”البيت مش أمان” ماذا يحدث فى دار مسنين ”آمال المستقبل”؟.. بلاغ لوزيرة التضامن.. ضرب وإهانة ومخالفات قانونية داخل دار مسنين ”آمال المستقبل”.. والسكان يطالبون بإخلائها
مكان هادئ وصحبة تهون مشقة الأيام، وذكريات جميلة نحكيها برفقتهم، تمثل ما عاشوه خلال سنوات العمر الماضية.. ورعاية شاملة ومتابعة دقيقة لتفاصيل حياتهم.. تلك هى مواصفات "دار المسنين"، لكن بعض الدور خرجت عن هذا الإطار لتصل إلى مرحلة الخطر على المقيمين فيها، بل وامتدت لتشمل جيرانهم.
"الدار مش أمان" يمكن هو التعبير الدقيق لوصف ما يحدث داخل دار "آمال المستقبل بالمنيل"، والمقامة داخل عقار سكنى، مما تسبب فى مشاكل كبيرة بين السكان والمسنين.
أجرت جريدة "النهار المصرية" مقابلة مع عدد من السكان المتضررين والذي سردوا لنا كواليس، إقامة دار مسنين داخل 5 شقق بالعقار السكنى، ليصبح عدد المسنيين أكبر من عدد السكان وهذا الأمر مثل مشكلة كبيرة للطرفين.
الدار بدأت منذ 7 سنوات
في البداية يقول "جون.م" أحد سكان العقار، الدار بدأت منذ حوالي 7 سنوات وتقدمنا بعدة شكاوى لمختلف الجهات، فوجود "دار مسنيين" داخل عقار سكنية غير قانوني وغير مناسب، فالعقار يتكون من 5 طوابق بدون مصعد "اسانسير"، وهناك معاملة غير أدمية للنزلاء.
واستكمل"جون"، أن الأصوات تتعالي داخل الشقق الخاصة بالنزلاء وهناك بعض الأفعال البشعة الصادرة منهم مع عدم مراعاتهم لجيرانهم، فضلًا عز أن العاملين فى الدار يسيئوا للنزلاء، مستنكرًا انتشار الحشرات بسبب سوء النظافة والأهمال من قبل النزلاء و العمال والزوار، وذلك أدي إلي تهالك أسقف "دورات المياه" الخاصة بالسكان المتضررين قائلا: "انا أمي ست كبيرة وقاعدة لوحدها وخايف عليها".
"مكلناش حاجة وجعانين"
تلتقط "أميرة.ج"، وهى إحدي متضررات الدار، طرف الحديث وتقول، أنا محاصرة بين شقتين كلاهما استخدما كدار للمسنين، أحدهما فى الطابق الذي يعلوها والثانية فى الطابق الذي يدنوها، وتتابع "المسنيين دائما أصواتهم مرتفعة ليلًا ونهارًا، ودائما هناك صوت صراخ صادر منهم، وبعضهم يعاني من مرض ألزهايمر، فيظلوا ينادون علي العمال "مكلناش حاجة، جعانين.. وبعض الهتافات الأخري بأوقات مختلفة"، وضافت: "أنا أبني عنده 7 سنين وبيسمع الأصوات دي وأصوات الضرب والتخبيط علي الحيطة بتاعتنا، والمجاورة للحيطة السكنية الخاصة بهم وسببتلي ضررا قائلة: "سقف دوره المياة والحيطة ضربوا".
وتابعت: "العمال غير مؤهلين تمام للتعامل مع مسنين، وهناك طريقة جافة في التعامل وأحيانا نسمع أصوات صراخ وبكاء، وتقدمنا ببعض الشكاوي للمختصين، ولكنها لم تجد إستجابة سريعة، وطالبنا بنقلهم لمكان مناسب حتي لا يتسببوا بضرر لأحد، ولا يتم إلحاق الضرر بهم فهم فى حاجة إلي رعاية خاصة.
دار هادفة للربح
فيما اتهمت "ر.أ" إحدى المتضررات والتى فضلت عدم ذكر أسمها، الدار بأنها هادفة للربح قائمة علي التبرعات من خلال الاتجار بالآم البشر الذين تخلوا عنهم ذويهم وتركوهم في دار غير مرخصة ومخالفة للقانون، وقالت، أن الدار صادر لها أكثر من قرار غلق لكن لا حياة لمن تنادي، وطالبت بسرعة الاستجابة من وزارة التضامن، لان هناك تهديد مباشر موجه لهم من قبل أصحاب الدار قائلة: "أحنا خايفين علي ولادنا وبناتنا وخايفين علي نفسنا".
اللي يقدر يسكتهم.. يروح يسكتهم
فيما تقول "عبله.ص" إحدى ساكنات العقار، "أنا سيدة مسنة ومتضررة من الأصوات المرتفعة، وقلة النظافة، فهناك بعض الروائح الكريهة وبعض الألفاظ الخارجة التى تصدر من الدار، وعندما نتحدث مع العاملين لا نجد استجابة منهم وتضيف: "سقف الحمام وغرفة النوم بدأوا في التساقط علينا".
