بعد أحداث غزة.. العجوز الأوروبي بين مطرقة أوكرانيا وسندال العم سام
تتزايد الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة ضد المدنيين العزل في فلسطين، وما يقوم به الكيان الصهيوني من قتل للأبرياء الفلسطنين، تتوجب على المجتمع الدولي التحرك، ولعل أهم الكتل العالمية "الاتحاد الأوروبي" العنصر الفعال في الكثير من القضاي حول العالم بجانب الولايات المتحدة، لكن تجد أوروبا نفسها في موقف صعب حيث تعاني من موقف مشابه في أوكرانيا وتدعي العالم للتعاطف مع هذه القضية، وفي الوقت الذاته أمريكا " التي تدعم إسرائيل"، تكون الداعم الأكبر لها في أوكرانيا، على الرغم من أن العديد من زعماء الاتحاد الأوروبي، وأبرزهم المفوضية نفسها فون دير لاين، اقتربوا من الخط الأمريكي، لكن لا يزال هناك دور يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يلعبه.
أوضح جيمس موران مستشار شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لدى الاتحاد الأوروبي، أنه لعقود من الزمن، اضطر الأوروبيون إلى احتلال مقعد خلفي في جهود السلام، وينبع بعض ذلك من عدم الثقة التاريخية في أوروبا من جانب كلا الطرفين المتصارعين، مضيفا أن الاتحاد الأوربي دائما ما يميل إلى طرف إسرائيل بسبب نفوذ الدولة اليهودية المسيطر على أمريكا التي تضغط من جانبها على الدول الاوروبية في أى طرف يميلون.
وأضاف موران أن النفوذ الاقتصادي له دور رئيسي، كما يتبين من النجاح الجزئي الوحيد الذي حققه الاتحاد الأوروبي في فرض وضع العلامات على السلع التي تنتجها المستوطنات الإسرائيلية لسوق الاتحاد الأوروبي، علاوة على ذلك، أصبح التوصل إلى مواقف مشتركة متوازنة بشأن المنطقة أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة، حيث اتخذت دول أعضاء مثل النمسا والمجر مواقف مؤيدة لإسرائيل بقوة.
أفاد مستشار شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الأمر الأكثر أهمية هو أن الاتحاد الأوروبي الذي يشعر بالقلق إزاء التصدعات في التحالف عبر الأطلسي بشأن أوكرانيا، أصبح أكثر تردداً من أي وقت مضى في الانحراف عن النهج الأميركي، ولكن هذا لا يعني بكل تأكيد أن الاتحاد الأوروبي ليس له أي دور في هذه اللعبة، إن ما يحدث في الشرق الأوسط نادراً ما يبقى هناك، وبدون بذل جهود متضافرة لإعادة خلق أفق سياسي للسلام.
وأكد موران أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يدرك اتهامه بازدواجية المعايير في التعامل مع موقفه بشأن أوكرانيا، واحتمال أن تستخدم روسيا الصراع بين إسرائيل وحماس لكسب نقاط جيوسياسية مع العرب.
ومع ذلك، فإن إقناع إسرائيل بالانخراط بشكل هادف سيتطلب، من بين أمور أخرى، مشاركة الولايات المتحدة بشكل كامل، وإحياء نفوذ وشرعية السلطة الفلسطينية.