في متابعات جريدة النهار لملف العلاقات المغربية الجزائرية
هل التوتر بين الجزائر والمغرب خلاف عابر أم صراع دائم؟
- ولماذا اخفقت الدول العربية والافريقية في انهاء الخلاف بين الجاريتين الشقيقتين ؟
يندهش المواطن العربي العادي في اي بقعة عربية من المحيط الي الخليج من اجواء القطيعة والخلاف الطويل الامد بين شعبين جارين يتمتعان بكافة الصفات العربية الاصيلة ونفس العادات والتقاليد وكل شيء فلماذا القطيعة بينهما وسنسرد لماذا القطيعة منذ أعلنت الجزائر عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع جارتها المغرب شهر أغسطس 2021 دخلت العلاقات الثنائية بين الطرفين في نفق مظلم ارتفعت فيه نبرات التهديدات المتبادلة وسط مخاوف عديدة من أن ينزلق الوضع إلى حرب بين الطرفين.
و ظلت العلاقات تراوح مكانها دون أن يتمكن الطرفان من إذابة الجليد بينهما إلى غاية إعلان الجزائر قبل حوالي عامين عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مجددا مع الرباط ومؤخرا شاركت المغرب في عملية اخماد حرائق الجزائر في الغابات الا ان عرض الجزائر في انقاذ الناجين من زلزال المغرب المدمر قوبل برفض مغربي وتختلف تفسيرات المراقبين والمحللين المتابعين للصراع الجزائري المغربي في تحديد أسبابه والتكهن بمستقبله في ظل تضارب وجهات النظر وتعدد التفسيرات للأحداث التي وقعت منذ بداية ستينات القرن الماضي.
يقول الدكتور احمد يوسف احمد الاستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وعميد معهد البحوث والدراسات العربية السابق ان تفسير ظاهرة الصراعات العربية العربية في اي مرحلة من المراحل لم تكن تحل بصفة كاملة وانما يتم تسويتها وتهدئتها او علي احسن الفروض تسويتها تحت تأثير عامل خارجي وهنا بالنظر الي الحالة المغربية الجزائرية وكأنها الاستثناء الوحيد من هذه القاعدة فالبندول متوقف عند نقطة الصراع بل ان حالة النزاع وصلت الي الصدام المسلح ومناوشات علي الحدود والبداية جاءت بعدم رضا المغرب عن ترسيم الحدود مع الجزائر ابان الاستقلال عن فرنسا بل ان المغرب نشر قوات له داخل الحدود الجزائرية وهو ما تسبب في الصراع المسلح 1963 .
ويضيف الدكتور يوسف اننا دخلنا بعد ذلك الي قضية الصحراء حيث انطلقت المغاربة بمئات الالوف الي داخل الصحراء الغربية التي كانت تحتلها اسبانيا 1975 وذلك بعد انسحاب اسبانيا منها فيما عرف بالمسيرة الخضراء وهو ما رفضته الجزائروطالبت بحق تقرير مصير الصحراء وكانت الجزائر ولا تزال تدعم جبهة البوليساريو وهنا مكمن المشكلة في الدعم الجزائري الكبير للبوليساريو ومنحت كذلك للصحراويين هناك الرافضين لسيطرة المغرب الملجأ والملاذ الامن .
وكشف الدكتور يوسف النقاب عن ان المتغيرالكبير الذي طرأ واثر بالسلب علي العلاقة المتوترة فعليا بين الجزائر والمغرب جاءت بأقامة المغرب لعلاقات مع اسرائيل عام 2020 وهو ما تحفظت عليه الجزائر خاصة وانه في يناير 2023 قرر المغرب توسيع التعاون العسكري ليشمل الاستطلاع والدفاع الجوي والحرب الالكترونية وجاء معها اعتراف امريكا واسرائيل بسيادة المغرب علي الصحراء ويعتبر فشل الجامعة العربية في انهاء الصراع بسبب التداخلات الدولية الكبري والاقليمية في اذكاء الصراع واشعالة .
وطالب الدكتور يوسف بضرورة الضغط بكل الطرق السلميةمن جانب الجامعة العربية ومؤسساتها من اجل وضع ملف المصالحة بينهما علي جدول الاهتمامات العربية خاصة مع الانفتاح العربي مع الجوار الاقليمي وطالب بتقريب وجهات النظر بين البلدين الجارين والتوصل الي قواسم مشتركة ومناقشة الحلول الممكنة لتلك المشكلات ويجب كذلك ضرورة تشجيع قوي المجتمع المدني في البلدين التي تؤيد بقوة عودة العلاقات علي اساس تقديم مبادرات الحل في هذا الاتجاه والعمل علي تجنب مزيدا من التصعيد في العلاقات .