النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 06:14 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

مكتبة الإسكندرية تستضيف فريق تصميم احتفالية ”إحياء الأسطورة”

نظم مركز دراسات الإسكندرية وحضارة البحر المتوسط بقطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، احتفالية بعنوان «مكتبة الإسكندرية: إحياء الأسطورة»، اليوم الثلاثاء، استضاف خلالها أعضاء الفريق الأصلي للمكتب المعماري النرويجي «سنوهتا» الذي صمم المكتبة إلى الإسكندرية لسرد قصة تصميم وبناء مكتبة الإسكندرية الجديدة، بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وهيلدا كليمتسدال؛ سفيرة النرويج في القاهرة، وقدمتها الدكتورة مروة الوكيل، رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية.
في بداية كلمته؛ رحب الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، بالحضور وحرص سفيرة النرويج على مشاركة المكتبة في احتفاليتها وكذا أعضاء المكتب المعماري الذي صمم مكتبة الاسكندرية الجديدة، موضحًا أنه في عام ١٩٨٨ أطلقت الحكومة المصرية ومنظمة اليونسكو مسابقة لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة بتصميم أخرى جديدة، وبالفعل تقدم ٥٠٠ شخص للفوز في المسابقة إلا أن الفائزين هم مجموعة من شباب المعماريون ممثلين في مكتب "سنوهتا" وهو أمر يثير الإعجاب بمهارته وإبداعهم.
وأضاف "زايد" إن المهندسون الشباب تمكنوا من إبداع مبنى يحمل جذور الحضارة المصرية ولكن بشكل حديث، ويعكس دور العمارة التي تقوم بأكثر من وظيفة وليس الاهتمام بالشكل فقط، وهذا البناء العظيم ينمى باستمرار شعور المحبة لهذا التصميم الذي يحيي روح المكتبة القديمة ويدفع العقل البشري إلى البحث في الطبيعة، وهذا ما يحققه التصميم المعماري الجيد.
وأشار "زايد" إلى أن افتتاح المكتبة كان في ١٦ أكتوبر عام ٢٠٠٢، والأن تحتفل المكتبة بذكرى مرور عامًا ٢١ على هذا التاريخ، لذا فأن المكتبة أرادت أن تعيد روح الانفتاح إلى مدينة الإسكندرية التي كانت عاصمة للثقافة والعلم في العالم القديم ورمز للمدينة الكوزموبوليتية في العصر الحديث، بالحديث عن هذا التصميم المعماري الرائع الذي حصل على ثناء مع كل المجتمعات العلمية.
ولفت "زايد" إنه اجتمع في وقت سابق من اليوم مع أعضاء المكتب المعماري النرويجي، وتم التطرق إلى امكانية عمل دراسة حول تأثير المكتبة ليس فقط على المجتمع السكندري ولكن مصر بشكل عام، مؤكدًا أن هذه الدراسة مهمة في الدراسات الاجتماعية، والمكتبة هي مكانًا للتعلم والفهم بين الحضارات المختلفة تضم ملايين الكتب والمكاتب التابعة لها وقاعات فنية ومراكز بحثية ومعارض دائمة ومؤقتة، فيما تستقبل أكثر من مليون ونصف زائر سنويًا.
ووجه "زايد" الشكر أيضًا إلى الكثير من المهندسين والعمال المصريين الذين عملوا بجهد لتنفيذ التصميم على أرض الواقع، والذي يعتبره حلم يشعر الجميع بالفخر، ورمز لكل العمل الحماسي المرتبط بهدف أسمى وهو وضع اهتمام الجماهير نصب عينيه من أجل مصلحة الجميع والمجتمع والدولة.
واختتم "زايد" حديثه بتوجيه الشكر إلى الدكتور إسماعيل سراج الدين، الذي كان يشغل منصب مدير مكتبة الإسكندرية وقتها، فهو تابع كل هذا المشروع وكل العمل الذي دار داخل المكتبة، وكذا الدكتور مصطفى الفقي الذي كان مدير المكتبة لمدة ٥ سنوات لاحقة، مضيفًا "أتطلع لأن أكمل ما انجزوه وأن أعمل بجد لكي أحافظ على هذا التراث وأن تظل المكتبة رمز الثقافة والحضارة".

