المقاتل البطل محمود جنيدى: دورى قناص بالحرب وهزمنا الجيش الذى لايقهر وأصبحت العسكرية المصرية وأكتوبر المجيدة تُدرس للعالم
"سيناء بين إيدينا ورفعنا راية مصر فى السماء" كلمات رددها محمود جنيدى بطل من أبطال حرب أكتوبر، وهذا يفسر أن النصر تُولد منه البطولة والشجاعة وأن لازالت هذه الفرحة تلمع فى أعين صقور ملحمة أكتوبر المجيدة، قصص وحكايات دُونت فى تاريخ أبطال الحروب والإنتصارات، لقنت العالم درسًا بأن "هنا مصر هنا أرض الأمجاد، هنا منبع الرجال وخير جنود الأرض"، تُوجت أرضها بنصر أكتوبر الذى سيظل غصة بقلب العدو وكابوس إسرائيل الذى لا ينتهى.
قناص أرواح العدو.. نصرأكتوبر يجرى فى دمى
جالسًا متبسمًا وفى يده كأسًا من الشاى وأمامه طاوله بها صورًا لزملاءه الشهداء أبطال حرب أكتوبر، ينظر إليها مع تنهيدة اشتياق ممتزجة بالفخر والفرحة لكونهم شهداء ضحوا بأرواحهم فى سبيل الله لحماية الوطن، بطل حكاية المجد الذى نتحدث عنه هو البطل المقاتل "محمود عبدالعاطى جنيدى" ابن مدينة الدلنجات بالبحيرة، والقناص المصرى بحرب أكتوبر المجيدة.
بدأ "جنيدى" يروى كواليس ما قبل الحرب من الإستنزاف وحتى نصر أكتوبر لجربدة النهار المصرية قائلاً: ولدت فى الخامس عشر من يوليو لعام 1945، تاريخ تجنيده بالجيش المصرى فى 5 يونيو لسنة 1967 وهو تاريخ النكسة، ترحلنا يوم 7 يونيه للقاهرة وكان تجنيدى سلاح مشاة مترجل، وتدربنا باحترافية على الأسلحة وكل ما يخص الجيش، وبعد 15 يوما رُحلنا جميعا وكنا 2600 مجند مع مندوبى الوحدات، وفوجئنا أننا سنذهب على الجبهة بالإسماعيلية وكنا بمبيت تحت الأرض، وبدأ الزعيم عبدالناصر يجهز الجيش ولكنه توى فى 1971، وتولى من بعده الرئيس الراحل البطل محمد أنور السادات، ومنذ توليه كانت عينه على الجيش كان عسكريًا من الدرجة الأولى ويملك دهاء غير وضع الجيش كان قاتلاً للروس بعد طرده كل الخبراء العسكريين الروس من مصر، ومن بعدها بدأت حرب الإستنزاف.
وتابع "المُقاتل" دورى بحرب أكتوبر كان سلاح بندقية قناصة بتلسكوب، وهذا بسبب تقاريرى المميزة بضرب النار، ورحلونا خارج الجيش بعد 6 سنوات وأخبرونا بأن ليس هناك حرب وعدنا إلى منازلنا، ولكن استدعونا فى أول أكتوبر وهنا علمنا أن موعد الحرب اقترب، وأخبرونى أننى من القوة التى ستمثل الهجوم وفى يوم الحرب جاءنى صديقى المسيحى وقالى "اتشاهد على نفسك".
واكمل فى يوم الحرب بالسادس من أكتوبر وتحديدًا فى الساعة الثانية ظهرًا، بدأنا لا نرى السماء من كثرة الطائرات والصواريخ، وعبرنا الضفة الأخرى بالقوارب، ودمرنا خط برليف وهنا لم نشعر بالخوف بل كنا فى حفظ الله، كنا نعبر الساتر الترابى بمعداتنا وكأننا بنصعد سلم وهذه إرادة الله، وبدأت قوات العدو توجه نحونا الضربات، وبدأت قواتنا تتحرك كسلم بشرى لنتفادى رصاص العدو.
وأضاف أثبتنا للعالم أن الجندى المصرى خير أجناد الأرض، وفى يوم 16 أكتوبر خطب السادات وقال "احنا بنحارب أمريكا دلوقتى واحنا مش قدها" وبدأت الطائرات تضرب وسقط 19 شهيدا و36 مصاب بموقعى، وكنا ننقل الشهداء والمصابين فى غروب الشمس، ولا انسى مواقف اخواتنا المسيحين بالحرب ضمنهم مجند كان ينقل شهيد مسلم، فكان ليس هناك تفرقة بين الديانات أو ظابط ومجند.
وانتصرنا بعد حرب الـ6 ساعات وعززنا موقفنا ثم تقدمنا لداخل سيناء، وهذه فرحة لم يتخيلها أحد، عودة رمال سيناء لأيدينا، ونحن خير أجناد الأرض بلا منازع، حاربنا كرجال وبقلب واحد ويد واحدة وعادت مصر البهية لمكانتها بنصر وقهر أقوى جيوش العالم.
وقال ستظل ذكرى أكتوبر تاريخ رائع يدرس للعالم، فالجيش المصرى قهر الجيش الذى لا يقهر وانتصرنا ورفعنا علم مصر، واجبرت اسرائيل على الموافقة على اتفاقية السلام مع مصر، وسيظل جيش مصر عالى الهامات وقيمة من القامات التى يخشاها العالم، ومصرنا الحبيبة بخير بقواتنا المسلحة وقيادتها الحكيمة وكما قال السادات "القوات المسلحة درع وسيف".