وطالبت "عبلة" بنقل الدار من العقار حفاظًا على الجميع، مبررة بقولها: "لا نستطيع العيش وسط الحشرات والقمامة التي يتم إلقائها داخل المنور الخاص بالعقار وهذه القمامة منها "بامبرز" خاص بالنزلاء، وبعض من بقايا الطعام والمناديل المستخدمة"، وأوضحت قائلة: "لما السكان اتكلموا مع مدير الدار علي النظافة الخاصة بالعقار والمدخل والروائح الكريهة والصوت قال "اللي يقدر يسكتهم.. يروح يسكتهم، واللي يقدر يعمل حاجة.. يعملها".
التعامل غير أدمي
وتقول "مني.أ" من سكان العقار، أنا أعيش بالدور الأرضي الذي يتواجد بها الدار، النزلاء أفعالهم غير أدمية وعندما نعلق على بعض الأشياء ك"البامبرز" و"المناديل" و"بقايا الطعام"، واستخدامهم لإجزاء من الملابس واستخدامها في التخلص من الفضلات"، لا أحد داخل الدار يعطينا حل، حتى العاملين نسمعهم يسبون النزلاء بألفاظ خارجة".
وأوضحت أنه عندما تقدموا بشكاوي بسبب انعدام النظافة لم يحدث شئ جديد، قائلة: أنا سيدة مريضة قلب ومش قادرة أن أنظف قدام شقتي كل شوية"، ولابد من توفير أطباء وأشخاص قادرة علي التعامل مع المسنين، وتعليمهم كيفية التعامل والتأقلم مع سكان العقار، وطالبت بسرعة نقلهم لدار رعاية مناسبة ومجهزة بشكل كاف ومناسب.
الدار غير مرخصة
وتقول "رشا.ع"، إحدي ساكنات العقار والمتضررة من الدار، أنها تسكن بجوار الدار، وانه منذ بداية الأمر عند قيام المالك بشراء الشقق الشكنية للمسنين تحدث معنا علي أن يكونوا ملتزمين بالمعايير السكنية، وبدأت الزيادة من شقة سكنية لـ5 شقق للدار، وتقدمنا بالشكوي للعديد من الجهات حول بعض من الأفعال والأصوات الغير مناسية والغير أدمية ولا هناك أدب أثناء الحوار.
وقالت "رشا": "لم يكن هناك أوقات منطقية للزيارات فهناك زيارات من أهالي المسنين تتم في الساعة الواحدة فجرًا، وأوضحت قائلة: "لما اتلكمنا مع العمال والمدير حول تنظيم أوقات الزيارات لم يكن هناك استجابة، بل كان هناك تطاول في الحديث"، وأشارت إلى أن الدار لم تحصل علي ترخيص قانوني.
وكشفت المتضررة أن وزارة التضامن الإجتماعي استجابت لنقل المسنيين لدار رعاية مناسبة، ولكن أهالي المسنيين رفضوا نقلهم، والأن هم في انتظار قرار الحي لتحديد موعد لتنفيذ الاخلاء ونقل المسنين، وطالبت بسرعة التحرك.
قرار الإخلاء فى درج الحي
تقول مى إسكندر أخصائي اجتماعي بإدارة مصر القديمة للتضامن الاجتماعي، أنه تم إجراء معاينة للدار، وتبين من خلالها أنها لا تصلح لتكون مقر لدار مسنين، كما تم رصد العديد من المخالفات، وبالتالى صدر قرار بنقل المسنين لمكان أخر وإغلاق تلك الدار.
وتابعت "إسكندر" فى تصريحات خاصة لـ"النهار"، وفرنا دار أخرى لتكون بديل لدار "آمال المستقبل" وهى دار "أم كلثوم" بمنطقة حلوان، ولا نجبر أحد على تلك الدار، وللمسنين حق الاختيار فى الانضمام إليه أو دخول دار أخرى، كما نسقنا مع الحي حتى يكون الجهة المنوطة بالتنفيذ.
وتضيف "إسكندر"، سنكون متواجدين مع الحي والشرطة وقت تنفيذ قرار الإخلاء، ولكن حتى الآن لم يحدد الحى وقت لتنفيذ القرار، نظرًا لانشغاله بعمليات التطوير والإزالات والاستعداد للانتخابات الرئاسية.
وأشارت "إسكندر"، إلى أن أحد الأحزاب السياسية عرض المساهمة فى دفه فارق قيمة الاشتراك للمسنين فى الدار فى حالة عدم قدرته على الدفع، قائلة: "قبل أى شى لابد أن نكون مطمئنين على المسنين، وهذا أهم من الإغلاق".