ويرحب بقرارات الهيئة العامة للمنظمة لخدمة العمل الإنساني العربي العرض العالمي الأول لفيلم سوفتكس لنواز ديشه في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي حبس إنجي حمادة وكروان مشاكل في فيديو المطبخ سنة و100 ألف جنيه غرامة وزيرة التعاون الدولي: مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي ترجمة للشراكة الوثيقة بين الجانبين «آي صاغة»: 12.8 % ارتفاعًا في أسعار الذهب بالبورصة العالمية في النصف الأول من 2024 حزب صوت الشعب: مؤتمر الاستثمار رسالة دعم من الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصري رئيس جامعة المنوفية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو محافظ كفر الشيخ يتفقد أعمال إنشاء مركز التحول الرقمي نقابة التمريض تهنئ الرئيس ”السيسى” بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيه التعليم العالي: فتح باب التقدم عبر منصة ”ادرس في مصر” للطلاب الوافدين

صحافة إسرائيلية

أذربيجان .. ورقة ضغط إسرائيلية - أمريكية على إيران

اتخذت إسرائيل من عاصمة أذربيجان باكو، ورقة للضغط على إيران، في محاولة تفهم على أنها خطة إسرائيلية لـ تطويق إيران .

فمن جانبها عملت إسرائيل في السنوات القليلة الماضية، على تطوير علاقاتها مع أذربيجان على الصعيدين العسكري والاقتصادي؛ حيث أصبحت منطقة القوقاز، ساحة للصراع الإسرائيلي الإيراني، التي تعتبر في غاية الحساسية بالنسبة للأمن في أوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.

وتخطط إسرائيل لاستخدام طائرات بدون طيار نشرتها في أذربيجان في حالة شن هجوم استباقي محتمل على مواقع الصواريخ الإيرانية في حالة اندلاع حرب، وفقا لما ذكرت صحيفة صندآي تايمز .

إسرائيل تواجه إيران

ويأتي التقرير وسط توقعات متزايدة بان إسرائيل قد تشن هجوما عسكريا على المنشآت النووية الإيرانية هذا العام وستقوم إيران في هذه الحالة بالرد على ذلك من خلال إطلاق صواريخ شهاب-3 وصواريخ أخرى طويلة المدى على الدولة اليهودية، بينما سيقوم بذلك أيضا حزب الله اللبناني ومسلحو غزة.

وأوضحت الصحيفة انه في حالة الهجوم ستقوم طائرات هيرون بدون طيار المسلحة بصواريخ هيلفاير قبل ذلك باستهداف الصواريخ وهى في مواقعها على الأرض.

ووفقا للتقرير، يوجد رادار أمريكي الصنع في قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب الإسرائيلية يستطيع كشف الصواريخ الإيرانية المحملة على منصات إطلاق على بعد 1000 ميل ناحية الشمال الشرقي ويعطي إسرائيل إشارة تحذيرية مسبقة قبل 13 دقيقة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري إسرائيلي عليم قوله إننا نحاول ،قتلهم، في المرحلة الأولى، لحظة تشغيل محركاتهم.

وقال المصدر إذا حدث ذلك، وهذا ليس سهلا كما يبدو، فانه من السهل أن ندمر الصواريخ المتبقية من خلال قيادة دفاعنا الجوي.

وتنفي إسرائيل امتلاكها مركبات جوية غير مأهولة، ولكن يقول خبراء مستقلون إنها تستخدم مثل هذه المعدات في حالات عديدة، تتضمن ضرب أهداف خارج حدودها، مثل شحنات الأسلحة المتوجهة إلى قطاع غزة.

وكانت عدة تقارير قد ذكرت خلال العام الماضي أن أذربيجان، التي تقع بجانب بحر قزوين وتحد إيران من جهة الشمال، قد تلعب دورا حيويا في حالة شن هجوم جوي إسرائيلي على برنامج إيران النووي، كملاذ آمن لإقلاع الطائرات الإسرائيلية وهبوطها لإعادة التزود بالوقود، أو للعمليات البرية لإنقاذ الطيارين الذين تم إسقاطهم والهجمات بالطائرات بدون طيار.

استهداف القوقاز
وفي محاولة من إسرائيل للدخول لمنطقة القوقاز، أجرى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرتس ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، اتصالاتٍ مع العاصمة الأذرية باكو، عامي 2007 و2009، نتج عن ذلك اعترافٌ من قبل إسرائيل بضرورة حل قضية قره باغ العالقة بين أذربيجان وأرمينيا، والتي تعتبر أهم القضايا التي تتمحور حولها السياسة الخارجية الأذرية، وفق وحدة التراب الوطني لأذربيجان واستناداً إلى القرارات والمواثيق الدولية.

وأدى ذلك التطور المتسارع في العلاقات البينية إلى رفع مستوى العلاقات وتطورها لتتوج بتعاون عسكري واقتصادي بين البلدين، كما نجحت الجهود الحثيثة ببناء شراكة استراتيجية اعتبرت رديفاً للتطور الاقتصادي، خاصة وأن حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي كان أقل من 70 ألف دولار أميركي عام 1992، إبان انفراط عقد الإتحاد السوفييتي، وبعد أن نالت أذربيجان استقلالها، ارتفع ليصل إلى أربعة مليارات دولار أميركي العام الماضي.