فيما عبرت هيلدا كليمتسدال؛ سفيرة النرويج في القاهرة، عن سعادتها بالمشاركة في احتفالية مرور ٢١ عامًا على إعادة أحياء مكتبة الإسكندرية، التي وصفتها بأنها أكثر مكتبة مشهورة في العالم القديم وكذلك الحديث فهي تراث مستمر حتى اليوم، يعكس تاريخ الإسكندرية التي كانت أكبر مدينة في العالم القديم متعددة الثقافات بناها مهندسون رائعون ايضاً، للتعرف على حكمة العالم.
ووصفت "كليمتسدال" قرار الحكومة المصرية بإعادة إحياء مشروع المكتبة الجديدة بالخطوة الشجاعة، والأكثر شجاعة أن يقع الاختيار على مجموعة من الشباب لتصميمها، لتكون نافذة لمصر على العالم تساهم في التعلم والانفتاح على العالم، فهي بمثابة مكة العلم والمعرفة التي يحج إليها الناس.
أضافت "كليمتسدال" إن عقب سبع سنوات من الرائع حقق المصممين والعاملين على هذا المشروع نجاح باهر والكل يعرف عن مكتبة الاسكندرية في النرويج، مشيرة إلى أن النرويج ستكون ضيفًا على القاهرة في بعض الفعاليات القادمة في مجالات الأدب والفنون، ونتطلع للعمل مع مكتبة الإسكندرية في هذه الفعاليات، فهي المكتبة الحلم.

ومن جانبه؛ وصف كيتل ترادال ثورسن، عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن تصميمها يمثل لنا أسطورة وجئنا اليوم لكي نحيي هذه الاسطورة مجددًا، مشيرًا إلى أن العمل المعماري هو عمل جماعي، وفي بداية بناء فريق "سنوهتا" كان يمتلك الفريق فكرة عن المعمار، فهو ليس بناء جامد دون التفكير في البشر فنحن نبني المجتمعات ولذلك يجب أن تكون مشاركة في هذا البناء.
وأضاف: "عندما بدأنا فهمنا أنه يجب التركيز على الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، وكنا في ذلك الوقت فريق من الشباب فكان يجب أن نحافظ على هذه القيم، وكنا دؤوبين في العمل في مكتب صغير في النرويج، وسنوهتا هو اسم جبل في الحقيقة ليس سياحي في النرويج ولكنه رائع".
وعن مبنى المكتبة الجديدة؛ أوضح "ثورسن" إن اختيار شكل المبنى كان تحدي ويجب أن يعكس الماضي والحاضر والمستقبل، وقد ألهمت الفريق فكرة الأفق والشمس الساطعة التي تختفي في مياه البحر، كاشفًا عن الصور الأولى لبدء تصميم المبنى.
وأشار "ثورسن" إلى أنه عقب ذلك كان اجتماع التمويل في محافظة أسوان والذي شارك في الترويج له الفنان العالمي عمر الشريف، وبمشاركة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك والسيدة سوزان مبارك ورؤساء دول عربية وأجنبية ومسئولين دوليين، وتم تكريس الجهود للحصول على تمويل من منظمة اليونسكو وفي النهاية تم توقيع الاتفاقية مع وزارة التعليم العالي المصرية.
وأوضح "ثورسن" إنه تم العثور على لوحات موزاييك أثناء أعمال الحفر وهو إرث مازال موجود في متحف المكتبة حتى اليوم، وجاء ذلك نتيجة لعملية الحفر المدروسة التي قام بها الفريق، مؤكدًا أن الفريق ممتن لمكتبة الإسكندرية حيث أسند إليه عقب ذلك العديد من المشاريع في عدد كبير من بلدان العالم.
وقال كريج دايكر؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن الكثيرين أجمعوا أن هذا البناء لن يتم بناءه ولكن بعد ٢٠ عامًا ها هو مازال قائمًا ونحن فخورين بذلك، كانت البداية عام ١٩٨٨ عندما طرحت المسابقة، مضيفًا "كنا نحلم بهذه الخطوة منذ كنت حديثي التخرج طموحين لكي نفوز بهذه المسابقة في الاسكندرية".
