رفع العلم.. غضب أوروبي بعد تضامن البنك المركزي مع إسرائيل
تزايدت التوترات بشأن موقف أوروبا من الصراع بين إسرائيل وحماس، ووصلت إلى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت.
ما يزيد من التوتر في العاصمة المالية هو عدم اتفاق بعض الموظفين على موقف البنك المركزي، حيث لا يعتقد البعض أنه يجب عليه أن يتخذ أي موقف سياسي بشأن الصراع.
في 9 أكتوبر، وفيما كانت صدمة هجمات حماس على إسرائيل قائمة، نشر البنك المركزي الأوروبي رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي تعبيراً عن التضامن مع شعب إسرائيل، حيث ظهر العلم الإسرائيلي بجوار العلم الأوروبي في بهو البنك المركزي.
لم يكن واضحًا ما إذا كانت التغريدة التي نُشرت على حساب البنك المركزي الأوروبي صدرت باسم المنظمة بأكملها، أو بواسطة مجلس الإدارة، أو فقط المجلس التنفيذي المؤلف من ستة أعضاء.
عندما تم طلب توضيح من المتحدث باسم البنك المركزي الأوروبي، فقد رفض الإجابة بشكل مباشر. ومع ذلك، قدم ردًا أكثر دقة من التغريدة الأصلية، معبرًا عن الحزن والصدمة بسبب الأحداث في الشرق الأوسط وتضامنه مع الضحايا الأبرياء والمدنيين المتأثرين بالصراعات.
في كلتا الحالتين، أثارت التغريدة خلافًا داخليًا حادًا بين الموظفين في البنك المركزي الأوروبي.
أحدهم وصف الشعور كما قال: "شعرت وكأن الصراع قد تسلل إلى الداخل في البنك المركزي الأوروبي".
تصاعدت المناقشات في منتدى الدردشة الداخلي للموظفين التابع لنقابة موظفي البنك المركزي الأوروبي IPSO، حيث اتخذت النقابة قرارًا نادرًا بحذف بعض التعليقات بسبب الخلافات الحادة.
وفي رسالة داخلية للنقابة ، أُعلِنَ عن "إغلاق العديد من المواضيع التي تحتوي على تعليقات حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني" بسبب التعليقات المسيئة وغير الملائمة.
قال كارلوس بولز نائب رئيس النقابة، إن النقابة "لن تتدخل في هذا الصراع بما يفوق التعبير عن تعاطفنا مع الضحايا".
وفي تعليق على ردود الفعل المناوئة لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، انتقدت بعض الرسائل التي نُشرت على منصة مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي لإظهار تضامنه مع إسرائيل دون مراعاة الضحايا الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، وأثارت هذه الرسائل ردود فعل قوية من المؤيدين لإسرائيل.
وأكدت مجموعة ثالثة على أن من مهام البنك المركزي المستقل، الذي يعمل على ضمان استقرار الأسعار، أن لا يتدخل في أي صراع دولي معقد.
أحد المنشورات التي لا تزال نشطة، والتي نشرتها صحيفة بوليتيكو، أكد أنه لا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يدعم أي شخص، بل يجب عليه أن يحترم تفويضه المنصوص عليه في المعاهدات وأن لا يكون جهة فاعلة سياسية دولية.
وأوضح آخر أن البنك المركزي الأوروبي تجاوز تفويضه بإصدار بيان سياسي مثير للجدل، معتبرًا أنه لم يكن ينبغي له أن يظهر تضامنه مع إسرائيل دون النظر إلى المجازر التي تسببها الاحتلال الإسرائيلي لغزة.
وأشار إحد المنشورات إلى أن رفع العلم الإسرائيلي لم يكن بيانًا سياسيًا، بل كان تعبيرًا عن التضامن مع الضحايا الأبرياء، مع الاعتراف بأن مثل هذه المظاهر قد تكون مثيرة للجدل، وذلك في ظل الانقسامات والنزاعات الدولية المعقدة.
وفيما يتعلق بطلب أحد الموظفين بأن يقف البنك المركزي الأوروبي إلى جانب أرمينيا، فقد كان ذلك استجابة للأحداث في ناجورنو كاراباخ، التي أدت إلى انقسامات عميقة في السياسة الخارجية الأوروبية.
تمت إزالة العلم بعد ثلاثة أيام من رفعه، وقال أحد الموظفين لصحيفة بوليتيكو إن البنك المركزي الأوروبي واجه انتقادات لا مفر منها، سواء أظهر التضامن أو لم يظهر.
وأضاف الموظف: "أعتقد أنه لو لم نظهر التضامن، لكان الناس يقولون إننا ننسى تاريخنا مع الشعب اليهودي، مشيرًا إلى الحادثات المؤلمة التي وقعت في فرانكفورت أثناء الحرب العالمية الثانية.
وأكد الموظف أن اليورو ليس مجرد عملة، بل هو مشروع للسلام يجسد الوحدة والتضامن في أوروبا.