وعملت إيران التي تدعي أنها مستاءة من تلك التطورات في العلاقات الإسرائيلية الأذرية، على استخدام روابطها التاريخية والثقافية، مع أذربيجان، بغية المحافظة على متانة تلك العلاقات.

وأشار الرئيس الإيراني محمد أحمدي نجاد، في زيارته الأخيرة إلى أذربيجان والتي قام بها قبل عدّة أشهر،أن علاقة بلاده بأذربيجان تستند إلى أسس تاريخية وثقافية وصفها بـ العميقة والأخوية .

علاقات متبادلة

وأوضح ألنور إسماعيلوف الخبير بشئون منطقة القوقاز في مركز الحكماء للبحوث الإستراتيجية، لوكالة الأناضول التركية، أن غنى أذربيجان بالثروات النفطية، فضلاً عن كونها دولة مسلمة وجارة لإيران، جذب اهتمام إسرائيل، مشيراً أن عامل تطويق إيران يعتبر أحد أبرز العوامل التي تساهم برسم معالم السياسة الخارجية لإسرائيلية في أذربيجان.

وأضاف إسماعيلوف أن توطيد علاقات التعاون الاستراتيجي مع أذربيجان، تعتبر في غاية الأهمية بالنسبة لإسرائيل المحاطة بدولٍ إسلامية، وذلك بسبب موقعها الجغرافي، لافتاً أن تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية، بعد مؤتمر دافوس وحادثة سفينة أسطول الحرية مرمرة الزرقاء ، جعل من أذربيجان الدولة المسلمة الوحيدة التي بإمكان إسرائيل إقامة علاقات إستراتيجية معها، في الوقت الراهن على الأقل.

وأكّد إسماعيلوف، أن إسرائيل تبحث في المنطقة عن دول ليست عربية، لتقيم معها علاقات تعاون مشترك، فضلاً عن محاولتها حشد الدعم ضد إيران، وتحقيق أمن الطاقة اللازم لضمان استمرار اقتصادها، فيما تتمحور طلبات أذربيجان بحشد دعم اللوبي اليهودي لها في مواجهتها مع أرمينيا، إضافة إلى رغبتها بتطوير صناعاتها العسكرية مستفيدة بذلك من الخبرة الإسرائيلية في ذلك المجال.

واستطرد إسماعيلوف أن أذربيجان توفر الكم الأكبر من حاجات إسرائيل النفطية، مقابل تزويدها بالأسلحة والتكنولوجيا الحربية، وتدريب جيشها، في الوقت الذي تتعاظم فيه مخاوف إيران من انفتاح إسرائيل على منطقة القوقاز ، التي اعلنت أن أذربيجان أهم دولة ستعقد معها صفقات بيع أسلحة في 2013.

وتابع إسماعيلوف، أن إيران تعتبر، أن ذلك التقارب يشكل خطراً على أمنها القومي بشكل مباشر، ما يجعل باكو ساحة للصراع المحتدم، والمتمثل بالملف النووي الإيراني من جهة، والرغبة الإسرائيلية بالسيطرة على المنطقة من جهة أخرى، ما يجعل أذربيجان في مواجهة حقيقية مع إيران نتيجة لهذه العلاقة.

وعقب إسماعيلوف، أن الإدعاءات التي أثيرت حول سماح أذربيجان لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي وقواعدها العسكرية، إضافة إلى تقديم الدعم الاستطلاعي والاستخباراتي، في حال تنفيذها ضربة ضد إيران، أثارت الجانب الإيراني.

فيما أعربت باكو أن تعاونها مع الجانب الإسرائيلي يقتصر على تأمين الوقود لوحداته الجوية، فضلاً عن تقديم خدمات الصيانة والإنقاذ، معربة عن احترامها وحدة التراب الوطني لجميع الدول، الأمر الذي دفع إيران بالنتيجة إلى توجيه ملاحظة رسمية للجانب الأذري.

هواجس إيرانية
وفي سياق متصل أوضح الأستاذ الدكتور كونار أوزقان الخبير في شئون منطقة القوقاز، في مجمع أبحاث الاستراتيجيات الدولية، أن إيران وبالرغم من محاولاتها الدؤوبة استخدام روابطها الثقافية والتاريخية مع أذربيجان إلا أنها تقف عاجزة عن احتواء الموقف، وذلك بسبب التناقضات الإستراتيجية في سياسات البلدين، إضافة إلى التفوق الإسرائيلي الواضح الذي تحرزه على صعيد الإمكانيات والتكنولوجيا.

وأشار أوزقان أن مصدر الهواجس الأمنية الإيرانية مرتبط بالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية إضافة إلى إسرائيل، فيما تشكّل قضية إقليم قره باغ والتهديدات الأرمينة المستمرة تجاه أذربيجان، العامود الفقري للأمن القومي الأذري، وتبعاً لذلك تواصل باكو جهودها الرامية إلى استعادة منطقة قره باغ التي تحتلها أرمينيا، وذلك من خلال جهود دبلوماسية تترافق مع تنمية عسكرية.

وتابع أوزقان ، أن ما سبق يوضح أسباب مواظبة أذربيجان على التمسك بالعلاقات الوطيدة مع واشنطن وتل أبيب، على الرغم من كل ردود الأفعال الإيرانية حيال تلك العلاقات، خاصة وأن النظام الأذري ربط خطابه السياسي بعزمه على استعادة الأراضي الأذرية المحتلة من قبل الأرمن.