وأوضح "دايكر" إن الفريق استلهم التصميم من خريطة مدينة الإسكندرية، حيث قام برسمها إيهاب الحباك الذي كان طالبًا في جامعة لوس انجلوس في ذلك الوقت، وخاصة شكل الميناء الشرقي، وكذلك شكل الشمس التي تعد أهم رموز الحضارة المصرية، وكما تعاون الفريق مع الاتحاد الأوروبي للمعماريين لبحث كيفية تحقيق التصميم على أرض الواقع باستخدام التكنولوجيا التي كانت متاحة في ذلك الوقت.
وأضاف "دايكر" كما استلهم الفريق من الكتب مثل رواية ميرامار للكاتب العالمي نجيب محفوظ الذي منحهم فكرة عن الإسكندرية وسكانها، مشيرًا إلى انتقال الفريق وأسرهم إلى مصر للعمل على المشروع بمشاركة مهندسين مصريين، ومتحدثًا عن الصعوبات التي واجهت منها حدوث فيضان في القاهرة - حيث كان يعمل الفريق- مما تسبب في تدمير بعض الرسومات أحتاج إلى جهود كبيرة استمرت لمدة شهرين لانهائها مرة أخرى.
وقال روبرت غرينوود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئول عن تصميم السطح، إن المشاركة في هذا المشروع قصة خيالية، إذ تمنى كل المعماريين في النرويج لو أنهم ضمن هذا المشروع، موضحًا أنه كان مسئول عن سطح المبنى، والذي وصفه بأنه لم يكن الجزء الأهم في المشروع لكنه التحدي الاكبر لكي يبدو مختلفًا خاصة انه منحدر وعدم وجود مصاعد.
وأشار "غرينوود" إلى السطح يمثل مفهوم الربط بين الحاضر والمستقبل، وكانت مهمة صعبة ولكن في مصر يمكن للمستحيل أن يتحقق، وقد صمم السطح ليعكس ضوء الشمس إلى داخل المكتبة ويحقق النظرة إلى الأفق، والزجاج الملون مهم لأنه يعطي نوع من الحياة للمبنى، معبرًا عن سعادته للعودة مرة أخرى وأن يراه مرة أخرى وهو بحالته.
إيلين مولينار؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة، إن الفريق راعى عن التصمي كل الوظائف المطلوبة من المكتبة من قاعات قراءة ومحاضرات وقبة سماوية، والأرفف وضرورة مراعاة المساحات بينها لكي تسمح للقراء التنقل بينها بحرية.
وأضافت "مولينار" إنه تم تصميم قاعة الإطلاع الرئيسية كما لو كانت تشبه الشلال لكي يكون هناك حلقة اتصال بين الجزء الإداري والمكتبة، كما تم تصميم الإضاءة لكي توحي بالدفئ، وتم استلهام فكرة الأعمدة من المعابد المصرية القديمة، أما الأثاث فهو ذو طابع نرويجي.
وأوضحت جورون سانيس؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئولة عن تصميم جدار المكتبة الخارجي، إنها قادمة من المكسيك حيث يتم دمج المعمار والفن فحرصت أن يعكس الجدار هذه الفكرة، واستلهمت التدرج من الطبيعة، حيث قامت بجمع كل العلوم والرموز وتم نقشها بشكل حلزوني لتحقق هدف التدرج ويشعر من يشاهد الجدار كأنه ثابت في الأرض ويصل إلى السماء في الوقت نفسه.
وأشارت "سانيس” إلى أنها بدأت في البحث عن الأحجار، وكان لابد أن تكون من مصر حتى وصلت إلى حدود مدينة أسوان، حيث وجدت محجر بها اللون والجودة التي تريدها للاحجار، الاحجار عكست الظل لكي ترى النقوش بشكل واضح، فكان هناك تدرج مختلف من النقوش، ووصل وزن الحجر من ٨٠٠ إلى ألف كيلو.
واختتمت كاري ستنسرود؛ عضو الفريق المصمم لمكتبة الإسكندرية الجديدة والمسئولة عن تصميم الساحة الخارجية "البلازا"، إن الهدف كان وجود ساحة فارغة مفعمة بالترحاب وان يُستخدم نفس الأحجار التي استخدمت في الجدار، ولكن لم يكن شائع في مصر في ذلك الوقت استخدام الأحجار الصلبة، ولذلك تم استخدام البلاط الملون، الشكل الخارجي كان تحدي بالفعل، وتم زراعة أشجار الزيتون والنخيل المعبرين عن الحضارة المصرية والمتوسطية.