النهار
الإثنين 23 ديسمبر 2024 10:43 صـ 22 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

المحافظات

حوار| الدكتور محمد النعماني عميد كلية الطب: نقلة نوعية بالمستشفى الجامعي.. والجودة في مفهومي هي نسبة رضا المواطنين

الدكتور محمد النعماني
الدكتور محمد النعماني

شعور بالارتياح بين طلاب وأعضاء هيئة التدريس بكلية الطب، والعاملين بالمستشفى الجامعي، بعد اختيار الأستاذ الدكتور محمد النعماني أستاذ القلب والأوعية الدموية عميدا لكلية الطب، ورئيسا لمجلس إدارة المستشفيات الجامعية، لما يملكه من خبرة كبيرة وما يحظى به من حب الجميع؛ نظرا لتواضعه وبساطته، ورغم حالة القبول التي تعطي دافعا للنجاح، إلا أن الدكتور النعماني يحمل على عاتقه مسئوليات كبيرة، ويُقبل على تحدياتٍ صعبة، وهو ما جعله يعد برنامجا قويا لتطبيقه في كلية الطب والمستشفيات الجامعية، والذي يطلعنا عليه من خلال هذا الحوار الشيق، إلى نص الحوار..

◙ بداية نبارك لسيادتكم تولي منصب عميد كلية الطب.. ونريد أن نعرف إلى ماذا يتطلع الدكتور محمد النعماني في فترة عمادته؟
في البداية أريد أن أعبر عن شكري لكم، وأوجه من خلال منبركم الشكر للقيادة السياسية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، والدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية على الثقة الغالية والدعم غير المحدود لنا، وأؤكد أن هناك محاور كثيرة نسعى للعمل فيها وهذا ما تقدمنا به في برنامجنا، ولكن أول الملفات التي أهتم بها هو التحول الرقمي، ثم تطوير القطاع الإداري والطبي.
◙ ولماذا يأتي ملف التحول الرقمي في قائمة الأولويات للتطوير؟
لأنه ملف هام جدا في الكلية والمستشفيات الجامعية، يمكننا من حفظ بيانات المرضى وسرعة استدعاء البيانات بالرقم القومي بدلا من أن يحمل المريض ملفا كبيرا من الأوراق، بالإضافة إلى إمكانية المساعدة في الأهداف البحثية وعمل دراسات راجعة.


◙ هل هناك خطة عاجلة لتطوير القطاعين الإداري والطبي ليشعر المواطن بجودة الخدمة المقدمة؟
بالفعل، من بين أولوياتنا تطوير القطاعين الإداري والطبي، ويعلم كثيرون أنه تم تخصيص قطعة أرض لإنشاء المدينة الطبية، وهناك تطور آخر بإنشاء معهد أورام منفصل نظرا لنجاح قسم الأورام في خدمة أهالي المنوفية والمحافظات المجاورة، وأزف للمواطنين بشرى من خلال جريدة النهار أنه تم تشكيل لجنة للبدء في إنشاء معهد الأورام بالفعل، بعد عرضه علي لجنة القطاع الطبي بالمجلس الأعلى للجامعات كأول مرحلة من مراحل إنشاء المدينة الطبية بجامعة المنوفية، وسيكون معهد أكاديمي بحثي علاجي يضم 6 أقسام علمية تخدم علاج مريض الأورام، وتم إعداد كافة الدراسات الخاصة في هذا الشأن.
◙ وماذا عن التطوير في كلية الطب؟
من المؤكد أن هناك تخطيط للتطوير في كلية الطب، والذي يأتي في مقدمة أولوياتي هو الاهتمام بمستوى الخريج أولا، سواء خريج اللائحة الجديدة (5+2) أو خريج الدراسات العليا، فسنهتم بالتدريب لأنه يعد المرحلة الفاعلة أو الانتقالية بين مرحلة الدراسة ومزاولة المهنة بشكل عملي ورسمي، ومن ضمن الأولويات أيضا، إصلاح الجهاز الإداري وهو ما يسهل علينا التعامل في الورقيات ومع التحول الرقمي سيكون العمل أفضل وأسرع، بالإضافة إلى ملفين هامين جدا وهما الجودة والنظافة.
◙ ما رؤية سيادتكم للوصول إلى الجودة.. وماذا تقصد بالنظافة؟
الوصول للجودة كان على رأس أولويات برنامجي الذي تقدمت به، سواء في الكلية أو المستشفى الجامعي، وجودة المستشفيات لم تعد رفاهية بل ضرورة، واعتقد أنه خلال فترة بسيطة ستكون شرط أساسي للدخول في منظومة التأمين الصحي الشامل، ولابد من الاهتمام بعنصر الجودة داخل كلية الطب أيضا، ونحن بصدد التقدم للمرة الثالثة للحصول على الجودة.
أما عن النظافة فأقصد الكلية وقطاع المستشفيات، وهو الشعل الشاغل لنا في المستشفيات لأننا إذا قدمنا خدمة طبية متميزة وأطباء على أعلى مستوى ونظافة المكان ليست على المستوى الأمثل، فهذا يضيع جزء كبير جدا من جودة الخدمات ويعطي انطباعا سلبيا للمرضى، ومفهومي عن الجودة نسبة الرضا التي يشعر بها متلقي الخدمة من خلال استطلاعات الرأي التي سيتم تفعيلها في الفترة المقبلة.


