إلغاء ”مهرجان أنطاليا السينمائي” بسبب فيلم وثائقي ضد أردوغان.. تفاصيل
تداولت وسائل الإعلام التركية والعالمية أنباءاً أنه بشكل مفاجئ وغير مسبوق تم إلغاء إنطلاق "مهرجان أنطاليا السينمائي" في تركيا الذي كان من المفترض إنعقاده في 7 أكتوبر حتى 14 أكتوبر 2023 لدورته الـ 60، وهو أكبر حدث سينمائي دولي هناك، وذلك بسبب الضغوط السياسية لإلغاؤه لوجود فيلم وثائقي خطير يُحرض على الإنقلاب على رئيس تركيا الحالي "رجب طيب أردوغان" وحكومته، وذلك ضمن الأفلام المعروضة في المهرجان المذكور.
الجدير بالذكر أنه يدور الفيلم الوثائقي التركي "Decree" للمخرجة "نجلاء دميرچي" حول محنة طبيب ومعلم تم فصلهما من وظيفتيهما الحكومية في ظل حالة الطوارئ المُعلنة بعد محاولة الإنقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016 في تركيا، وفي ذلك اليوم قامت مجموعة من الجنود الأتراك بإستخدام الدبابات والطائرات الحربية والمروحيات بشن مؤامرة للإطاحة بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".
ويُعرض ضمن أحداث الفيلم أيضاً أنه ألقى "أردوغان" باللوم على حليفه السابق، رجل الدين الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة "فتح الله جولن"، الموجود في المنفى في الولايات المتحدة، والذي نفى هذه الإتهامات، وفي وقت لاحق، تم طرد أكثر من 130 ألف من أنصار "جولن" المزعومين في تركيا من وظائفهم في إطار حملة تطهير طارئة في أعقاب الإنتفاضة العسكرية.
وأعلن عمدة أنطاليا "محي الدين بوتشيك" أنه تم إلغاء المهرجان بعد أن سحبت وزارة الثقافة والسياحة التركية دعمها لهذا الحدث، قائلاً إنه "لن يكون جزءًا من الجهود المبذولة لتشويه سمعة النضال الملحمي لأمتنا الحبيبة، وإستخدام الفن كعنصر إستفزازي”.
بينما أكد "باشاك إيمري" المدير الفني لمهرجان "أنطاليا" لوسائل الإعلام العالمية "أن "مهرجان أنطاليا السينمائي" المقرر عقده في الفترة من 7 إلى 14 أكتوبر 2023 قد تم إلغاؤه بعد الكثير من الجدل حول إدراج "Decree" ضمن الأفلام المعروضة في المهرجان المذكور.
وكان منظمو "مهرجان أنطاليا السينمائي" قد وافقوا قبل أيام على سحب الفيلم التركي "Decree" بعد مزاعم بوجود قضايا قانونية على الفيلم، وقد أثار هذا بدوره وابلاً من النيران داخل مجتمع السينما في تركيا مع تنحي العديد من أعضاء لجنة التحكيم وسحب العديد من المخرجين المحليين ألقابهم من التشكيلة إحتجاجًا على قرار الإلغاء.
ثم أعيد إدراج كلمة "Decree" في الإختيار، وعندها سحبت الحكومة دعمها المالي للفيلم ثم قرر عمدة المدينة، وهو عضو في المعارضة إلغاء الدورة الستين لـ "مهرجان أنطاليا السينمائي"، وأغضب هذا القرار رئيس المهرجان "أحمد بوياشيوغلو" والمدير الفني "باشاك إيمري" وألقى باللوم عليهما في سوء التعامل مع هذا الوضع الحساس للغاية.
يُذكر أن الإضطرابات السياسية والمقاطعة من قبل صانعي الأفلام الأتراك بسبب الأحداث السياسية التركية الحالية ليست جديدة في مهرجان أنطاليا، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تتسبب فيها السياسة في إلغاء "مهرجان أنطاليا السينمائي" المرموق بشكل كامل.