رئيس أذربيجان ينفذ وصية والده بأسترجاع اقليم كارباخ
في وقت مبكر من يوم 19 سبتمبر الماضي أعطى رئيس أذربيجان إلهام علييف إشارة البدء لهجوم عسكري خاطف في إطار خطة أُعدت قبل أشهر بهدف إعادة ترسيم الخريطة الجيوسياسية والثأر لهزيمة مذلة مُني بها والده قبل نحو 30 عاما.
وكثيرا ما تحدث علييف الذي يتولى السلطة منذ عقدين وخاض حربا ناجحة بالفعل عن إعادة إقليم ناجورني قره باخ الجبلي إلى السيطرة الكاملة لأذربيجان بعدما انفصل سكانه الذين ينتمون لعرقية الأرمن عن حكم باكو في أوائل تسعينيات القرن الماضي وقرار استعادة الإقليم الانفصالي له بعد شخصي بالنسبة للرئيس علييف تبلور على مدى أشهر في ظل تغير الواقع الدبلوماسي، وفق ما أكد مسؤولان كبيران ومصدر يعمل مع علييف.
وأُجبر حيدر علييف والد إلهام علييف ورئيس أذربيجان آنذاك على الموافقة على وقف إطلاق نار رسّخ انتصار أرمينيا ولأعوام تسبب تحالف موسكو ومعاهدتها الدفاعية المبرمة مع أرمينيا، التي تملك فيها روسيا منشآت عسكرية، في ردع باكو عن استخدام القوة حتى مع بيع السلطات الروسية أسلحة لكلا البلدين لكن علاقات موسكو مع أرمينيا بدأت في التدهور في 2018 حينما قاد رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان احتجاجات في الشوارع، صعدت به إلى السلطة على حساب عدد كبير من الزعماء الأرمن الموالين لروسيا.
وفي ظل تكثيف حملة جيش أذربيجان تعديل وتحديث صفوفه، لم تلبث أرمينيا أن تقع في أزمة بعد خروجها من أخرى، ومع ملاحظة كون الكراهية متبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وباشينيان الذي رجّح إقامة علاقات مع الغرب اختبر علييف حساسية الموقف قبل المضي قدما.
ازداد غليان المشكلة منذ أشهر وبدا أن علييف استشعر وجود فرصة سانحة مع انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا وفي ديسمبر الماضي بدأ مواطنون من أذربيجان يصفون أنفسهم بأنهم ناشطون بيئيون غير راضين عن عمليات التعدين غير القانونية، بإغلاق ممر لاتشين وهو الطريق الوحيد الذي يربط قره باخ بأرمينيا.
وقال سفير أذربيجان لدى بريطانيا إلين سليمانوف لوكالة رويترز إن مجموعة من العوامل أقنعت علييف (61 عاما) بأن الوقت بات مناسبا وأوضح سليمانوف "يسلك التاريخ منعطفات ومنحنيات" وأردف "لم يكن بوسعنا فعل هذا سابقا وربما لن تكون فكرة سديدة أن نفعل ذلك لاحقا".