◙ هل يتطلب الوصول إلى الجودة رفع أسعار الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين؟
أريد أن أطمئن أهالينا الذين نعتز بهم جدا، أن كافة الخدمات المقدمة بالمستشفيات الجامعية تقدم بسعر التكلفة، وإذا تم رفع سعر أي هامش ربح، فمعظم الخدمات التي نقدمها من الممكن عملها على نفقة الدولة أو التأمين الصحي، وحينما تجتمع لجان التسعير والعلاج بأجر والمستشفيات يكون هدفنا الوصول لمستوى يضمن تحقيق ثمن التكلفة، ولكن هناك فرق بين رفع الأسعار لتحقيق هامش ربح – وهذا لايحدث- وبين تغير أسعار المستهلكات، وقرارات النفقة أو التأمين أصبحت غير مرهقة للمرضى مثل سابق بعد تخصيص مكاتب مركزية داخل المستشفى وتخرج هذه القرارات في أسرع وقت.
◙ دائما يشكو الناس من تعطل جهاز الأورام.. بما تفسر ذلك؟
لدينا في الفترة الحالية أفضل وأحدث أجهزة للعلاج الإشعاعي في الأورام، ومن فترة قليلة زارنا خبير ألماني وعمل إنجاز كبير جدا لاستئصال أورام البروستاتا بالإشعاع عالي الدقة والذي يركز على موضع الورم فقط بإبر داخلية، وهذا إنجاز غير مسبوق.
قسم الأورام في جامعة المنوفية لا يخدم المنوفية فقط، وأجهزة العلاج الإشعاعي تعمل 24 ساعة، ولكن يجب أن يتم فصل الجهاز للراحة، ونحاول استيعاب كافة الأعداد، ولكن لشدة الإقبال على قسم الأورام من المحافظة وخارجها جاءت فكرة إنشاء معهد أورام شبين الكوم.
◙ كيف ترى حالة الشكوى المتكررة من الاستقبال في الطواريء بالمستشفى الجامعي؟
منذ 15 عاما كان مفهوم الاستقبال دكتور في وحدة الاستقبال، والآن أصبح لدينا مستشفى كامل للطوارئ وعناية الطوارئ واستقبال الطوارئ، ولكني أريد توضيح أمر مهم، الآن لدينا قسم كامل اسمه قسم الطوارئ به أساتذة ومعيدين وأساتذة مساعدين ومدرسين ونواب، وهم خط الدفاع الأول الذي يستقبل الحالات، وتوجد عناية مركزة خاصة بالطوارئ، وسبب التأخر هي عملية الفرز، والتي من خلالها يتم توجيه المريض إلى القسم المختص لسرعة إسعاف المريض، وهذا بعد الإسعافات الأولية بالطبع، ولكن سبب التأخير هو عمل الأشعة والتحاليل، ولكن أهل المرضى لا يعلمون هذا الأمر، فأصبح المفهوم لدى أهل المريض أنه طالما ظل بالدور الأول لم يتلق الخدمة الطبية.
◙ هل هناك أزمة في أسرة العناية بالمستشفى الجامعي؟
بالعكس، الآن لدينا 12 عناية مركزة بعد أن كانوا 8 أسرة في عناية واحدة منذ سنوات قريبة، ولكن تطور الوضع بشكل تضاعفي وأصبح هناك عناية نوعية لكل قسم، بالإضافة إلى عناية الطوارئ، ولكن المستشفى الجامعي بشبين الكوم مصدر ثقة للمواطنين وهذا ما يجعل الإقبال علينا كبير جدا، وهنا يجب التفرقة بين عدم توفر سرير عناية أو مريض يرغب في سرير عناية بجهاز تنفس صناعي، لأن توفير أجهزة التنفس الصناعي لعدد كبير من المرضى أمر صعب للغاية، ونحاول أن نشترك في منظومة الربط الالكتروني لأسرة العناية مع وزارة الصحة، وسيتم زيادة أعداد العنايات مع المدينة الطبية.
◙ متى تظهر المدينة الطبية للنور؟
