في الذكرى الخمسين لنصر أكتوبر المجيد.. من هو البطل المصري الذى دمر 27 دبابة وحياه ظابط إسرائيلى؟
عزف أبطال حرب أكتوبر المجيدة سيمفونية النصر ليدونها تاريخ المجد بهزيمة الجيش الذى لا يقهر، الإحتفال باليوبيل الذهبى بمرو 50 عامًا على نصر أكتوبر فرحة للمصريين وسرداق عزاء للعدو، سيظل التاريخ يعيد أمجاد بطولات جنود مصر التى لا توفيها الكلمات حقها، حاربوا وسط الصحراء وقهروا العدو فى 6 ساعات ليرفرف علم مصر فى سيناء أرض الفيروز.
محمد المصرى صائد الدبابات بحرب أكتوبر
التقت "جريدة النهار المصرية" مع صائد دبابات العدو والمدمر لـ27 منها، المقاتل "محمد إبراهيم عبدالمنعم المصرى" بطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والمقيم فى مدينة أبو المطامير، محافظة البحيرة، ليروى قصته داخل أرض المعركة ومغامراته البطولية، قائلاً: شرفت بمشاركتى فى حرب أكتوبر المجيدة، ودمرت بمفردى 27 دبابة من ضمنهم دبابة العقيد الإسرائيلى عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع إسرائيلى، فى الحقيقة لم تكن مهمتى فى الحرب حساب الدبابات التى أدمرها، بل كان هناك مختصون لهذه المهمة، أما أنا فكان لدى مهمتان فى الحرب، الأولى هى صد هجوم العدو المفاجئ أثناء عملية العبور، والمهمة الثانية والأساسية كنت اتزرع وسط صفوف العدو فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وبفضل الله حتى مساء 7 أكتوبر عبر 100 ألف جندى مصرى من القناة من السويس لبورسعيد بحوادث تصادمية 3%.
وأكمل "المصري" قائلا: كانت تأتينا المعلومات عن العدو من الجندى المجهول ورجل المخابرات الحربية لنا وسط خطوط العدو، وهذا فى تمام الساعة الـ 4 عصرًا ونجلس نحن والقائد أمام الخريطة، ويحدد موقعى على الخريطة والمسافة بينى وبين الموقع الفعلى الذى سأتم مهمتى من عليه، وهى 8 كيلو أخذها سيرًا على الأقدام، ومعى أنا وزملائى الصواريخ وجميع معداتنا لإطلاق الصواريخ، ولابد أن نصل لموقعنا على الخريطة فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهذه توقيتات محسوبة.
وتابع "بطل أكتوبر": مع أول ضوء للفجر تبدأ مهمتنا فى نصب منصة الصواريخ الأربعة على حسب اتجاه الرياح، والمسافة بينى وبين منصة الصواريخ حوالى 15 مترًا وتبدأ العملية بالأرقام وندفن نفسنا تحت الرمال، وأحدد المسافات الذهنية بينى وبين العدو والمنظار يمسح المنطقة بالكامل، وتدخل الدبابات على حسب المعلومات المسربة من الجندى المجهول بجيش العدو، وتقترب الدبابات ودخلوا فى المرمى ونقوم بتوجيه الصواريخ على الدبابات ثم الضرب وتدميرها.
وأكمل: توقيت الحرب لم يكن أحد يعلمه إطلاقًا، وظننا أنها استنزاف وسنعود ولكنها كانت حربًا فعليه على المدى البعيد، وقال لي قائدى: "سأسجد لله شاكرًا وأقبل رمال سيناء" وهذا ما جعلنا نتأثر ونحارب بكل حواسنا لنفوز بالحرب، ووجودى فى المكان المزروع فيه وسط العدو كانت عملية انتحارية من الدرجة الأولى ليس بها إصابات بل كانت موت حتمى، ولقد أحببت دورى فى الحرب والصواريخ وحب الوطن.
واستكمال: من أصعب المواقف بالحرب هو استشهاد قائدى "المقدم شهيد صلاح هواش" فكنا جميعا نشرب من غطاء زجاجة واحدة، وقال لى مسطرة يا مصرى.. والرمل اتحرك.. واكتشفنا العدو وأصيب فى صدره، وهنا فقدت قائدى ومعلمى المحب لجنوده والمحب لوطنه، وقبل موته وصانا على مصر.
واختتم "صائد الدبابات" حديثة قائلاً: نصر أكتوبر سيظل ساطعًا فى سماء الدنيا لقيام الساعة، لأنه غير المفاهيم العسكرية الإستراتيجية على مستوى العالم، حرب أكتوبر كان فيها الضمير والعلاقة مع الله سبحانه وتعالى وتدربنا تدريب قاسى لنصر مصر، وانتصرنا على العدو وتعيش مصر حرة مستقلة ليوم الدين، ولا انسى فرحتى عندما طلبنى قائد بالجيش الإسرائيلى كان أسيرًا، وقال "أنا عايز أشوف المصرى الذى دمر دبابتى، ثم قام عند رؤيتى وألقى علي التحية العسكرية".