جولد بيليون: 100 دولار زيادة في سعر أوقية الذهب خلال أسبوع .. وعيار 21 في مصر يقفز 170 جنيها
سجل الذهب أعلى ارتفاع أسبوعي منذ شهر مارس الماضي مع تزايد حدة الصراع في الشرق الأوسط الأمر الذي دفع المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن في الأسواق تحسباً لأية تطورات قد تطرأ خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وارتفعت أسعار الذهب الفوري خلال الأسبوع الماضي بنسبة 5.5% ليسجل مكاسب بمقدار 100 دولار ويغلق الذهب عند المستوى 1932 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى في 3 أسابيع، يأتي هذا بعد أن سجل الذهب أدنى مستوياته منذ مارس الماضي عند 1810 خلال الأسبوع السابق، في المقابل ارتفع الذهب في مصر 170 جنيها على خلفية التحركات العالمية.
ورصد تحليل جولد بيليون، ارتفاع الذهب خلال تداولات أمس بنسبة 3.4% ليربح 64 دولار للأونصة وهو أكبر ارتفاع ليوم واحد منذ 17 مارس الماضي، حيث تستمر الأحداث في التصاعد بين حركة حماس وإسرائيل مما زاد الطلب بشكل كبير على الملاذ الآمن في الأسواق سواء الذهب أو غيره من الأصول التي يعتمد عليها المستثمرين في أوقات الأزمات.
تزايد التقلبات الجيوسياسية يدفع المستثمرون إلى الاحتفاظ ببعض التأمين والحماية خلال عطلة نهاية الأسبوع الأمر الذي دفعهم إلى زيادة الطلب على الذهب بشكل كبير تحسباً لأية احداث قد تطرأ خلال عطلة نهاية الأسبوع، ويعد الأمر مشابهاً لما حدث عام 2022 عند عزو روسياً لأوكرانيا.
بالنظر إلى الدولار الأمريكي نجده قد ارتفع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.5% وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، حيث استكمل الدولار ارتفاعه يوم الجمعة بنسبة 0.2% بعد ارتفاع بنسبة 0.9% يوم الخميس الماضي والذي تبع سلسلة من الهبوط استمرت 6 جلسات متتالية.
ارتفاع كل من الدولار والذهب في نفس الوقت على الرغم من العلاقة العكسية التي تربط بينهما يدل على توجه المستثمرين إلى الملاذ الآمن في الأسواق المالية بكافة صوره، والمعروف أن الذهب والدولار هما أكبر أصول الملاذ الآمن في الأسواق.
في الوقت الحالي أصبح عدم اليقين الجيوسياسي هو العامل الحاسم المؤثر على تحركات الأسواق، فالأسواق قامت بالفعل بتسعير سياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي المتوقعة، لذلك تحول التركيز إلى عدم اليقين الجيوسياسي وهو الأمر المفيد للذهب، التوقعات الآن تتزايد أننا سنشهد المزيد من عدم الاستقرار حتى عام 2024 خاصة مع اقترابنا من الانتخابات الأمريكية، لذلك سيبدو الذهب بمثابة استثمار مناسب على المدى الطويل في الوقت الحالي.
ارتفاع الذهب المفاجئ يبقي الحذر قائم في الأسواق
الارتفاع المفاجئ في الذهب بمقدار 100 دولار للأونصة خلال الأسبوع الماضي وتخطيه المستوى النفسي 1900 دولار للأونصة يزيد من الحذر في الأسواق بإمكانية حدوث تصحيح قوي في أسعار الذهب وذلك إذا مرت عطلة نهاية الأسبوع بدون تطورات جديدة في أزمة الشرق الأوسط.
من جهة أخرى يواجه الذهب حالياً مستوى المقاومة 1950 دولار للأونصة وهو مستوى قوي قد يدفع الذهب إلى التراجع خاصة في ظل التشبع القوي في الشراء على المؤشرات الفنية اللحظية.
أيضاً الفترة الحالية تشهد احتفاظ المستثمرين بكل من الذهب والدولار والسندات باعتبارها أصول الملاذ الآمن، ولكن هذا لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، في النهاية سيلجأ المستثمرين إلى التخلي عن أحد الأصول لصالح الآخر وستكون المنافسة قوية أمام الذهب خاصة مع نية البنك الفيدرالي الإبقاء على الفائدة مرتفعة لفترة أطول لمواجهة التضخم العنيد، وفق تحليل جولد بيليون.
أسعار الذهب محلياً
ارتفعت أسعار الذهب في مصر خلال الأسبوع الماضي بشكل كبير بدعم من ارتفاع سعر الأونصة في السوق العالمي بالإضافة إلى التوترات في السوق المحلية بسبب تدهور المشهد الاقتصادية وزيادة التوقعات بحدوث تعويم جديد في سعر الصرف، بالإضافة إلى تصاعد الأحداث بين إسرائيل وحركة حماس.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم السبت عند المستوى 2335 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى، بينما سجل سعر الجنيه الذهب اليوم 18680 جنيه.
خلال الأسبوع الماضي ارتفع سعر الذهب بمقدار 170 جنيه للجرام حيث أغلق تداولات الأمس الجمعة عند المستوى 2335 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2165 جنيه للجرام، وكان قد سجل أثناء الأسبوع أعلى مستوى عند 2410 جنيه للجرام.
خلال جلسة الأمس استمرت أسعار الذهب المحلي في التذبذب في نطاق واسع من التداولات وذلك في ظل عدم الاستقرار في سعر الذهب في السوق العالمي والارتفاع الكبير الذي شهده سعر الأونصة العالمية، بالإضافة إلى عدم اليقين المتزايد في السوق المحلية.
شهد السوق المحلي عدد من الأحداث الأخيرة التي ساهمت في ارتفاع سعر الذهب لفوق مستويات 2400 جنيه للجرام قبل أن يعود إلى التراجع من جديد بسبب عدم استقرار الطلب على الذهب واستمرار الحذر والترقب في الأسواق.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
الزخم القوي في ارتفاع أسعار الذهب الذي شاهدناه يوم الجمعة دفع الذهب إلى اختراق عدد من مستويات المقاومة بشكل مباشر ليعود إلى منطقة تدعم ارتفاع الذهب من جديد ولكن بشرط تخطي مستوى المقاومة 1950 دولار للأونصة ومن بعده المستوى 1980 دولار للأونصة.
التشبع الكبير في الشراء قد يعيد الأسعار إلى التراجع في تصحيح سلبي قد يصل بالذهب إلى منطقة 1910 – 1900 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي فقد شهد تذبذب حاد خلال الفترة الأخيرة بسبب عدم استقرار الطلب على الذهب، وبعد ارتفاعه الكبير إلى المستوى 2410 جنيه للجرام عيار 21 عاد للتداول ضمن نطاق المستويات 2330 – 2360 جنيه للجرام والتي تحتوي التداولات خلال الفترة الحالية.
أيضاً منطقة المستويات 2300 – 2320 جنيه للجرام قد توفر دعم للسعر خلال الفترة الحالية وتمنعه من التراجع، الأمر الذي يساعد على تكوين قاعدة سعرية عند هذه المناطق تدفعه إلى الارتفاع ولكن سيكون عليه اختراق منطقة التداولات 2330 – 2360 جنيه للجرام المشار إليها.