تم تخصيص قطعة الأرض بدعم من رئيس الجامعة، وأود أن أشكر اللواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية لما قدمه من دعم وتسهيلات شديدة جدا في تخصيص قطعة الأرض 5 فدادين وأكثر وتم توريد قيمتها من جانب الجامعة، وفي انتظار بدء العمل من خلال الهيئة الهندسية، وسيتم تقسيمها بشكل متكامل طبقا لأحدث المواصفات العالمية، وفي القريب العاجل سيتم البدء في العمل بعد اكتمال الموافقات وتوفير الدعم اللازم، ونتطلع إلى التبرع من خلال رجال الأعمال والمجتمع المدني، والتكلفة المبدئية ما يقرب من 4 مليار لكن من المؤكد تغيرها لاختلاف الأسعار في الوقت الحالي.
◙ جهد كبير يقدمه قسم السموم بالمستشفى الجامعي وظهر ذلك في واقعة التسمم الغذائي الأخيرة.. هل هناك رؤية لعمل مبنى منفصل للسموم؟
بالفعل، استقبل قسم السموم بالمستشفى الجامعي 22 حالة بتسمم غذائي من أحد المطاعم وصلت إلى 94 حالة في النهاية، وكان اختبار صعب للغاية وتم استيعاب كل الأعداد، وتم فتح أقسام أخرى لاستقبال ما تبقى من الأعداد وتم تقديم الخدمة الطبية لهم وخرجوا بدون أي مضاعفات ولا وفيات.
من الأفكار التي يمكن دراستها هو زيادة عدد الأسرة بقسم السموم، ومن الممكن أيضا التوسع في المرحلة المقبلة لأنه لا يوجد له مثيل في محافظة المنوفية.
◙ بعض المواطنين يشكو من عدم توافر حقنة "الآر اتش".. هل توجد أزمة في توفيرها؟
لا توجد أزمة مطلقا، لكن المشكلة كانت في وجود فترات فراغ بين نفاذ الكميات المتوفرة وطلب مستهلكات جديدة، ولهذا تم تقديم موعد طلبيات الشهر المقبل في أول 10 أيام في الشهر الجاري، حتى نتغلب على عدم توافر أي نوع، كما يتم عمل تقارير نوعية بنقص المستهلكات ويتم طلبها مبكرا لتوفيرها في الوقت المناسب.
◙ نعود لكلية الطب.. لماذا يزداد الإقبال من الطلاب على الدراسة هنا في المنوفية؟
كلية الطب بالمنوفية تتميز بوجود علاقات طبية بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وهذا يؤدي إلى ذوبان الحاجز بين الطالب وأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى تقديم برامج دراسية جيدة وتحديث اللوائح باستمرار، كما أن الأعداد في طب المنوفية أقل من أي جامعة أخرى وهو ما يجعل تعامل الأساتذة تتعامل مع الطلاب بشكل شخصي به جانب كبير من الود والمعاملة الحسنة.
◙ يتردد عدد كبير من الوافدين على كلية الطب بجامعة المنوفية.. كيف يتم إدارة هذا الملف الهام؟
دعم الوافدين أهو أمر في غاية الأهمية، لأن هذا توجه وسياسة دولة، فجامعة المنوفية تفردت بعمل إدارة منفصلة للوافدين، والوافد الذي يأتي للدراسة في كلية الطب بشبين الكوم يتلقى الخدمة على نحو به جزء كبير من الرضا، وهذا الوافد هو خير سفير لنا في دولته، فالجامعة تستقبل الوافدين فور وصولهم وتوفر لهم الإعاشة، وتقدم لهم كافة التسهيلات، وما يؤكد وجود انطباع جيد عند الوافدين، ما حدث من بعض الطلاب الذين قاموا بتكريم أعضاء هيئة التدريس وليس العكس، وهو ما يعكس أثر الخدمة المتميزة المقدمة لهم.

•ختاما.. هل يمكننا أن نبشر المواطنين في المنوفية بخدمات جديدة في المستشفى الجامعي؟
بالفعل، خلال أسابيع قليلة سيتم تشغيل جهاز قسطرة على أعلى مستوى ليخدم أغراض متعددة في كل الأقسام وليس القلب فقط، والجهاز به كل المواصفات العالمية، وهذا سيخف الضغط على جهاز القسطرة القديم وسيقضى على ما تبقى من قوائم الانتظار، ومحافظة المنوفية كانت من أولى المحافظات التي قضت على نسبة كبيرة من قوائم الانتظار.

موضوعات متعلقة